تحدث المتلازمة السرطاوية عندما يفرز ورم سرطاني نادر بعض المواد الكيميائية في مجرى الدم، مما يُسبب مجموعة متنوعة من العلامات والأعراض. وتحدث الأورام السرطانية في الغالب في الجهاز الهضمي أو الرئتين.
وتُصيب المتلازمة السرطاوية أغلب الوقت الأشخاص الذين لديهم أورام سرطانية في مرحلة متقدمة. ويشمل علاج المتلازمة السرطاوية عادةً علاج السرطان. ومع الرغم من أن معظم الأورام السرطانية لا تُسبب المتلازمة السرطاوية إلا عندما تكون في مرحلة متقدمة، قد لا يكون العلاج ممكنًا. وفي هذه الحالات، قد تخفف الأدوية من أعراض المتلازمة السرطاوية وتوفر بعضًا من الراحة.
أعراض المتلازمة السرطاوية
تعتمد علامات وأعراض المتلازمة السرطاوية على المواد الكيميائية التي يفرزها الورم السرطاني في مجرى الدم. وتشمل العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لمتلازمة السرطانات ما يلي:
- احمرار الجلد، حيث يُصبح الجلد على الوجه وأعلى الصدر ساخناً ويتغير لونه، بدءًا من اللون الوردي إلى اللون الأرجواني. وقد تستمر حلقات الإحمرار من بضع دقائق لبضع ساعات أو أكثر. وقد يحدث الاحمرار بدون سبب واضح، على الرغم من أنه قد يحدث أحيانًا بسبب الإجهاد أو ممارسة الرياضة أو شرب الكحول.
- الإصابات الجلدية في الوجه، فقد تظهر أوردة عنكبوتية الشكل ومناطق أورجوانية بسببها على الأنف والشفة العليا.
- الإسهال، فقد يُصاب الأشخاص المصابين بالمتلازمة السرطاوية بإسهال (براز مائي) متكرر، مصحوب أحياناً بتشنجات في البطن.
- صعوبة في التنفس، فقد تظهر علامات وأعراض تشبه أعراض الربو، مثل صوت صفير وضيق التنفس، في نفس الوقت الذي تعاني فيه من احمرار الجلد.
- تسارع في ضربات القلب، فحدوث فترات تسارع في ضربات القلب يمكن أن تكون علامة على المتلازمة السرطاوية.
ضرورة استشارة الطبيب
قم بتحديد موعد مع الطبيب إذا كان لديك أي علامات أو أعراض تزعجك أو تثير قلقك.
أسباب المتلازمة السرطاوية
تحدث المتلازمة السرطاوية عن طريق ورم سرطاني يفرز مادة السيروتونين أو مواد كيميائية أخرى في مجرى الدم. وتحدث الأورام السرطاوية بشكل شائع في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المعدة والأمعاء الدقيقة والزائدة الدودية والقولون والمستقيم، أو في الرئتين.
ونسبة صغيرة من الأورام السرطانية تفرز المواد الكيميائية التي تسبب المتلازمة السرطاوية. وفي معظم الحالات، يعمل الكبد على معادلة المواد الكيميائية بشكل فعال قبل أن تتاح لها فرصة الانتقال عبر الجسم والتسبب في أعراض.
وعندما ينتشر الورم المتقدم إلى الكبد نفسه، قد تفرز هذه الأورام مواد كيميائية لا يتم معادلتها قبل الوصول إلى مجرى الدم. ومعظم الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة السرطاوية لديهم سرطان متقدم قد انتشر في الكبد.
وبعض الأورام السرطانية لا تحتاج إلى أن تصل إلي مرحلة متقدمة لتُسبب المتلازمة السرطاوية، فأورام الرئة السرطاوية التي تفرز مواد كيميائية في الدم تفعل ذلك بشكل بعيد عن الكبد، وليس مباشرة في الكبد، حيث تتم معالجة المواد الكيميائية والتخلص منها.
ومن ناحية أخرى، تفرز الأورام السرطاوية في الأمعاء موادها الكيميائية إلى الدم، والذي يجب أن يمر أولاً عبر الكبد قبل الوصول إلى باقي الجسم. ويقوم الكبد عادة بمعادلة المواد الكيميائية قبل أن تؤثر على بقية الجسم. والسبب وراء الأورام السرطانية غير واضح.
