تُعتبر حساسية الصويا، وهي المنتج النهائي من فول الصويا، نوع شائع من حساسية الأطعمة. وتبدأ حساسية الصويا عادة في فترة الطفولة، عندما يتفاعل الجسم مع المكونات الموجودة في الألبان المشتقة من الصويا.
وعلى الرغم من أن كثير من الذين يعانون من حساسية الصويا في الطفولة يشفون منها عند البلوغ، إلا أن بعضهم يظلّ يعاني منها حتى فترة المراهقة.
وتتفاوت أعراض حساسية الصويا ما بين بعض الأعراض البسيطة كالرعشة و الحكة حول الفم، إلى أعراض خطيرة مثل صدمة الحساسية، التي قد تهدد حياة الشخص.
وإذا شعرت أنت أو طفلك بأية أعراض بعد تناول مشتقات الصويا، فلا تتأخر في استشارة الطبيب، فقد تكون مصاباً بحساسية الصويا. والإصابة بحساسية الصويا تعني الابتعاد التام عن مشتقات الصويا، والتي قد تكون عملية شاقة في بعض الأحيان، فالكثير من الأطعمة كاللحوم، المخبوزات، الشيكولاتة وحبوب الإفطار، قد تحتوي على مشتقات الصويا، مما يجعل تجنبها صعباً في بعض الأحيان.
وبالنسبة لكثير من الأشخاص تُعتبر حساسية الصويا شئ مزعج و لكنّه ليس خطيراً، إلا أنّه في بعض الحالات النادرة قد تشكل حساسية الصويا مشكلة تهدد حياة الشخص. وتظهر أعراض حساسية الصويا في خلال دقائق إلى ساعات قليلة، بعد تناول أحد الأطعمة المحتوية على مشتقات الصويا.
أعراض حساسية الصويا
قد تشمل أعراض حساسية الصويا ما يلي:
- تنميل حول الفم.
- قشعريرة، حكة مع تقشّر في الجلد.
- تورّم في الشفاة، الوجه، اللسان و الحلق أو أجزاء أخرى في الجسم.
- صوت في الصدر، انسياب مخاط الأنف و صعوبة في التنفّس.
- آلام في البطن، إسهال، غثيان و قئ.
- احمرار في الجلد.
وصدمة الحساسية قد تحدث في حالات نادرة، ويزداد احتمالية حدوثها مع الأشخاص المصابين بـ حساسية الصدر أو لديهم أنواع أخرى من حساسية الأطعمة، وأعراض صدمة الحساسية تشمل الآتي:
- صعوبة شديدة في التنفس نتيجة لتورّم الحلق.
- صدمة نتيجة الإنخفاض الشديد في ضغط الدم.
- تسارع نبضات القلب.
- دوّار شديد وربما فقدان للوعي.
ضرورة استشارة الطبيب
إذا شعرت ببعض الأعراض الطفيفة للحساسية كالتي ذكرناها مسبقاً، أو شعرت بعدم الإرتياح عند تناول الصويا أو مشتقاتها، فيجب عليك زيارة طبيبك المختصّ، ومناقشة الأعراض معه ليقوم باللازم، ولكن هناك بعض الحالات التي يجب أن تتوجّه فيها فوراً إلى الطوارئ مثل:
- مواجهة صعوبة شديدة في التنفس.
- تسارع نبضات القلب.
- الشعور بالدوّار أو الغثيان الشديد.
- سيلان اللعاب أو عدم القدرة على البلع.
- سخونة شديدة واحمرار في الجسم.
أسباب حساسية الصويا
حساسية الأطعمة بشكل عام تحدث بسبب تفاعلات مناعية في الجسم، وفي حالة الإصابة بحساسية الصويا، فإن الجهاز المناعي في الجسم يتعامل مع بعض البروتينات في الصويا كأنها أجسام ضارة، و يطلق ضدها الأجسام المضادة عند التعرض لها للمرة الأولى.
