حساسية النيكل أو ما يُعرف بحساسية المجوهرات، هي أحد الأسباب الشائعة لـ التهاب الجلد التماسي التحسسي، وهو عبارة عن طفح جلدي يظهر عند تعرض الجلد لهذه المادة، و غالبًا ما ترتبط حساسية النيكل بالأقراط والمجوهرات الأخرى، كما يوجد النيكل أيضاً في العملات المعدنية والهواتف الخلوية وإطارات النظارات.
أعراض حساسية النيكل
عادة ما يقوم الجسم برد الفعل نتيجة لتعرضه لهذه المادة في غضون ساعات إلى أيام، وقد يستمر من أسبوعين إلى شهر، وغالباً ما يظهر رد الفعل في المنطقة الملامسة للنيكل، وأحياناً تظهر في مناطق أخرى أيضاً، وتشمل الأعراض:
- ظهور طفح جلدي في المنطقة المصابة.
- الشعور بحكة شديدة في المنطقة المصابة.
- احمرار أو تغيرات في لون البشرة.
- مناطق جافة في الجلد، تظهر وكأنها حرق.
- بثور تحتوي على إفرازات في الحالات الحادة.
أسباب حساسية النيكل
لا يزال السبب الدقيق لحساسية النيكل غير معروف، ولكنه مثل أي نوع من أنواع الحساسية يقوم بتحفيز الاستجابة المفرطة للجهاز المناعي في جسم الإنسان، فعند ملامسة النيكل للجلد لأول مرة، يتعرف عليه جهاز المناعة وكأنه جسم غريب يغزوه، وتتكون الأجسام المضادة لمحاربته، وبعد انتهاء التعرض يستمر الجسم في إفراز هذه الأجسام المضادة، لذلك عند حدوث الملامسة أو التعرض للمادة للمرة الثانية، سيقوم جهاز المناعة بإصدار نفس الاستجابة. وسبب الإصابة بحساسية النيكل غير معروف أيضاً، ولكن غالباً ما قد يرجع إلى العوامل الوراثية .
مصادر معدن النيكل
أبرز العناصر الشائعة التي قد تحتوي على عنصر النيكل:
- المجوهرات التي تتطلب ثقب الجلد مثل، أقراط الأذن.
- المجوهرات الأخرى كالخواتم والقلادات.
- سوار ساعة اليد.
- إطارات النظارات.
- العملات المعدنية.
- الأقلام.
- المفاتيح.
- بعض الأدوات المعدنية.
- الأجهزة الطبية.
- أجهزة الكمبيوتر.
- السجائر الالكترونية.
عوامل خطر حساسية النيكل
قد تُزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بحساسية النيكل، بما في ذلك:
- المجوهرات التي تتطلب ثقب الجلد كالأقراط.
- الأعمال التي تُعرض الشخص للنيكل باستمرار، خاصة عند القيام بعمل يكون فيه احتكاك بالماء أو يفرز معه الشخص العرق، كالأشخاص الذين يعملون في مجال المواد الرطبة أو صناعة الأطعمة والمنظفات المنزلية .
- الإناث، فهم عرضة للإصابة بحساسية النيكل أكثر من الذكور، وقد يكون هذا لأن الإناث تميل إلى الحصول على مزيد من الثقوب لارتداء المجوهرات.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بحساسية النيكل.
- الحساسية من المعادن الأخرى.
الوقاية من حساسية النيكل
أفضل طريقة لمنع حساسية النيكل هو تجنب التعرض لفترة طويلة للعناصر التي تحتوي على النيكل، و الالتزام بالنصائح الإرشادية التالية من أجل الوقاية:
- تجنب ارتداء المجوهرات التي تحتوي على النيكل، وذلك بالبحث عن المجوهرات المصنعة من معدن الاستنلس ستيل الخالي من النيكل، التيتانيوم، الفضة والذهب الأصفر 18 قيراط .
- التأكد من أن دعامات الحلق مصنوعة من مواد مضادة للحساسية.
- اختيار أماكن ثقب الجلد بعناية، فيكون المكان نظيفاً ومعتمداً لثقب الجلد، ويقوم باستخدام الإبر المعقمة والخالية من النيكل، وعدم استخدام مسدس الثقب لأنه قد يكون غير معقماً وغير خال من النيكل.
- استخدام المواد البديلة كسوار الساعات المصنوع من الجلد أو القماش، وإطارات النظارات المصنوعة من البلاستيك.
- إذا كان لابد من التعرض للنيكل في العمل، ينبغي ارتداء القفازات .