مضاعفات المتلازمة السرطاوية
وجود المتلازمة السرطاوية يمكن أن يُسبب المضاعفات التالية:
مرض القلب السرطاوي
بعض الأشخاص المصابين بالمتلازمة السرطاوية يصابون بمرض القلب السرطاني. وتتسبب المتلازمة السرطاوية في زيادة سماكة صمامات القلب، مما يصعب عليهم العمل بشكل صحيح. ونتيجة لذلك، قد تسرب صمامات القلب.
وعلامات وأعراض مرض القلب السرطاوى تشمل التعب وضيق في التنفس أثناء النشاط البدني. ويمكن أن يؤدي مرض القلب السرطاوى في نهاية المطاف إلى فشل في القلب.
وقد يوصي الطبيب بأدوية للقلب. وقد يكون الإصلاح الجراحي لصمامات القلب التالفة خيارًا في أمراض القلب السرطانية المتقدمة.
انسداد الأمعاء
يمكن للسرطان الذي ينتشر إلى الغدد الليمفاوية بجانب الأمعاء الدقيقة أن يسبب تضيق الأمعاء والتوائها، مما يؤدي إلى انسداد الأمعاء. وعلامات وأعراض انسداد الأمعاء تشمل تشنجات وآلام شديدة في البطن وقيء. وقد تكون الجراحة ضرورية لتخفيف الانسداد.
الأزمة السرطاوية
تُسبب الأزمة السرطاوية نوبة حادة من الاحمرار وانخفاض ضغط الدم والارتباك وصعوبة التنفس. ويمكن أن تحدث الأزمة السرطاوية في الأشخاص المصابين بالأورام السرطانية، عندما يتعرضون لبعض المحفزات، بما في ذلك التخدير المستخدم أثناء الجراحة. والأزمة السرطاوية يمكن أن تكون قاتلة. وقد ينصح الطبيب بأدوية قبل الجراحة لتقليل خطر التعرض للأزمة السرطاوية.
تشخيص المتلازمة السرطاوية
سيقوم الطبيب بتقييم العلامات والأعراض لاستبعاد الأسباب الأخرى لاحمرار الجلد والإسهال. وإذا لم يتم العثور على أسباب أخرى، قد يشك الطبيب بالمتلازمة السرطاوية.
وللتأكد من التشخيص، قد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات، بما في ذلك:
- تحليل البول، فقد يحتوي البول على مادة يتم صنعها عندما يكسر الجسم السيروتونين. وكمية زائدة من هذه المادة يمكن أن تُشير إلى أن الجسم يعالج سيروتونين إضافي، وهو المادة الكيميائية الأكثر شيوعًا التي تفرزها الأورام السرطانية.
- تحليل الدم، فقد يحتوي الدم على مستويات عالية من بعض المواد، بما في ذلك بروتين الكرُومُوغْرانين أ، الذي يتم إطلاقه من قبل بعض الأورام السرطانية.
- اختبارات التصوير، حيث يمكن استخدام اختبارات التصوير لتحديد الورم السرطاني الأولي، وتحديد ما إذا كان قد انتشر. وقد يبدأ الطبيب بعمل أشعة مقطعية (CT) للبطن، لأن معظم الأورام السرطانية موجودة في القناة الهضمية. وقد تكون فحوصات أخرى، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الفحص الطبي النووي، مفيدة في بعض الحالات.
علاج المتلازمة السرطاوية
علاج المتلازمة السرطاوية يتضمن علاج السرطان، ويمكن أن يشمل أيضاًً استخدام الأدوية للسيطرة على علامات وأعراض محددة. وقد تشمل العلاجات ما يلي:
الجراحة
قد تكون العملية الجراحة لإزالة السرطان أو معظم السرطان خيارًا. وإذا لم تكن الجراحة خيارًا لأن السرطان واسع الانتشار، فقد يوصي الطبيب بتلقي علاج لتقليص الأورام. وهذا قد يقلل من علامات وأعراض المتلازمة السرطاوية.
أدوية منع إفراز المواد الكيميائية
حقن الأدوية أوكتريوتايد، ولانريوتيد، قد يقلل من علامات وأعراض المتلازمة السرطاوية، بما في ذلك احمرار الجلد والإسهال. وقد يبطئ أيضاً أوكتريوتيد من نمو الأورام السرطانية. وتشمل الآثار الجانبية لأوكتريوتيد ولانريوتيد، الإسهال وآلام البطن والانتفاخ، والتي قد تهدأ مع مرور الوقت.