وأثناء هذه المرحلة لا تحدث أية أعراض جسدية، لكن في المرة التالية لتعرض الجسم لبروتينات الصويا، تبدأ الأجسام المضادة في محاربتها، و يبدأ الجسم في إطلاق المواد المسببة للحساسية كالهيستامين وغيره من المواد الكيمياوية في مجرى الدم، و هذه المواد تُسبب أعراض الحساسية المختلفة كالحكة واحمرار الجسم.
متلازمة التهاب الأمعاء الناتجة عن البروتين
هي حالة من التهاب الأمعاء الناتجة عن حساسية الصويا، وتحدث عادة في الأطفال على هيئة إسهال وقئ شديدين بعد ساعات قليلة من تناول مشتقات الصويا، و لكنّها سرعان ما تنتهي. وفي تلك الحالة يجب تجنّب تناول مشتقات الصويا، مثل ما يحدث مع باقي أنواع حساسية الطعام.
عوامل خطورة حساسية الصويا
- التاريخ العائلي، حيث تتزايد احتمالية الإصابة بحساسية الصويا إذا كان هناك عدد كبير من أفراد العائلة مصابين بحساسيات الأطعمة المختلفة، وأيضاً حساسية الصدر والقش.
- العمر، فحساسية الصويا أكثر شيوعاً لدى الأطفال.
- الإصابة بأنواع أخرى من الحساسية، حيث تزداد احتمالة الإصابة بحساسية الصويا إذا كان الشخص نفسه لديه أنواع أخرى من حساسية الأطعمة كـ حساسية الألبان.
الوقاية من حساسية الصويا
ليس هناك طريقة نهائية للوقاية من حساسية الأطعمة بشكل عام، فإذا كُنتِ تقومين بالرضاعة، فعليك الاعتماد على الرضاعة الطبيعية لتغذية طفلك بدلاً من الاعتماد على منتجات الألبان المشتقة من الصويا.
وإذا كنت مصاباً بحساسية الصويا، فيجب عليك تجنّب الصويا و مشتقاتها في كلّ الأطعمة، وهي مكونات منتشرة في أغلب الأطعمة، لذك كُن حذراً وراقب مكونات الأطعمة التي تشتريها جيّداً في كل مرّة تذهب إلى المتجر، ومعرفة إذا ما كانت تحتوي على الصويا أو مشتقاتها كدقيق الصويا أو صلصة الصويا.
ويجب الأخذ في الإعتبار أن كلمة صويا ليست وحدها تعني احتواء المنتج على مشتقات الصويا، فمصطلح كـ “نكهات مصنّعة” قد يعني احتواء المنتج على مشتقّات الصويا أيضاً.
تشخيص حساسية الصويا
سيقوم طبيبك بسؤالك عن الأعراض وسيُجري فحص مبدأي، وربما يطلب منك إجراء بعض الاختبارات مثل:
- اختبار استجابة الجلد، ويتم فيه حقن بروتينات كالموجودة في الصويا في طبقات الجلد، وعند الإصابة بالحساسية سوف يلتهب مكان الحقن قليلاً كرد فعل تحسسي للبروتين.
- اختبار الدم، حيث يتم فيه قياس استجابة الجسم لبروتينات الصويا عن طريق حساب نسبة الأجسام المضادة في الدم.
علاج حساسية الصويا
الطريقة الوحيدة لعلاج حساسية الأطعمة هي تجنّب تناول الأطعمة المسببة للحساسية من الصويا و مشتقاتها. وبعض الأدوية كمضادات الهيستامين قد تساعد في تقليل الأعراض البسيطة الناتجة عن الحساسية.
وعلى الرغم من كل محاولاتك لتجنّب الصويا و مشتقّاتها، قد يحدث أحياناً أن تتناولها دون أن تعلم بذلك، وإذا حدث ذلك وتعرضت لتفاعل حساسية خطير، توجّه فوراً للطوارئ.
