تعد القهوة السوداء أحد أبرز المشروبات الشائعة جدًا في العالم، ويحب الكثير من الأشخاص تناولها صباحًا مع إشراق شمس يوم جديد، وإذا كنت من محبي القهوة، تابع هذا المقال للتعرف على المزيد من التفاصيل بشأنها.
ما هي القهوة السوداء؟
تُصنع القهوة من حبوب البُن المحمص، حيث تُطحن الحبوب، ثم يُضاف إليها كمية مناسبة من الماء مما يمنح الطعم واللون والرائحة المفضلة لكثير من الناس، إضافة إلى محتوى الكافيين وبعض العناصر الغذائية، وهي تعد مشروبًا خالي تقريبًا من السعرات الحرارية، وعلى الرغم من أنها تُقدّم ساخنة، إلا أن بعض الأشخاص يفضلون شربها مُثلجة.
ويستمتع الكثير من الأشخاص في معظم بلاد العالم بشرب كوب القهوة السوداء صباحًا مع الفطور، بسبب محتوى الكافين الذي يحفز الجهاز العصبي المركزي، ويساعد في زيادة النشاط والشعور باليقظة.
المحتويات الغذائية للقهوة السوداء
وفقًا للمصادر، يحتوي كوب القهوة الواحد (بحجم 240 مل تقريبًا) على ما يلي:
- السعرات الحرارية: 2 سعر حراري.
- الكافيين: 96 مجم.
- الريبوفلافين 14% من الاحتياجات اليومية.
- نياسين والثيامين والبوتاسيوم 3% من الاحتياجات اليومية.
ولا تحتوي القهوة السوداء على أي من البروتينات أو الكربوهيدرات أو الدهون أو الألياف، ويؤكد أحد المصادر أن القهوة قد تحتوي على مستويات أعلى بكثير من الكافيين اعتمادًا على وقت التحضير، إضافة إلى احتوائها على كميات قليلة من الفيتامينات والمعادن والبولي فينول، وهي عناصر غذائية مفيدة للجسم، وربما تختلف نسب العناصر الغذائية بناء على نوع القهوة، والعلامة التجارية، وكيفية تخضيرها.
فوائد القهوة السوداء
توجد الكثير من الفوائد المحتملة للقهوة، نذكر منها ما يلي:
1- تساعد في تحسين المزاج والتركيز
تُستخدم القهوة بصفة عامة لتعزيز الطاقة، إذ أن كثير منّا لا يشعر بالإفاقة إلا بعد تناول كوبًا من القهوة في الصباح، ويوضح أحد المصادر دراسة أُجريت على 59 شخص بالغ لمقارنة تأثير كل من القهوة العادية، والقهوة منزوعة الكافيين، ومشروب وهمي placebo drink على المزاج ووظائف المخ، ولوحظ زيادة الانتباه والحد من الشعور بالإرهاق والصداع بالنسبة للقهوة العادية مقارنة بالنوعيين الآخرين.
ومع ذلك، لوحظ ارتفاع مستويات الانتباه للقهوة منزوعة الكافيين عن المشروب الوهمي، وهذا يقترح أن هذا النوع من القهوة قد يكون لها التأثير الخاص بها، أو أن العناصر الأخرى الموجودة في القهوة غير الكافيين قد يكون لها دور في رفع مستويات الانتباه.
2- الوقاية من ألزهايمر والأمراض العصبية التنكسية
يعتقد العديد من الباحثين أن الكافيين قد يحمى من الإصابة من مرض ألزهايمر نظرًا لأنه مادة منشطة للدماغ، ووجدت إحدى الدراسات القائمة على الملاحظة على حوالي 360 شخص أن القهوة قد تساعد على تحسين أعراض مرض باركنسون، وأوضحت دراسة أخرى أن تناول القهوة لما يزيد عن 2500 شخص تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ارتفاع الأداء العقلي، ولن لم يتم إيجاد هذه الفوائد في القهوة منزوعة الكافيين.
ولكن في مراجعة كبيرة وجدت أن القهوة لا تزيد من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي، ولا توجد علاقة قوية بينها وبين انخفاض خطر الإصابة به، وأوضحت مراجعة أخرى الارتباط بين تناول القهوة ومرض ألزهايمر، وفي الواقع، يوضح المصدر الحاجة إلى مزيد من الدراسات عالية الجودة لفهم كيفية تأثير القهوة على خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية بصورة أكثر عمقًا.
