بداية جديدة ومحتلفة شهدها إنطلاق أسبوع الموضة في نيويورك هذا العام، حيث سُمح بعرض أزياء لليلة واحدة لعارضات وعارضين أزياء مصابين بالسرطان.
ونظمت مؤسسة “ياس” وهي جهة غير حكومية تدعم جميع المصابين بالسرطان في مراحله المتأخرة، وشركة إس.إم جلوبال كاتووك، مبادرة تهدف إلى دعم المصابين بالسرطان شعارها “النجاة بعرض الأزياء”، بحسب وكالة (رويترز).
كانت تيفاني شوانتيس (34 عاما) قبل أقل من أسبوع تعلق محلولا يقطر بجسمها علاجا كيماويا للعلاج من سرطان الرئة Lung cancer، ومساء السبت خطت على منصة عرض الأزياء مرتدية رداء سهرة وردي اللون في إطار عروض أسبوع الموضة في نيويورك وهي واحدة من 11 شخصا يعانون من حالات متقدمة من السرطان تحولوا إلى عارضات وعارضين للأزياء لليلة واحدة مبهجة في قلب مانهاتن.
وقالت شوانتيس قبل العرض “أشعر أنني في حالة جيدة. أشعر أنني جميلة.”
وشخصت حالة شوانتيس وهي ربة منزل وأم لثلاثة أطفال بالإصابة بسرطان القنوات الصفراوية والكبد من الدرجة الرابعة في عام 2012 عندما كانت عمرها 29 عاما ثم انتشر إلى رئتيها.
واضافت “رزقت بابنتي الصغيرة قبل عامين فقط لذلك شعرت أنني بصحة جيدة.”
واستطردت “التحول من زوجة وأم صغيرة في السن إلى مريضة سرطان كان صعبا. لم أكن أعتاد الذهاب للطبيب مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. لم أكن معتادة على أن أشعر أنني في حالة بهذا السوء حتى أنني لا استطيع رعاية أطفالي.”
ولعدة ساعات فقط مساء السبت تبددت كل تلك الذكريات المؤلمة. فالعارضات اللائي خضع بعضهن لـ العلاج الكيماوي أو أجرين جراحات أو عولجن بالإشعاع سرن فرحات على منصة عرض الأزياء مرتديات أزياء السهرة الطويلة ومتحليات بأقراط من الألماس وتزين برموش صناعية طويلة.
وحضر بيل رامي (60 عاما) من جرينوود في إنديانا إلى نيويورك ليكون الرجل الوحيد على منصة عرض الأزياء. وارتدى سروالا من الجينز الأزرق وسترة سوداء كتب عليها “عش الحياة. حب الحياة”.
وقال رامي الذي تم تشخيص حالته بالإصابة بـ سرطان القولون Colorectal cancer في المرحلة الرابعة “هدفي هو النجاح في السير على المنصة والنزول من عليها وأنا متماسك.”
وقال “أول ما خطر ببالي هو أنني لن أشهد تخرج ابنتي أو أراها تتزوج. مقابلة أحفادي لم تدر بخاطري أصلا.” ، وأضاف “لكنني شهدت كل ذلك في الصيف الماضي.”
وتابع “تقبلت فكرة أنني على الأرجح سأموت بالسرطان لكن الله منحني بعض الوقت الإضافي وهذه طريقتي في نقل منحته للآخرين.”
أما شوانتاس التي رافقها زوجها لدعمها، فقالت إنها تأمل أن يلهم عرض أزياء أسبوع الموضة آخرين على الشعور بالتحسن الذي شعرت به هذه الليلة.
وأضافت “لليلة واحدة ارتدينا ملابس أنيقة ومجوهرات فاخرة وأمضينا وقتا جميلا. ليلة جعلتنا نشعر أننا لسنا مرضى سرطان فحسب… أرجوا أن يروا أنني ما زلت قوية بعد خمس سنوات وقد يعطيهم ذلك أملا ولو قليل.”