وهناك العديد من الدراسات التي تُجرى لابتكار علاج دوائي يؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، ليساعد على تحسين الجهاز المناعي و تقبّله للبروتينات التي قد تسبب له نوعاً من الحساسية.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
- إذا كان لديك احتمالية التعرض لتفاعل حساسية الصويا أو قد تعرضت بالفعل من قبل، يجب عليك أن تحمل معك دائماً عقار إبينيفرين بعد استشارة الطبيب لمعرفة كيفية استخدامه.
- قد يتطلب الأمر أحياناً إرتداء أسورة طبية للدلالة على الإصابة بحساسية الصويا خاصة في الأطفال.
الاستعداد لموعد الطبيب
- قُم بكتابة الأعراض التي تشعر بها أنت أو طفلك، ومدة التعرض لها، وهل سبق وتعرضت لأعراض مشابهة من قبل سواء نتيجة تناول الصويا أو أي نوع آخر من الأطعمة، وإذا التقطت صوراً لها أحضرها معك.
- قم بحصر التاريخ المرضي لك و لعائلتك، فيما يتعلق بأي أمراض أو أنواع حساسية أو إذا كنت تتناول نوع معين من الأدوية.
- قُم بحصر أي تغيرات في عاداتك الغذائية في الفترة الأخيرة أو تناول طفلك لأي نوع جديد من الألبان.
ومن ضمن الأسئلة التي يمكن أن تسألها للطبيب ما يلي:
- هل هذه الأعراض مرتبطة بحساسية الطعام؟
- هل تعتقد أن لهذا علاقة بمشتقات الصويا؟
- هل هناك احتمالات لأسباب أخرى لتلك الأعراض؟
- كيف ستقوم بالتشخيص؟
- ما هو دوري في مرحلة العلاج؟
- ما هي الأطعمة التي علينا تجنّبها؟
- هل من الضروري أن أحمل عقار الإيبنيفرين معي؟
- هل حساسية الصويا تعني إصابتي بأنواع أخرى من حساسية الطعام؟
وفي حالة إصابة طفلك بحساسية الصويا، فقد تحتاج إلى إضافة الأسئلة التالية:
- ما الذي أحتاج لمعرفته لحماية طفلي من خطورة الحساسية؟
- هل تعتقد أن طفلي سوف يتخطى الإصابة بعد البلوغ؟
- هل أطفالي الآخرون معرضون للإصابة بحساسية الطعام؟
وطبيبك سوف يطرح عليك بعض الأسئلة ويجب أن تكون مستعداً لإجابتها مثل:
- ما هي الأعراض التي تشعر بها أنت أو طفلك؟
- متى بدأت هذه الأعراض؟
- ما هي المدة الزمنية بين تناول الطعام وظهور الأعراض؟
- هل الأعراض تزداد سوءاً؟
- هل قمت بتناول طعام جديد أنت أو طفلك؟
- هل لديك أنت أو طفلك حساسية لأي نوع من الأطعمة؟
- هل لديك تاريخ مرضي أو عائلي لحساسية الصدر أو أي نوع من الحساسية؟
- هل تتعالج أو تعاني من أي مشكلة طبية؟
وفي حالة اصابة طفلك، فقد يسألك الطبيب أيضاً:
- هل قمت مؤخراً بإطعام طفلك نوعاً جديداً من الألبان؟
- هل قُمتِ بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية؟ وكم المدة؟
- هل قُمت مؤخراً بإطعام طفلك أطعمة جديدة خلاف حليب الثدي؟
وإذا شككت في إصابة طفلك الرضيع بحساسية الصويا، فيجب أن تتوقفي عن إطعامه اللبن المحتوي على مشتقات الصويا واستبداله بحليب الثدي، وعند فطامه تجنّبي الصويا ومشتقاتها في طعامه.