أوبئة خطيرة وعقاقير ظهرت في 2016.. الحصاد الطبي

عام 2016 شهد العديد من الأحداث الطبية الهامة من حيث تعاظم المخاطر الصحية علي البشر بظهور أوبئة خطيرة وتراجع دور المضادات الحيوية في علاج بعض الأمراض، لكن علي الجانب الأخر كانت هناك بعض البشريات السعيدة للمرضي في ظهور علاجات جديدة لبعض الأمراض خصوصا السرطان، بالإضافة الي ظهور أبحاث علمية جديدة وظهور أدلة علمية جديدة فندت بعض الشائعات الطبية. ونرصد لكم ذلك كله من خلال تقرير الحصاد الطبي لعام 2016.

الأوبئة

إنتشار فيروس زيكا Zika
مع مطلع عام 2016 فُجع العالم بأنباء عن إنتشار وباء فيروس (زيكا Zika ) في القارتين الأمريكيتين ما سبب هلعا كبيراِ للكثير من الاشخاص في العالم ، وكان “البعوض” هو المسئول الأول عن نقل الفيروس الذي يهدد صحة الحوامل بشكل مباشر ويشوه الأجنة في بطون أمهاتهم حيث لوحظ أنه يتسبب في ولادة أطفال برؤوس صغيرة مصابين بتشوهت وتلف في الدماغ فيما يعرف بحالة الـ “مايكروسيفالي”.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت مبكر حالة طوارئ دولية بسبب المضاعفات المرتبطة بـ فيروس زيكا Zika كما سجلت بعض الإصابات عن طريق نقل الدم وممارسة الجنس. ونحن علي أعتاب عام 2017 ولازلنا حتي الآن في إنتظار مصل للحد من انتشار فيروس زيكا.

أول عدوى مقاومة للمضاد الحيوي في أمريكا
شهد عام 2016 تراجعا في فاعلية أعتي انواع المضادات المضادات الحيوية، الأمر الذي دفع 13 شركة دواء عالمية في سبتمبر الماضي لتقديم تعهدا بتطهير مصانعها من الملوثات، ووقف الاستعمال المفرط للأدوية في إطار حملة محاربة ظهور بكتيريا جديدة تؤدي الي أوبئة خطيرة مقاومة للعقاقير.

وفي مايو الماضي سُجلت في أمريكا أول حالة إصابة مقاومة لفئة الملاذ الأخير من المضاد الحيوي Drug of last resort. حيث أصيبت إمرأة من بنسلفانيا بعدوى التهاب المسالك البولية ولم يفلح معها حتى أعتى أنواع المضادات الحيوية.

وعقاقير الملاذ الأخير تستعمل لعلاج أصناف عدوى بكتيرية وفيروسية لم تنجح كل أنواع العقاقير الأخرى في علاجها. وتراجع تأثير المضادات الحيوية في السنوات الأخيرة بشكل كبير مع ظهور أنواع عدوى مقاومة لكثير من الأدوية مثل البكتيريا العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus المقاومة لـ الميثيسيلين Meticillin.

توجيهات جديدة لعلاج الأمراض المنقولة جنسيا
أجبر تعاظم مقاومة الأمراض المنقولة جنسيا للمضادات الحيوية أيضا، منظمة الصحة العالمية WHO على إصدار مبادئ توجيهية جديدة لعلاج الأمراض الثلاثة المنقولة جنسيا ( الكلاميديا و السيلان و الزهري).

والمبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة لا توصي بأخذ الكينولون Quinolone لعلاج مرض السيلان بسبب ارتفاع مستويات مقاومة المرض لتلك الفئة من المضادات الحيوية على نطاق واسع. فيما توصي بعلاج مرض الزهري عن طريق أخذ جرعة واحدة من علاج البينزاتين بينيسيللين benzathine penicillin. أما مرض الكلاميديا فأوصت التوجيهات الجديدة  باستعمال العوازل الذكرية بإعتبارها “من أكثر الوسائل فعالية في توفير الحماية ضد الأمراض المنقولة جنسيا “.

اكتشاف بكتيريا جديدة تسبب داء لايم 
توصل باحثون أمريكيون الي نوع جديد من البكتيريا تسبب داء لايم Lyme Disease للإنسان الذي تنقله حشرة القراد، واسمها العلمي (بوريليا مايوناي Borrelia mayonii).

وتتشابه أعراض البكتيريا الجديدة (بوريليا مايوناي) مع النوع القديم (بوريليا بورجودورفيري) لكن الأولى تتسم بأعراض إضافية منها الشعور بالغثيان والقيء مع انتشار البكتيريا بكثافة فيي الدم، بالإضافة الي الأعراض الأخري التي يسببها داء لايم وهي، اضطراب في وظائف الجسم، وأعراض مرض الحمى وآلام الرأس والإرهاق والطفح الجلدي المنتشر. وفي حال لم يتلق المصاب العلاج اللازم بالمضادات الحيوية تتطور الحالة لتشمل أعراضاً تصيب القلب والمفاصل والجهاز العصبي.

العقاقير

عقار منع الحمل للرجال
في عام 2016 أصبح الرجال شركاء في مسئولية منع الحمل أيضا بعد نجاح تجربة عقار Vasalgel الذكوري لمنع مسببات الحمل عند الرجال لمدة عام كامل.

وفي شهر مارس الماضي أكد باحثون أمريكان فاعلية عقار Vasalgel لمنع الحمل، والذي يمنع مرور الحيوانات المنوية في السائل المنوي. وهو عبارة حقنة بها مادة هلامية، تعمل علي وقف تدفق الحيوانات المنوية نهائيا، وتعود الحيوانات المنوية للوضع الطبيعي بعد سحب المادة الهلامية. وبذلك يكون Vasalgel هو أول خيار غير دائم لمنع الحمل من الرجال بدون اللجوء الي قطع القناة الدافقة Ejaculatory duct والذي يعتبر وسيلة فعالة ولكنها دائمة لمنع الحمل.وفي تقدم جديد في قضية البحث عن وسائل لمنع الحمل عند الرجال وخفض الخصوبة، أعلن علماء بريطانيون في أكتوبر الماضي عن حبوب منع الحمل للرجال ستؤخذ عن طريق الفم وهي تخضع الآن للإختبار، وهذه مرحلة متقدمة تحاكي العقم عند الرجل حيث تعمل علي وقف حركة ذيول الحيوانات المنوية لمنعها من الحركة، وبالتالي منع فرصة تلقيح البويضة عند المرأة من أجل منع الحمل.

عقار مختلف لـ علاج الصرع
استقبل سوق الدواء في بريطانيا شهر مارس الماضي عقار Briviact وهو أحدث عقار لـ علاج الصرع بعد تصديق هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA عليه، مما يفتح بابا جديدا من الأمل للمرضى الذين لم تتجاوب حالاتهم مع الأدوية الأخرى.

ويحتوي عقار Briviact الجديد المصرح به لمرضى الصرع الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاما، مركبات كيميائية مختلفة، تعمل على ضبط التشنجات التيي يعاني منها عشرات الألاف من مرضى الصرع. والصرع Epilepsy هو اختلال عصبي مزمن يصيب واحدا من كل 100 شخص، ولا تعالج الأدوية القديمة نصف هؤلاء المرضى.

بديل للكيماوي في علاج سرطان الثدي
فوجئ أطباء بريطانيين بنتائج مذهلة لعقار يعالج سرطان الثدي قد ينهي استخدامه الحاجة للعلاج الكيميائي المرهق وآثاره الجانبية نهائيا.