العلاج البيولوجي
في بعض الأحيان يُستخدم دواء قابل للحقن يسمى الإنترفيرون ألفا، والذي يحفز جهاز المناعة في الجسم للعمل بشكل أفضل، لإبطاء نمو الأورام السرطانية وتخفيف الأعراض. ويمكن أن يُسبب الإنترفيرون ألفا آثار جانبية كبيرة، بما في ذلك التعب وأعراض تشبه الأنفلونزا.
وقف تدفق الدم إلى أورام الكبد
في عملية تسمى إصمام الشرياني الكبدي، يقوم الطبيب بإدخال قسطرة عبر إبرة بالقرب من المنطقة الأربية، حيث يصل إلي الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم إلى الكبد (الشريان الكبدي).
ويقوم الطبيب بحقن جسيمات مصممة لسد الشريان الكبدي، مما يؤدي إلى قطع تدفق الدم إلى الخلايا السرطانية التي انتشرت في الكبد. وتنجو خلايا الكبد السليمة بالاعتماد على الدم من الأوعية الدموية الأخرى. ويمكن أن يكون إصمام الشرياني الكبدي خطرًا، وعادة ما يتم إجراء مثل هذه العمليات فقط في المراكز الطبية المتخصصة. ناقش الفوائد والمخاطر مع الطبيب.
قتل الخلايا السرطانية في الكبد بالحرارة أو البرودة
يعمل الاستئصال باستخدام ترددات موجات الراديو على توفير الحرارة، من خلال إبرة تصل للخلايا السرطانية في الكبد، مما يؤدي إلى موت هذه الخلايا. والعلاج بالتبريد مماثل، لكنه يعمل عن طريق تجميد الورم. ويُعتبر الاستئصال باستخدام ترددات موجات الراديو والعلاج بالتبريد آمنين عمومًا، على الرغم من وجود خطر ضئيل من فقدان الدم والعدوى.
العلاج الكيميائي
قد تقلص أدوية العلاج الكيميائي الأورام السرطانية. وتعتمد أي آثار جانبية قد تواجهك على أدوية العلاج الكيماوي التي تتلقاها. وناقش نظام العلاج الكيميائي مع الطبيب
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
تحدث مع الطبيب حول إجراءات الرعاية الذاتية التي قد تحسن علاماتك وأعراضك. ولا يمكن أن تحل إجراءات الرعاية الذاتية محل العلاج، ولكنها قد تكملها. واسأل الطبيب إذا كان يجب عليك:
- تجنب الأشياء التي تسبب احمرار الجلد، حيث يمكن أن تؤدي مواد أو مواقف معينة إلى إثارة الاحمرار، مثل الكحول أو الوجبات الكبيرة. وبعض الأشخاص يصابون بالاحمرار عندما يشعرون بالإجهاد أو الحزن.وتَتَبع ما الذي يسبب الاحمرار، وحاول تجنب المواقف التي تسببه.
- فَكِر في تناول الفيتامينات المتعددة. والإسهال المزمن يجعل من الصعب على الجسم معالجة الفيتامينات والمواد الغذائية في الطعام الذي تتناوله. واسأل الطبيب عما إذا كان تناول الفيتامينات المتعددة قد يكون فكرة جيدة بالنسبة لك.
التكيف مع المرض والمساندة
قد تشعر بالارتياح في النهاية لإيجاد جواب لما كان يُسبب علاماتك وأعراضك، ولكن تشخيص مرض نادر، مثل المتلازمة السرطاوية، يمكن أن يكون مرهقًا. وأثناء تطوير طريقة تأقلمك مع تشخيص السرطان، تحدث مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك عن شعورك وفكر في محاولة:
- معرفة ما يكفي عن المتلازمة السرطاوية لاتخاذ قرارات بشأن رعايتك، فاسأل الطبيب عن حالتك، واطلب من أعضاء فريق الرعاية الصحية الخاص بك التوصية بالمصادر التي يمكنك الحصول منها على المزيد من المعلومات.
- تحدث إلى أشخاص آخرين يعانون من المتلازمة السرطاوية، فمجموعات الدعم للأشخاص الذين يعانون من المتلازمة السرطاوية، تجعلك على اتصال مع أولئك الذين واجهوا نفس التحديات التي تواجهها.
