يتناول الناس المسكنات هرباً من الإحساس بالألم، لكن بحوث جديدة كشفت عن مخاطر لم تكن معروفة من قبل للمسكنات؛ وقال الأطباء أن تعاطي مسكنات مثل “المروفين” تزيد من الإحساس بالألم على المدى البعيد.
وأثبتت دراسة حديثة لجامعة (كولورادو بولدر) الأمريكية، أن المسكنات المشتقة من المواد الأفيونية مثل المورفين وغيرها تسببت بزيادة الألم المزمن لدى فئران المختبر.
ويرى الباحثون أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى بالنسبة للبشر.
وأظهرت الدراسة بقيادة الباحثان بيتر جريس و ليندا واتكينز، أن مجرد بضعة أيام من العلاج بالمورفين سبب الألم المزمن لعدة أشهر لدى الفئران، حيث أدى العلاج إلى إطلاق إشارات الألم من خلايا مناعية معينة في الحبل الشوكي بالعمود الفقري.
وقال “بيتر” إن النتائج تشير إلى أن الآثار الجانبية للمسكنات الأفيوينة على البشر قد تصل إلى الألم المزمن.
وأضاف ” لأول مرة نكتشف أن تعاطي المواد الأفيونية لفترة قصيرة يمكن أن يكون له آثار سلبية طويلة الأجل على الألم”.
ونشرت الدراسة في دورية the National Academy of Sciences يوم 30 مايو الحالي.
وأظهرت الدراسة أنه عند إصابة الأعصاب الطرفية في الفئران ترسل الخلايا العصبية التالفة الموجودة في الحبل الشوكي رسالة إلى الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا العصبية الدبقية Neuroglia، ومع أول إشارة ألم ترسل للخلايا الدبقية تصبح في حالة تأهب.
وقال جريس، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بولدر، “عندما عالجنا الإصابة في الفئران بالمسكنات الأفيونية لمدة تزيد عن خمسة أيام أثار ذلك الخلايا الدبقية ما تسبب في سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك حدوث التهاب بالنخاع الشوكي.
واكتشف الفريق أن إشارات الألم الصادرة من الخلايا الطرفية جنباً إلى جنب مع العلاج بالمورفين تعمل على إثارة الخلية الدبقية، مما يزيد من نشاط الخلايا العصبية ويمكن أن يسبب زيادة في مدة الألم تستمر لعدة أشهر.
وقالت واتكنز “الآثار الجانبية المترتبة على الذين يتناولون المواد الأفيونية مثل المورفين، والكسيكودوني والميثادون كبيرة، وتجعل الألم أسوأ وأطول أمدا”،. “وهذا هو الجانب السلبي للمواد الأفيونية الذي لم نكن نعرفه من قبل.”
وتتسبب المسكنات في التخدير البطىء للجسم وتبطىء معها عملية التنفس، وعادة ما تغري المسكنات متعاطوها بأخذ جرعات أكبر لأنها تشعرهم بالبهجة، لكن جرعة زائدة من المسكنات يمكن أن توقف تنفس متعاطيها بشكل كامل ما يعرضه للموت الفوري.
وخلال عام 2015 توفي ما يقرب من 20 ألف أمريكي جراء تعاطي جرعات زائدة من مسكنات الألم الأفيونية، وفقا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات.