أعلنت الولايات المتحدة رصد أول حالة اصابة بفيروس زيكا في تكساس، يعتقد أنها انتقلت عن طريق “الجنس”. وقال مسؤولون في مجال الصحة إنه يحتمل أن الاصابة انتقلت من خلال ممارسة الجنس وليس بسبب لدغات البعوض، فيما نصحت الرجال باستخدام الواقي الذكري.
يأتي هذا بعد يوم من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ دولية بسبب المضاعفات المرتبطة بفيروس زيكا Zika، حيث يشتبه بقوة في تسببه بتشوه الأجنة.
وأكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء، ان أول حالة إصابة بعدوى زيكا الفيروسية في دالاس هي الأولى لشخص لم يسافر للخارج اثناء تفشي الفيروس بالمنطقة.
ولم تتحقق المراكز بعد من كيفية انتقال الفيروس.
وعقب الكشف عن هذه الحالة نبهت المراكز الصحية على الرجال باستخدام الواقي الذكري عقب السفر الى مناطق ينتشر بها الفيروس على ان تتوخى الحوامل اليقظة من انتقال الفيروس اليهن.
وعقب انتشار المرض في البرازيل نصحت منظمات صحية في المناطق المصابة النساء بتأخير الحمل من 6 أشهر الي عام حتي يمكن السيطرة علي الفيروس.
وقالت ادارة الصحة في دالاس على تويتر إن حالة الاصابة نجمت عن ممارسة الجنس من شخص سافر إلى فنزويلا إلى شخص لم يسافر اليها فيما يجري التحفظ على التقييمات احترازيا.
ولم ترد أنباء عن انتقال الفيروس محليا عن طريق البعوض في مقاطعة دالاس الواقعة في تكساس، بحسب السلطات الصحية.
وأعلن عن انتشار فيروس زيكا في أكثر من 30 دولة ومنطقة وربما يرتبط بحالات تشوه الأجنة وصغر حجم رأس المواليد microcephaly.
وناشدت لجنة الصليب الأحمر الأمريكي يوم الثلاثاء المتبرعين بالدم من مناطق تفشي فيروس زيكا الانتظار 28 يوما على الأقل قبل التبرع لكنها أشارت الى ان مخاطر نقل الفيروس من خلال الدم لا تزال منخفضة “للغاية” في قارة أمريكا الشمالية.
وطلب الصليب الأحمر ممن يتبرعون بالدم ثم تظهر على المتلقين فيما بعد أعراض الاصابة بفيروس زيكا خلال 14 يوما من التبرع المبادرة بإبلاغ الصليب الاحمر لمصادرة الدم المتبرع به.
وقال انطوني كاستيللو الخبير بمنظمة الصحة العالمية في مجال الصحة الانجابية وصحة الطفل إن من الأهمية بمكان انشاء مواقع للترصد الوبائي في المناطق الفقيرة بالدول المتضررة وغيرها لرصد اي حالات اصابة مؤكدة او مشتبه بها.
وفي إطار السباق الدولي المحموم لابتكار لقاح ضد فيروس زيكا أطلقت شركة سانوفي الفرنسية للمستحضرات الطبية مشروعا لابتكار لقاح ضد الفيروس في أقوى التزام من نوعه حتى الآن لمكافحة هذه العدوى الفيروسية.
وقالت الشركة إن مختبر باستير للقاحات سيوظف خبراته لإنتاج لقاح على غرار لقاحات أخرى تعالج الحمى الصفراء والالتهاب السحائي وحمى الدنج.
وقالت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية إن الأمر يتطلب تضافر الجهود الدولية لتحسين أساليب الرصد وتسريع جهود ابتكار لقاح مع تحسين أساليب تشخيص المرض مشيرة إلى ان المسألة لا تستلزم فرض قيود على السفر أو التجارة.
وقالت تشان “ان التخوف الأول والأهم يتعلق بالتشوه الخاص بصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نمو المخ” لدى المواليد.
وأشارت إلى وجود “اشتباه قوي في الارتباط بين الفيروس وتشوه الأجنة” لكن الصلة بينهما لم تتأكد علميا بصفة قاطعة.
وحتي الأن لا يوجد لقاح أو علاج لعدوى زيكا الفيروسية التي ينقلها البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي Aedes aegypti) وهو يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80 % من المصابين بالفيروس أي أعراض. وتتركز معظم الاجراءات الوقائية على استخدام طوارد الحشرات، وارتداء ملابس طويلة، وإغلاق النوافذ والأبواب.
وينتمي فيروس زيكا الذي كان محصورا في أفريقيا وآسيا قبل أن يظهر في الأمريكيتين والبرازيل العام الماضي الي عائلة الفيروسات المسببة للحمى الصفراء وله صلة بحمى الدنج ومرض غرب النيل وتنقله بعوضة من المناطق الاستوائية تسمي (الزاعجة المصرية Aedes aegypti).