في حين أننا نستورد أحدث العلوم الطبية وتطبيقاتها من الحضارات الغربية، إلا أن العرب والمسلمين كانوا من أوائل من تعلموا الطب و مارسوه و برعوا فيه؛ و في هذا المقال سنتحدث عن أول طبيبة في الإسلام وهي رفيدة بنتُ سعد .
هي الصحابية الجليلة رفيدة بنت سعد بن أزلمية الخزرجية أول طبيبة في الإسلام ، ومن أوائل الأنصار الذين بايعوا الرسول على الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة المنورة.
استهوت علم التمريض ، و علم التطبيب و المداواة قبل 1400 عام، و تفوقت في ذلك حتى اشتهرت بين الناس في عصر صدر الإسلام.
كانت البداية للطبيبة رفيدة بنت سعد بعد رجوع المسلمين من غزوة بدر ، حيث كان بينهم الكثير من المصابين و منهم من لم يكن لهم لا أهل ولا أقارب ، فاستأذت رفيدة النبي صلى الله عليه وسلم في مداواتهم فأذِن لها.
أقامت رفيدة بعد ذلك خيمة طبية لعلاج الجرحى في غزوة أُحُد فيما يعد أول مستشفى ميداني ، وقدمت لهم الإسعافات وضمدت جراحهم، ومنذ ذلك اليوم رافقت المسلمين في غزواتهم، فكانت تحمل خيمتها والأدوات التي تحتاجها على ظهر الجمال، وساعدها في ذلك بعض الصحابيات.
وتقديرا من الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يجعل لـ رفيدة حصة مقاتل، من غنائم المسلمين، فقد ذكر أبو عمر عن الواقدي أنها شهدت غزوة خيبر فأسهم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم رجل.
كما أقيمت خيمة طبية في المسجد لعلاج المسلمين بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام، وأسموها “خيمة رفيدة”.
ودربت رفيدة عدداً من النساء على التمريض ، وعاونوها في علاج المرضى و تطبيب جرحى الغزوات.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم أطلقه أبو أسامة الجشمي حليف -بني مخزوم-، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم رفيدة أن تقيم خيمة في المسجد ليعوده من قريب”
وفي كتاب سير أعلام النبلاء لـ الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذهبي ورد أنه: لما أصيب أكحل سعد فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى. فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول : كيف أمسيت ، وكيف أصبحت …