تحدث تكلسات الثدي Breast calcifications بسبب ترسبات الكالسيوم داخل أنسجة الثدي، وتظهر على شكل بقع بيضاء عند التصوير بالأشعة السينية، وهي شائعة الظهور بعد سن اليأس (بعد الـ50)، وعلى الرغم من أنها عادة ما تكون حميدة، إلا أن هناك أنماط معينة قد تُشير إلى وجود سرطان الثدي. فمتى يكون الورم حميدا ومتى يكون خبيثا؟ تعرف معنا في المقال.
أنواع تكلسات الثدي
قد تظهر تكلسات الثدي في الأشعة السينية في شكلين:
تكلسات كبيرة
تظهر على شكل نقاط بيضاء كبيرة عند تصوير الثدي بالأشعة السينية، وغالبا ما تظهر في مناطق متفرقة وعشوائية على الثدي، وتُوجد في ما يقرب من نصف النساء فوق سن الخمسين، وواحدة من كل عشرة نساء تحت سن الخمسين، ويعتبر هذا النوع من تكلسات الثدي الحميدة.
تكلسات صغيرة
تظهر على شكل بقع بيضاء تشبه حبات الملح، والتي عادة ما تكون غير سرطانية، ولكن بعض الأنماط قد تُشير إلى علامة مبكرة للسرطان. فإذا ظهرت تكلسات الثدي في الأشعة السينية، فسوف يتم استدعائك لتخضعي إلى فحص مرة أخرى.
أعراض تكلسات الثدي
لا تتسبب تكلسات الثدي في ظهور أي أعراضً؛ لأنها صغيرة جدًا فلا يمكن الشعور بها أثناء فحص الثدي الروتيني عند الطبيب. لكن في العادة يتم ملاحظة تكلسات الثدي لأول مرة من خلال فحص الماموجرام.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا اشتبه طبيب الأشعة في أن تكلسات الثدي مرتبطة ببعض التغيرات التي تسبق سرطان الثدي، فربما تحتاجين إلى إجراء فحص مرة أخرى لرؤية صورة إضافية مكبرة، ليحصل على رؤية أكثر وضوحاً للتكلسات عن قرب، أو سيوصي الطبيب بأخذ عينة من الثدي (خزعة الثدي) للتأكد.
وقد يطلب منك طبيب الأشعة صور سابقة بالأشعة السينية، حتى يتمكن من مقارنتها، وتحديد ما إذا كانت التكلسات جديدة أو قد تغيرت في العدد أو النمط.
وإذا كان السبب في حدوث تكلسات الثدي سبب حميد، فقد يوصي طبيب الأشعة المتابعة لمدة ستة أشهر باستخدام الأشعة السينية، ويقوم طبيب الأشعة بفحص صور الأشعة لمتابعة حدوث أي تغيرات في الحجم والشكل أو ما إذا كانت لم تتغير.
أسباب تكلسات الثدي
أحياناً تشير تكلسات الثدي إلى سرطان الثدي، ولكن معظم التكلسات تنتج من حالات حميدة (غير سرطانية)، وتتضمن الأسباب المحتملة لحدوث تكلسات الثدي ما يلي:
1. الورم الغدي الليفي
الورم الغدي الليفي هو كتلة صلبة غير سرطانية، تُصيب النساء ما بين عمر الخامسة عشر والخامسة والثلاثين، ويمكن أن يكون هذا الورم صلب، أو ناعم، أو حتى مطاطي الملمس وله شكل متناسق، وعادة ما يكون غير مؤلماً، وتشعرين بوجود كرة زجاجية أو رخامية تشبه البلية في صدرك، تتحرك بسهولة تحت الجلد أثناء الفحص، وتختلف هذه الأورام في الحجم، ويمكن أن يزيد حجمها أو تتقلص من تلقاء نفسها، ويُعتبر الورم الغدي الليفي من أكثر أورام الثدي الحميدة التي تُصيب الإناث الشابات.
2. سرطان الثدي
يعد سرطان الثدي هو أحد الأورام الخبيثة حيث يتسبب في ظهور خلايا سرطانية (غير طبيعية) في الثدي، والتي قد تمتد إلى أماكن أخرى حسب تطور الحالة، ينقسم سرطان الثدي إلى عدة أنواع تختلف في منشأ الخلايا واحتمالية الشفاء أو الانتشار، ويصاحبه بعض الأعراض مثل خروج إفرازات من الحلمة أو احمرارها، وألم في الثدي أو في الحلمة، وتورم جزء من الثدي (كتلة) أو ظهور نقرة.
3. أسباب آخرى
- إصابة أو جراحة سابقة في الثدي.
- استخدام العلاج الإشعاعي سابقاً في علاج السرطان.
- تكلس الأوعية الدموية.
- خراج الثدي.
والأسباب التي تم عرضها عادة ما تكون مرتبطة بهذه الأعراض، ولكن يجب عليك التوجه إلى الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.
تشخيص التكلس في الثدي
يستخدم الطبيب أو أخصائي الأشعة في العادة الأشعة السينية لرؤية تكلسات الثدي، والتي ترتبط أحيانا ببعض التغيرات التي تسبق سرطان الثدي، فربما يحتاج الطبيب إلى إجراء فحص مرة أخرى لرؤية صورة إضافية مكبرة، أو سيوصي بأخذ عينة من الثدي (خزعة الثدي) للتأكد.
وقد تشبه بعض المنتجات التي تستخدم على الجلد تكلسات الثدي في ظهورها عند تصوير الثدي بالأشعة السينية، مثل مزيلات العرق والكريمات، وهذا يجعل من الصعب تحديد نوع التغيرات، وما إذا كانت حميدة أم سرطانية؛ لذلك يجب عدم استخدام أي منتجات على الجلد عند التصوير بالأشعة السينية.
علاج تكلسات الثدي
يعتمد علاج تكلسات الثدي على مدى خطورتها، هل هي حميدة أم خبيثة؟
التكلسات الحميدة
تعتبر التكلسات الحميدة غير ضارة؛ لذلك لا حاجة لمزيد من التقييم أو العلاج.
التكلسات السرطانية
قد تكون التكلسات الخبيثة أو غير الحميدة علامة مبكرة على الإصابة بالسرطان؛ ولذلك قد يوصي الطبيب بأخذ خزعة من الثدي للتأكد. أثناء الخزعة تتم إزالة كمية صغيرة من أنسجة الثدي التي تحتوي على التكلس، وإرسالها إلى المختبر لفحصها بحثًا عن الخلايا السرطانية.
وفي حالة وجود سرطان، قد يكون العلاج عبارة عن جراحة؛ لإزالة الثدي السرطاني، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي؛ لقتل أي خلايا سرطانية متبقية.
هل تكلسات الثدي الحميدة تتحول إلى خبيثة؟
لا تتعدى نسبة التكلسات التي قد تكون حميدة والتي قد تتحول لتصبح خبيثة وتسبب الإصابة بالسرطان نسبة 2٪، وبمعنى آخر أن حوالي 98٪ من الوقت لا يعتبر هذا النوع من التكلسات سرطانيًا.
وفي العادة ستتم مراقبة المصابين به كل ستة أشهر لمدة سنة واحدة على الأقل، وإذا لم يكن هناك تغييرات جديدة بعد عام من المتابعة، سيوصي الطبيب بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية الروتيني مرة واحدة في السنة.