يحدث ارتفاع ضغط الدم البابي عند انسداد مسار الوريد البابي داخل الكبد، مما يسبب احتقان الدم وزيادة ضغطه. والنظام الوريدى البابي يشمل مجموعة الأوردة التي تتجمع من أعضاء الجهاز الهضمى، وتتحد لتكوين الوريد البابي الذى يدخل الكبد.
واحتقان الدم داخل الوريد البابي، ينتج عنه محاولة الدم للانتقال عبر طرق أخرى بدلاً من الطريق المسدود، و هنا تبدأ الأعراض بالظهور. وتختلف الفئات العمرية المصابة بهذا النوع من ضغط الدم، باختلاف سبب ارتفاع ضغط الوريد البابي.
أعراض ارتفاع ضغط الدم البابي
تتضمن الأعراض المصاحبة لارتفاع ضغط الدم البابي ما يلي:
- نزيف في القناة الهضمية يظهر في صورة دم في البراز، يجعل البراز لونه أسود داكن.
- قئ دموى.
- استسقاء في البطن، وهو عبارة عن تجمع السوائل في التجويف البريتونى المحيط بالبطن.
- خلل وظائف المخ (اعتلال الدماغ)، بسبب تراكم السموم في الدم و عجز الكبد المريض عن تكسيرها.
- انخفاض قدرة الدم على التجلط في أماكن الجروح، بسبب اختلال نسب الصفائح الدموية.
- دوالى المرئ.
- تمدد الأوردة في منطقة البطن.
أسباب ارتفاع ضغط الدم البابي
تتضمن أسباب انسداد مسار الدم في الوريد البابي الكبدي ما يلي:
- انسداد أنسجة الكبد بفعل حدوث التليف الكبدي، والذى يرتبط بأمراض عديدة مثل (فيروسات الالتهاب الكبدي، الكحول، وأمراض الكبد الأخرى)..
- انسداد الوريد البابي الكبدي نفسه بفعل جلطة داخلة.
- انسداد الأوعية الدموية التي تنقل الدم من الكبد للقلب.
- مضاعفات البلهارسيا المزمنة.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم البابي
تتضمن المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن ارتفاع الضغط الدموي البابي ما يلي:
- نزيف الدوالي، الذي قد يصل لمرحلة مميتة.
- خلل وظائف المخ، الذي قد يصل لمرحلة الغيبوبة.
- الفشل الكلوي.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم البابي
يعتمد التشخيص على الأعراض الواضحة مثل:
- استسقاء البطن.
- الدوالي.
- تمدد الأوردة تحت جلد البطن.
وتشمل الفحوصات المعملية التي يعتمد عليها الطبيب ما يلي:
- اختبار إنزيمات الكبد.
- اختبار عوامل تجلط الدم.
- الأشعة السينية.
- المنظار التشخيصي.
علاج ارتفاع ضغط الدم البابي
غالباً ما تكون الأسباب المؤدية لارتفاع ضغط الوريد البابي الكبدي غير قابلة للعلاج التام، لذا يتوجه العلاج بشكل أساسى للمنع والوقاية من المضاعفات المحتملة لارتفاع ضغط الدم البابي الكبدي. وتشمل الخطوط العامة للعلاج ما يلي:
المنظار العلاجي
ويُستخدم للتعامل مع نزيف الدوالي من خلال القيام بربط الدوالي.
حاصرات بيتا
قد تُستخدم حاصرات بيتا بمفردها أو بجانب المنظار العلاجى، حيث تقلل الضغط داخل الدوالي الممتلئة، مما يقلل من احتمالات النزيف.
اللاكتولوز
يُستخدم اللاكتولوز في علاج خلل الوظائف المخية، حيث تعمل على خفض تركيز السموم المتراكمة في الجسم.
تعديلات أسلوب الحياة
- الامتناع عن الكحول و المخدرات.
- الامتناع عن تناول أدوية أو أعشاب دون استشارة الطبيب المختص.
- تقليل الملح في الطعام.
- تقليل محتوى البروتين في حالات خلل وظائف المخ.
وفي حالة فشل الخيارات العلاجية السابقة، يمكن اللجوء لحلول جراحية أخرى لخفض الضغط البابي المرتفع، وتشمل هذه العمليات:
التحويلة بين الوريد الكبدي و الوريد البابي
تهدف هذه العملية لتحويل مسار الدم من الطريق المسدود في النظام الوريدى البابي، إلى مسار آخر يصل بالدم إلى القلب (المركز) في النهاية. ويتم ذلك من خلال عمل تحويلة صناعية تنقل الدم من الوريد البابي المسدود إلى الوريد الكبدي، الذى يفرغ نفسه في الدورة الدموية الكبرى، ووصولاً للقلب.
التحويلة بين وريد الطحال والوريد الكلوي
تعتمد في تأثيرها على نفس الفكرة السابقة، لكنها تقوم بعمل التحويلة المطلوبة بواسطة طريق آخر. وزراعة الكبد قد تمثل الحل النهائي لبعض الحالات.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم البابي
يمكن الوقاية من هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم عن طريق اتباع بعض النصائح، ومن ضمنها ما يلي:
- تجنب الإصابة بعدوى الفيروسات الكبدية التي تُسبب تليف الكبد، و ذلك بتجنب الأكل الملوث وتجنب استعمال الأدوات الشخصية لمصابى الفيروسات الكبدية المعدية.
- عدم الإفراط في تناول الكحوليات.
- تجنب استعمال المخدرات، لما لها من تأثير مدمر على الكبد.
- تجنب الإفراط في استعمال الأدوية دون داعى، وبدون استشارة طبيب مختص، لأن بعض الأدوية تضر الكبد على المدى الطويل.
- حالات المصابين بمرض كبدى بالفعل تتطلب التزام كامل بالخطة العلاجية، لمنع تقدم الحالة لمرحلة ارتفاع ضغط الدم البابي.
- الفحص الدوري لوظائف الكبد يساعد على الاكتشاف المبكر.
https://www.youtube.com/watch?v=-w1Ccs0Ss2E