- اسأل الطبيب عن المجموعات في منطقتك. والمتلازمة السرطاوية نادرة الحدوث، على الرغم من ذلك، قد تحتاج إلى التواصل مع أشخاص خارج منطقتك التي تعيش فيها.
- اعتني بنفسك، وافعل ما يمكنك للحفاظ على نمط حياة صحي. وتناول نظام غذائي غنيًا بالفواكه والخضروات. وعندما تشعر أنك تستطيع، مارس التمارين الخفيفة في نظامك اليومي.
- قم بتجنب التوتر الزائد في حياتك قدر الإمكان. واحصل على قسط كافي من النوم بحيث تشعر بالراحة عند الاستيقاظ.
- اعتن بجسمك وعقلك، حتى تتمكن من الالتزام بخطة علاج السرطان الخاصة بك بشكل أفضل.
الاستعداد لموعد الطبيب
قد تبدأ برؤية طبيب الأسرة أو الممارس العام إذا كان لديك علامات وأعراض المتلازمة السرطاوية. وبناء على ما يجده الطبيب، قد يتم تحويلك إلى طبيب متخصص في علاج السرطان (أخصائي الأورام)، اضطرابات في الغدد الصماء (أخصائي الغدد الصماء) أو طبيب جراح.
ولأن المواعيد يمكن أن تكون قصيرة، ولأنه غالباً ما يكون هناك الكثير من الأمور الواجب توضيحها، فمن الجيد أن تكون مستعدًا بشكل جيد. وإليك بعض المعلومات التي تساعد على الاستعداد، والتعرف على ما تتوقعه من الطبيب.
ما تستطيع فعله؟
- كن على علم بأي تعليمات قبل الموعد، ففي الوقت الذي تحدد فيه الموعد، تأكد من السؤال عما إذا كان هناك أي شيء تحتاج إلى القيام به مسبقًا، مثل تقييد نظامك الغذائي.
- دوِّن أي أعراض تظهر لك، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حددت من أجله الموعد.
- دوِّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوط كبيرة أو تغييرات في حياتك مؤخرًا.
- ضع قائمة بجميع الأدوية، الفيتامينات أو المكملات التي تتناولها.
- فكر في أخذ أحد أفراد العائلة أو صديق معك، ففي بعض الأحيان قد يكون من الصعب تذكر جميع المعلومات المقدمة خلال الموعد. وقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا فاتك أو نسيته.
- دوِّن أسئلتك لطرحها على الطبيب.
ووقتك مع الطبيب محدود، لذلك فإن إعداد قائمة بالأسئلة يمكن أن يساعد على الاستفادة القصوى من وقتك معه. ورتب أسئلتك من الأهم إلى الأقل أهمية لتكون مستعدًا في حالة نفاد الوقت. وبالنسبة للمتلازمة السرطاوية، فهناك بعض الأسئلة الأساسية التي يجب عليك طرحها على الطبيب وتشمل ما يلي:
- ما هو السبب المحتمل لهذه الأعراض؟
- بخلاف السبب المحتمل، ما هي الأسباب المحتملة الأخرى لأعراضي أو حالتي المرضية؟
- ما هي الفحوصات التي أحتاجها؟
- هل من المحتمل أن تكون حالتي مؤقتة أو مزمنة؟
- ما هي أفضل خطة للعلاج؟
- ما هي البدائل لطريقة العلاج الأولية التي تقترحها؟
- لدي هذه الظروف الصحية الأخرى. كيف يمكنني إدارتهم معًا بشكل أفضل؟
- هل هناك قيود أحتاج إلى التزام بها؟
- هل يجب علي رؤية أخصائي؟
- هل هناك بديل عام للدواء الذي تصفه لي؟
- هل هناك كتيبات أو غيرها من المطبوعات التي يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع التي توصون بها؟
- هل ينبغي لي التخطيط لزيارة متابعة؟
وبالإضافة إلى الأسئلة التي قمت بإعدادها لطرحها على الطبيب، لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تطرق علي ذهنك.
ماذا تتوقع من طبيبك؟
من المحتمل أن يسألك الطبيب عدد من الأسئلة. وقد يتيح لك الاستعداد للإجابة عليهم الوقت لتغطية النقاط الأخرى التي تريد طرحها. وقد يسأل الطبيب ما يلي:
- متى بدأت تظهر لديك أعراض؟
- هل الأعراض كانت مستمرة أو متقطعة؟
- ما هي شدة الأعراض؟
- هل يوجد شئ يُحسن من أعراضك؟