يزداد التعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف، ويرتفع معه خطر التعرض لمستويات أعلى من الأشعة فوق البنفسجية المسببة لـ سرطان الجلد بفعل التخفيف من الملابس وزيارة الشواطئ والمتنزهات العامة في العطلة الصيفية، مما يستوجب معه تطبيق تدابير مناسبة للحفاظ علي البشرة من اشعة الشمس رغم كونها هامة لإمداد الجسم باحتياجاته من فيتامين (D).
تأثير اشعة الشمس على الجلد
ويسبب التعرض الكثير للأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس ضررا للجلد يتمثل غالباً في حروق الجلد والإصابة بالتصبغ، كما تضر الأشعة فوق البنفسجية بالحمض النووي في الجلد، ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، كما يؤدي التعرض الكثير لأشعة الشمس كذلك إلى ظهور التجاعيد العميقة، والبقع الداكنة لذلك يبرز هنا ضرورة استخدام واقي الشمس المناسب لبشرتك لحمايتها من الأضرار.
ويشير الرقم على زجاجة واقي الشمس إلى مدي فعاليته في الحماية من اشعة الشمس حيث ينصح باستخدام عامل حماية لا يقل عن درجة حماية 50 % في المناخات الحارة، ومن المهم كذلك التحقق من تصنيف الكريم الواقي من الشمس الخاص بك، وينصح باستعمال تصنيف الخمس نجوم لتوفير أفضل حماية.
ويضمن تطبيق واقي الشمس علي البشرة بشكل صحيح الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، لكن للأسف معظم الناس لا يوزعون منتجات الحماية علي بشرتهم بدرجة سميكة بما فيه الكفاية، وبالتالي لا يحصلون على الاستفادة الكاملة من واقي الشمس.
ويوصي مجلس السرطان في أستراليا باستخدام ملعقة صغيرة علي الأقل للظهر، ومثلها لليدين والقدمين، ونصف ملعقة صغيرة للوجه والرقبة والأذنين.
مدى تأثير اشعة الشمس على الأطفال
أما بالنسبة للأطفال و اشعة الشمس فجلد الأطفال هو أرق وأكثر حساسية من جلد الكبار، وارتفاع مدة تعرض بشرة الأطفال للشمس يمكن أن يزيد من خطر إصابتهم بسرطان الجلد مستقبلا.
لذلك ينصح مجلس السرطان في أستراليا بإبقاء الأطفال حتى سن 12 شهرا في معزل عن اشعة الشمس بقدر الإمكان، خاصة في منتصف اليوم عندما تكون مستويات الأشعة فوق البنفسجية أعلى.
وتشمل التدابير الصحية لمساعدة الأطفال الصغار على ممارسة الأنشطة اليومية في الهواء الطلق، أن تكون مناطق اللعب في الظل.
وتساهم الملابس والقبعات في تغطية جلد الأطفال بفعالية أكثر من الكريمات الواقية من الشمس، ولكن دهن الأجزاء المكشوفة من بشرة الأطفال بواقي يتوفر به عامل حماية مرتفع من الأشعة فوق البنفسجية أمر مهم لسلامة الأطفال.
تسمير البشرة بأشعة الشمس
هناك بعض الأشخاص يقومون بتسمير البشرة عن طريق اشعة الشمس ولكن للأسف لا يزال هناك تصور خاطئ بأن تسمير البشرة بأشعة الشمس أكثر صحة من أجهزة تسمير البشرة أو “حمامات التان” والحقيقة هي أنه عندما يحصل الجلد علي ما يفوق احتياجه من اشعة الشمس فإن ذلك يتسبب في تلف الحمض النووي في الجلد، وهذا سوف يؤدي إلى ظهور التجاعيد العميقة، وعدم انتظام تلوين البشرة مع ظهور بقع داكنة، وبالإضافة إلى ظهور مناطق متقشرة حمراء، وكلها عوامل تشير إلى زيادة خطر الإصابة بـ سرطان الجلد مستقبلا.
وأجهزة التسمير مصنفة من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان بأنها من مسببات السرطان، فهناك أكثر من 450,000 حالة من حالات سرطان الجلد وأكثر من 10,000 مصابين بالميلانوما في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، وفقا لمنشور منظمة الصحة العالمية بسبب أجهزة التسمير الاصطناعية.
وقد نصحت اللجنة العلمية المعنية بالمخاطر الصحية والبيئية والتابعة للمفوضية الأوروبية أنه لا يوجد حد آمن للتعرض للأشعة فوق البنفسجية من أجهزة الاستلقاء الشمسي بسبب الأدلة القوية التي تربط بين سرطان الجلد وبين التعرض اشعة الشمس واستخدامها لتسمير البشرة.
لذلك فمن الممكن الاستمتاع بالصيف، والحفاظ على مستويات مناسبة من فيتامين D عبر الأغذية المتنوعة مثل الأسماك الزيتية، دون المخاطرة بصحة الجلد في المستقبل.