وأعلن فريق طبي بريطاني في شهر مارس الماضي يمؤتمر عن سرطان الثدي في أمستردام نتائج دراسة أُجريت على نساء في بريطانيا عولجوا بعقاران مضادان للسرطان بهدف تقليص حجم الأورام فقط لكن الأطباء وجدوا استجابة عالية وغير متوقعة لدى المريضات.وكانت تهدف أبحاث الفريق من جامعة مانشستر ومعهد أبحاث السرطان في لندن إلى تقليص حجم الأورام قبل الجراحة بأيام قليلة. ولكن عندما كان الأطباء يستعدون لإجراء الجراحات أثبتت الاختبارات أن بعض المرضى اختفت لديهن الأورام تماما بعد 11 يوم فقط من العلاج.

كبسولة دواء يستمر مفعولها أسبوعين
ابتكر علماء أمريكان كبسولة علاجية لها القدرة علي البقاء في المعدة لنحو أسبوعين بعد ابتلاعها، وتنطلق محتوياته تدريجيا. حيث بعد إبتلاع الكبسولة تُذيب أحماض المعدة الطبقة الخارجية، ليتم إطلاق المزيج الدوائى ويصل إلى الجهاز الهضمى.

والعقار الجديد الذي تم تطويره علي شكل كبسولة يأمل العلماء في أن يساعد في مكافحة أوبئة خطيرة مثل: الملاريا Malaria وفيروس H.I.V المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب الإيدز AIDS، وغيرهما من الأوبئة التي يتوقف نجاح العلاج فيها على تكرار العلاج.

أول علاج لمرضي ضمور العضلات الشوكى
صدقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قبل نهاية شهر ديسمبر 2016، على العلاج الأول للأطفال والبالغين الذين يعانون من المرض الوراثي النادر (ضمور العضلات الشوكى Spinal Muscular Atrophy). والمرض من ضمن أسباب وفاة الرضع ويتميز بضعف العضلات التدريجى.

والعقار الجديد يعطي علي شكل حقة اسمها Spinraza ويحتوى على المادة الفعالة nusinersen، ويتم حقنها فى السائل المحيط بالحبل الشوكى لتحسين وظيفة الحركة. ويصيب مرض ضمور العضلات الشوكى حوالى 1 فى كل 10 آلاف طفل، وحوالى 1 من كل 500 من الأمريكيين ينتقل لديهم عن طريق الجينات.

وقف نزيف الدم خلال 10 ثواني
نجحت الطالبة الأمريكية من أصل مصري دينا موسي في إبتكار عقار سائل يمكنه وقف نزيف الدم من أي جرح كبير في غضون 10 ثواني.

وقالت دينا أنه بإمكان العقار V-Seal drops وقف نزيف الدم أسرع من المنتجات المستخدمة حاليا في المستشفيات، في حدود 10 إلى 12 ثانية. وتقصير الوقت اللازم لوقف النزيف يعني أنه سيتم الحفاظ على لترات من الدم، مما يساهم في إنقاذ حياة الجرحى. والمعيار الحالي يحتاج ما بين 10-12 دقيقة لوقف الدم ما يجعل الإبتكار الجديد يوفر فرقاً بين خسارة بضع ملليلترات وليتر من الدم، وهو فرق بين الحياة والموت.

وحصلت دينا بالفعل علي براءة إختراع للعقار وقالت أنها تسعى الآن للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، حتى تتمكن من تسويق منتجها في الأسواق.

حظر إستخدام القفاز الطبي !
قبل نهاية 2016 قررت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إتخاذ قرار تأخر مراجعته كثيرا، بإقتراح حظر نهائي على استخدام القفازات الطبية التي تحتوي على مساحيق تجعلها سهلة الارتداء، لأنها تشكل خطراً بالغاً على صحة الإنسان، ويسري الحظر بداية من 19 يناير 2017.

وأوصى قرار “الغذاء والدواء” الذي بدأت دراسته منذ عام عام 1998، بالتخلص التدريجي من استخدام الجراحين لـ القفازات الطبية ذات مسحوق  التشحيم.وقالت الإدارة في بيان: “أن مسحوق القفازت الطبية خطير جداً على الصحة لعدة أسباب”.