3- القهوة السوداء للتنحيف
قد يعزز استهلاك القهوة من معدل الأيض بصورة طفيفة، أو من معدل السعرات المحترقة أثناء فترة الراحة، وتعزز القهوة من حرق الدهون، خصوصًا أثناء فترة التمرين.
وإضافة إلى ما سبق، توجد بعض الأدلة التي توضح أن القهوة تعمل كمثبط للشهية، فتقلل من الشعور بالجوع وبالتالي الحد من تناول الطعام، وفقدان الوزن.
تنبيه هام: هناك بعض الأشخاص يفرطون في استهلاك القهوة اعتقادًا منهم أنها تعزز الشعور بالشبع وبالتالي تقليل عدد الوجبات مما يساعد في خفض الوزن، غير مدركين مدى خطورة عدم الحصول على احتياجات الجسم من العناصر الغذائية، أو أضرار القهوة السوداء التي سنذكرها في فقرة لاحقة في هذا المقال، فانتبه جيدًا، وإن كنت في حيرة من أمرك، فلا تتردد في سؤال أخصائيي التغذية.
4- تعزيز قوة الأداء أثناء التمارين الرياضية
تعزز القهوة السوداء من الطاقة، وتزيد من الأداء الرياضي، إذ تحفزك على بذل المزيد من الجهد، وتحمل مشقة التمارين لفترة أطول وخصوصًا التمارين الهوائية.
5- الحد من الإصابة بالسرطان
قد تساعد القهوة على تجنب بعض أشكال السرطان بما فيها سرطان الفم، والبروستاتا، والكبد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان بطانة الرحم، ويعتقد الباحثون أن السبب وراء ذلك هو احتوائها على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة، ولكن ما زالت هناك الحاجة لمزيد من الدراسات لفهم هذا الأمر بصورة أكثر كمالًا.
6- يقلل من الإصابة بالسكري
وفقًا للمصادر، قد يساعد استهلاك القهوة على تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ففي مراجعة كبيرة لحوالي 28 دراسة تتضمن أكثر من مليون مشارك، وجدت استجابة واضحة تعتمد على الجرعة وخطر الإصابة بمرض السكري، ولكن لا يجب إضافة سكر إلى القهوة بالطبع.
7- تقليل خطر الإصابة بتليف الكبد
تشير المصادر إلى احتمالية منح القهوة بعض الوقاية من سرطان الكبد والتليف، وتشير بعض الدراسات أن تناول القهوة يعزز من صحة الكبد، وهناك المزيد من الدراسات التي تُجرى لإثبات صحة ذلك.
8- الحد من الاكتئاب
توضح أحد المصادر دور القهوة في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب وفقًا للدراسات المنشورة في هذا الشأن.
أضرار القهوة السوداء
تعد القهوة السوداء مشروبًا آمنًا عند استهلاكها بصورة معتدلة بحد أقصى 400 مجم أي حوالي 4 أكواب يوميًا، بينما الإكثار منها يزيد من احتمالية التعرض للأعراض الجانبية للكافيين بما فيها الصداع، وعدم انتظام ضربات القلب، والأرق، واضطرابات المعدة، والغثيان، وتزيد من تفاقم اضطرابات القلق.
ويُنصح بتقليل الحد الأقصى اليومي للكافيين إلى حوالي 200 مجم فقط للحوامل والمرضعات (كوبين على الأكثر)، كما يُنصح بتقليل استهلاك الكافيين عمومًا سواء في القهوة أو الشاي في حال تناول حبوب منع الحمل، وأدوية القلب، والمضادات الحيوية.
وتعد القهوة من مهيجات قرحة والتهاب المعدة والإثنى عشر، لذلك ينبغي عدم تناول القهوة إذا كنت تعاني منها، إذ تعد حامضية قليلًا مما يزيد من تهيج المعدة، كما أنها تسبب اصفرار الأسنان.
وإضافة إلى ما سبق، للقهوة تأثير مدر للبول، نظرًا لمحتوى الكافيين، وقد تسحب السوائل إلى القناة الهضمية مسببة تأثير ملين عند بعض الأشخاص.
وختامًا، تعد القهوة السوداء مشروب مفضل لدى كثير من الأشخاص، ولكن لا ينبغي الإفراط في تناولها لتفادي المشاكل المحتملة من الكميات الزائدة منها، وإذا كنت ممن يعانون من أي مشاكل صحية تمنعك من شرب القهوة، فيجب اتباع تعليمات الطبيب لتجنب تفاقم المشكلة، كما لا ينصح بالتدخين مع شرب القهوة، إذ يزيد من خطر مشاكل القلب والسرطان.