حذرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز كولومبيا للصحة البيئية للأطفال (CCCEH)، من أن تعرض الحوامل قبل الولادة لمادة ثنائي الفينول الكيميائية (BPA)، الموجودة في زجاجات البلاستيك قد يجعل الأولاد أكثر عرضة لتطوير أعراض القلق والاكتئاب في سن المدرسة
ومادة BPA ، مكون أساسي من لدائن البوليمر polymer ، وهي تستخدم في زجاجات المياه المعدنية المعبأة، وأغلفة المواد الغذائية، والعلب البلاستيكية ، و زجاجات البلاستيك وفي حين تم اعتبار أن المادة حميدة في شكل بوليمر إلا إنه ومع مرور الوقت وبتكرار غسل البلاستيك، أو تعرضه للحرارة ، تتحرر اللبنات الأساسية للمادة الكيميائية وتصبح سامة.
وقام باحثون من مركز كولومبيا بقيادة فريدريكا بيريرا، مدير مركز CCCEH، بدراسة أثبتت أن تعرض الجنين لمادة BPA كان مرتبطاً مع ظهور حالة السلوك العدواني، والقلق والاكتئاب لدى الأولاد بداية من سن 7 أو 9 سنوات
واشتملت هذه الدراسة التي أجرتها “بيريرا” وزملاؤها على 241 من النساء الحوامل غير المدخنات وأطفالهن في مدينة نيويورك منذ الحمل وخلال مرحلة الطفولة لقياس كمية BPA التي تم امتصاصها في الجسم.
وجمع الباحثون عينات بول من الأمهات خلال الربع الثالث من الحمل، ومن الأطفال في سن 3 سنوات و سن 5 سنوات ، و في عمر 10 و 12 سنة، ظهرت خلال الإختبارات التي أجريت علي الأطفال أعراض الاكتئاب والقلق.
وبعد فصل البيانات حسب الجنس، وجد الباحثون أن الأولاد الذين تعرضوا لمستويات عالية من مادة BPA زادت لديهم أعراض الاكتئاب والقلق مقارنة مع الذين تعرضوا إلي مستويات أقل من مادة BPA قبل الولادة ، فيما لم يتم العثور على هذه الأعراض في الفتيات.
كما وجد الباحثون ارتباطاً بين مستويات التعرض لمادة BPA، وتأثيرها علي العوامل الاجتماعية. وتقول “بيريرا” أن هذه النتائج تتفق مع التقارير السابقة لدينا عن مادة BPA وتأثيرها علي الاطفال في حال التعرض لها في أعمار مبكرة تحديداً الذكور خلال النمو في مرحلة ما قبل الولادة.
وتضيف الباحثه المشاركة في الدراسة “ايمي مارغوليس” أخصائي الطب العصبي النفسي و أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة كولومبيا أن القلق والاكتئاب يمثلان خطورة حيث قد يؤثر ذلك علي قدرة الطفل على التركيز، والدراسة، والعلاقات الاجتماعية، وتكوين صداقات.
كما صنفت مادة ثنائي الفينول الكيميائية منذ عام 1940 كمادة كيميائية مخلة بالغدد الصماء حيث تتداخل المادة مع الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء عبر الدم.
وينصح خبراء الصحة الغذائية بإستبدال الأكياس والأدوات المصنعه من البلاستيك بالسوليفان، والأواني الزجاجية، والفخار والأركوبال والاستانلس تيل في حفظ وتعبئة الأغذية.