ويرتبط مسحوق القفازات Powdered Gloves بعدة أوبئة خطيرة محتملة، بما في ذلك التهاب مجرى الهواء، والربو، والتهاب الرئة، والتهاب الجروح، والالتصاقات بعد الجراحة.

الشائعات الطبية

الجينات  ليست عائقا أمام فقدان الوزن
غالبا ما يتم الإلقاء باللوم على الجينات في اكتساب الوزن الزائد، لكن بحسب دراسة طبية فالجينات ليست عائقا أمام خسارة الوزن الزائد.

ويزداد لدي حاملي الجين FTO خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 70٪ أكثر من غيرهم.

وبحسب نتائج التي لباحثين من جامعة نيوكاسل البريطانية، فإن امتلاك جين FTO لم يمنع أكثر من 9000 شخص من خسارة الوزن الزائد.

ووجد الباحثون أن الجين FTO لم يكن له تأثير على فقدان الوزن، ما يعني أن النظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني، سوف يعملان بشكل جيد تماما لإنقاص الوزن لدي من يحملون الجين مثل أولئك الذين لا يملكونه. لكن لا تزال آثار الجينات الأخرى المرتبطة بالسمنة على فقدان الوزن قيد الدراسة.

لا علاقة بين الكولسترول وأمراض القلب!
لسنوات وصف الأطباء  الستاتين statin والعقاقير المخفضة للكوليسترول للحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية الناجمة عن  الكوليسترول الضار في الدم، لكن دراسة علمية نشرت في يونيو الماضي ترى أن ذلك كان مضيعة للوقت والموارد!.

واكد فريق من الباحثين أنه لا توجد صلة بين ارتفاع مستويات الكولسترول الضار وأمراض القلب، خاصة لدى فئة كبار السن الذين يزيد عمرهم عن 60 عاماً، لكنهم أكدوا أن خفض الكوليسترول الضار في الدم يكون له تأثير وقائي من خلال درء العدوى والأمراض، بما في ذلك السرطان.

القمل يعالج تساقط الشعر!
من أغرب الشائعات التي إنتشرت بين النساء العربيات في 2016 “فوائد قمل الشعر للنساء“، حتي أصبحت بعض صالونات التجميل توفر قمل الشعر الحي للزبائن بعد زيادة الطلب عليه لعلاج الشعر.

وتعتقد بعض السيدات أن القمل يساعد على تنشيط خلايا فروة الرأس وتخليصها من السموم من خلال امتصاص الدم.

لكن الأطباء حذروا من خطورة ذلك، وقالو أن استخدام قمل الرأس لعلاج الشعر يمثل خطورة بالغة تتمثل في نشر أوبئة تسبب مشاكل صحية. حيث أن هذه الحشرة تمتص الدم من فروة الرأس، وتسبب الحكة التي تؤدي علي العكس تماما إلى تساقط الشعر وجرح فروة الرأس مما يتسبب في اختراق البكتيريا وبالتالي الإصابة بـ “التسمم البكتيري“.

واعتبر الأطباء كل المعلومات المتداولة عن فوائد القمل للشعر معلومات خاطئة جدا و “تخريف علمي“.

الفيتامينات المتعددة غير مفيدة للحوامل!
تضحد نتائج أبحاث جديدة، ما يشاع عن فوائد الفيتامينات المتعددة للحوامل، إذ لم يعثر العلماء على أدلة بفوائد تناول الفيتامينات المتعددة للحامل، و التي غالبا ما تحتوي على 20 نوع أو أكثر من الفيتامينات و المعادن.

وقال الاطباء أنه ” لا دليل ” على أن الفيتامينات المتعددة تؤدي إلى صحة أفضل للأم أو الجنين، بل هي بمثابة “نفقات غير ضرورية”، فيما أوصت الأبحاث بتناول نوعان فقط من المكملات الغذائية والفيتامينات خلال الحمل هما: حمض الفوليك ، و فيتامين (د)، وهي متوافرة بتكلفة منخفضة نسبيا.