متلازمة الاجترار هي حالة يرتجع فيها الأشخاص بشكل متكرر وبدون قصد (يجترون) الأطعمة غير المهضومة أو المهضومة جزئيًا من المعدة، ويعيدون مضغه ثم إعادة بلعه أو بصقه. ولأن الطعام لم يتم هضمه، فالأشخاص المصابون بمتلازمة الاجترار غالباً يذكرون أن مذاق الطعام طبيعياً، وليس حمضيًا مثل القيء. وعادةً ما يحدث الاجترار يوميًا، وفي كل وجبة، في غضون 30 دقيقة من تناول الطعام في المعتاد.
أسباب متلازمة الاجترار
السبب الدقيق لمتلازمة الاجترار غير معروف، ولكن من الواضح أن الاجترار هو سلوك يتم فعله بدون وعي. وكثيراً ما يتم الخلط بين متلازمة الاجترار مع الشره المرضي العصبي، ومرض ارتجاع المريء المعدي وخزل المعدة. وبعض الأشخاص لديهم متلازمة الاجترار والإمساك الناتج عن اضطراب الإخراج من المستقيم.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن الحالة تحدث عند الرضع والأشخاص الذين يعانون من إعاقات النمو، والتي قد تكون مرتبطة برغبة صامتة في رفض الطعام، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا في الأطفال والمراهقين والبالغين الآخرين. وليس من الواضح كم عدد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.
تشخيص متلازمة الاجترار
يبدأ الطبيب بأخذ تاريخ طبي دقيق ويسأل عن الأعراض. وقد يكون هذا الفحص المبدئي، وأحيانًا مراقبة سلوك الشخص، كافيًا لتشخيص المتلازمة.
وفي حين أنه يمكن إجراء التشخيص في الغالبية العظمى من الحالات ذات التاريخ الدقيق، يمكن استخدام قياس ضغط المريء عالي الدقة، لتأكيد التشخيص. كما يوفر هذا الاختبار أيضًا صورة للوظيفة المضطربة للاستخدام في الارتجاع البيولوجي. والارتجاع البيولوجي هو جزء من العلاج السلوكي لمتلازمة اجترار الطعام. وخلال الارتجاع البيولوجي، يمكن أن يساعد التصوير مهارات التنفس الحجابي لدى المريض لمقاومة القلس.
وقد يستخدم الأطباء في بعض الأحيان اختبارات أخرى لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض:
منظار المريء والمعدة والإثنى عشر
يسمح هذا الاختبار لطبيبك بفحص المريء والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الإثني عشر) لاستبعاد أي عائق. وقد يقوم الطبيب بإزالة عينة نسيج صغيرة (خزعة) لمزيد من الدراسة.
تفريغ المعدة
يسمح هذا الإجراء لطبيبك بمعرفة المدة التي يستغرقها الطعام الذي يحتوي على علامة لإفراغها من المعدة. ويمكن أيضًا أن يقيس إصدار أخر من هذا الاختبار، المدة التي يستغرقها الطعام للحركة عبر الأمعاء الدقيقة والقولون.
التصوير المقطعي المحوسب الأحادي الفوتون للمعدة
يتيح للطبيب رؤية كيف تعمل المعدة، ويساعد في تحديد إذا ما كنت ستستخدم الأدوية لتهدئة المعدة أم لا. ويُعد فحص التصوير المقطعي المحوسب الأحادي الفوتون نوعًا من اختبارات التصوير النووي، مما يعني أنه يستخدم مادة مشعة وكاميرا خاصة لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد.
علاج متلازمة الاجترار
يعتمد العلاج على استبعاد الاضطرابات الأخرى، وكذلك على عمر الشخص والقدرة المعرفية، حيث يعمل أخصائيو أمراض الجهاز الهضمي عن كثب مع أطباء الأطفال والأخصائيين النفسيين لعلاج الأشخاص المصابين بمتلازمة الاجترار.
العلاج السلوكي
عادة ما يستخدم الأخصائي علاج عكس العادة السلوكي لعلاج الأشخاص المصابين بمتلازمة اجترار الطعام الذين لا يعانون من إعاقات نمو، حيث يتعلم الأشخاص أن يتعرفوا على الاجترار عندما يحدث، وأخذ شهيق وزفير باستخدام عضلات البطن (التنفس الحجابي) في أثناء هذه الأوقات. ويمنع التنفس الحجابي تقلصات البطن (الباطنية) والقلس.
وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم إعاقات عقلية أو في النمو، قد لا يكون هذا العلاج السلوكي ممكنًا. وقد يشمل العلاج تدريبًا به إكراه بسيط، يربط بين الاجترار والنتائج السلبية، أو أساليب سلوكية أخرى. وبالنسبة للرضع، يركز العلاج عادة على العمل مع الوالدين أو مقدمي الرعاية لتغيير بيئة الرضيع وسلوكه.
الأدوية
إذا كان الاجترار المتكرر يضر بالمريء، فيمكن وصف مثبطات مضخة البروتون. ويمكن لهذه الأدوية أن تحمي بطانة المريء إلى أن يقلل العلاج السلوكي شدة الاجترار ومدى تكرار حدوثه.
وقد يستفيد بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة من العلاج بالأدوية التي تساعد على استرخاء المعدة في فترة ما بعد تناول الطعام. ويمكن أن تتلف المتلازمة، غير المعالجة، الأنبوب بين فمك ومعدتك (المريء)، وتتسبب في فقدان الوزن بشكل غير صحي.