- استخدام طلاء الأظافر في تغطية الأزرار أو المقابض أو الأدوات المصنوعة من النيكل.
تشخيص حساسية النيكل
يمكن للطبيب تشخيص حساسية النيكل من مظهر الجلد، ومعرفة إذت تم التعرض مؤخراً للعناصر التي تحتوي على النيكل.
وإذا لم يكن السبب واضحاً، فسوف يوصي الطبيب باختبار فرط الحساسية والذي يطلق عليه (Patch Test)، وقد يقوم بإحالتك إلى أخصائي الأمراض الجلدية لعمل هذا الاختبار. وهو عبارة عن اختبار آمن جداً، حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة، ويتم فيه وضع شريط لاصق يحتوي على مثيرات عديدة للجلد، تترك على جلد الظهر لمدة يومين، لتقييمها من قبل الطبيب ورؤية أي ردود فعل تحسسية ظاهرة.
علاج حساسية النيكل
لايوجد علاج نهائي لحساسية النيكل، فبمجرد ملامسة النيكل للجلد سوف يظهر الطفح الجلدي.
الأدوية
قد يصف الطبيب إحدى الأدوية التالية للحد من التهيج وتحسين حالة الطفح الجلدي الناتج عن رد الفعل التحسسي للمعدن:
- كريم كورتيكوستيرويد، والذي يؤدي إلى ترقق الجلد مع الاستخدام طويل المدى.
- كورتيكوستيرويد الفم، في الحالات الشديدة التي تغطي مساحات كبيرة من الجلد، والتي من الممكن أن تسبب مجموعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك زيادة الوزن وتقلبات المزاج وارتفاع ضغط الدم.
- مضادات الهيستامين عن طريق الفم لتخفيف الحكة.
العلاج المنزلي
يمكن استخدام بعض العلاجات في المنزل، وتشمل:
- استخدام بعض المستحضرات المُهدِئة، مثل غسول الكالامين الذي قد يُخفف الحكة.
- ترطيب الجلد بانتظام.
- استخدام بعض الكريمات التي تحتوي على المواد الدهنية كـ الفازلين أو الزيوت المعدنية، والتي قد تقلل من الحاجة إلى الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
- كمادات مبللة توضع فوق الطفح الجلدي من أجل تخفيف حدة الحكة.
العلاج الضوئي
وهو عبارة عن تعريض البشرة لكميات محددة من الأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية، يتم اللجوء إليها عند فشل العلاج الموضعي والفموي، وقد يستغرق عدة أشهر حتى يكون للعلاج الضوئي تأثير على رد فعل الناتج عن الحساسية تجاه النيكل.
الاستعداد لموعد الطبيب
إذا ظهر الطفح الجلدي ولم يتم معرفة السبب، فلابد من استشارة الطبيب فوراً، أما إذا كان الشخص قد تعرض سابقاً إلى نفس الحالة وتم تشخيصه بظهور استجابة مناعية عند التعرض للنيكل، يتم اللجوء إلى أخذ الأدوية التي قد وصفها الطبيب للشخص من قبل، وإذا كانت هذه العلاجات لا تساعد في تحسن الحالة أو عند وجود قيح أو احمرار متزايد أو ألم في المنطقة المصابة، ينبغي الذهاب إلى الطبيب.
وينبغي الاستعداد للزيارة على النحو التالي:
- تدوين كافة الأعراض منذ ظهورها لأول مرة، وإذا ما كانت تحدث في نمط معين.
- وضع قائمة بالأدوية التي يتناولها الشخص والمكملات الغذائية والفيتامينات.
- إعداد قائمة بالأسئلة التي ترغب في طرحها على الطبيب.
ويمكن أن تشمل الأسئلة التي يمكنك طرحها على الطبيب ما يلي:
- ما هو السبب الأكثر احتمالاً لظهور الطفح الجلدي؟
- هل هناك اختبار يمكنه تأكيد نوع الحساسية؟ هل أحتاج للتحضير لهذا الاختبار؟
- ما هو العلاج الملائم لذلك؟
- ما هي الآثار الجانبية التي أتوقعها من هذه العلاجات؟
- ما هو العلاج المنزلي الذي ينبغي اتباعه؟
ومن المحتمل أن يسألك الطبيب بعض الأسئلة، ويمكن أن تشمل هذه الأسئلة ما يلي:
- متى بدأت الأعراض؟
- هل تغيرت الأعراض بمرور الوقت؟
- ما هي العلاجات المنزلية التي استخدمتها؟ وما هو تأثيرها؟
- هل ازدادت الأعراض سوءاً؟ و ما السبب وراء ذلك؟