مرض الفصام أو الشيزوفرينيا هو اضطراب عقلي قوي يجعل المرضى ينفصلون تماماً عن الواقع ، حيث أنه يؤدي إلى مزيج من الهلاوس ، و الأوهام ، و الأفكار ، و السلوكيات الغريبة ، و هو مختلف تماماً عما يعتقده بعض الأشخاص بأنه عبارة عن إزدواج الشخصية ، فهو عبارة عن خلل في موازنة المريض بين أفكاره و مشاعره ، و هو مرض مزمن يحتاج إلى العلاج مدى الحياة .
ما هي أعراض مرض الفصام ؟
1) الأوهام
و هي عبارة عن معتقدات خاطئة ليس لها علاقة بالواقع ، و مثال عليها : اعتقاد المريض بأن هناك عصابة تخطط لقتله ، أو اعتقاده بأن هناك شخصية معروفة تحبه و تود مقابلته .
2) الهلاوس
و هي عبارة عن رؤية أشياء أو سماع أصوات غير متواجدة ، و يكون المريض في غاية الثقة من وجود تلك الأشياء ، و قد تأتي الهلاوس في أي صورة حسية ، إلا أن الهلاوس السمعية تعد أشهر أنواع الهلاوس .
3) تفكير و كلام غير منظم
قد توجد أفكار غريبة في رأس المريض تظهر في كلمات غريبة غير مرتبة مثل الرد على أسئلة بكلمات ليس لها معنى أو سياق مفهوم .
4) حركات غريبة
و يظهر هذا بطرق عدة كالحركات الطفولية أو الحركات المثيرة الغير متوقعة و تكون بلا أي هدف أو تظهر في صورة نقض القوانين ، أو الجلوس بوضعية غير ملائمة أو القيام بسلوكيات غير مسئولة .
5) أعراض سلبية
أمثلة على ذلك عدم تواصل المريض بالعين مع من يحدثه أو الثبات على تعبير وجهي واحد و نبرة صوت واحدة ، قلة النشاط و الكلام و إهمال النظافة الشخصية .
ما هي أسباب مرض الفصام ؟
لم يتم التوصل إلى السبب الحقيقي وراء الفصام إلا أن العلماء قد أثبتوا أن مزيجاً من العوامل الوراثية و البيئية قد تكون السبب في ذلك ، و قد يعود السبب أيضاً إلى خلل في كيمياء المخ خاصة في مستوى الدوبامين و الجلوتامين .
كيف يتم تشخيص مرض الفصام ؟
1 – عندما يشك الطبيب في أعراض الفصام فإنه يسأل المريض عن تاريخه المرضي و النفسي و يقوم بعمل فحص شامل له.
2- صورة دم كاملة و عمل بعض الفحوصات و الأشعة مثل الأشعة المقطعية و الرنين المغناطيسي على المخ لاستبعاد أي سبب آخر للأعراض ، و كذلك عمل فحصوصات للكشف عن وجود أي مواد مخدرة أو كحوليات بالجسم .
3- يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة على المريض عن الأفكار والهلاوس و الأوهام التى يعيش بها ، و عن حدوث أي مظاهر عنف في حياته أو أي محاولات انتحار .
ما هو علاج مرض الفصام ؟
يتطلب مرض الفصام استمرار العلاج مدى الحياة ، حتى بعد اختفاء الأعراض ، و يعد العلاج الدوائي و النفسي من أفضل الطرق العلاجية للتحكم في أعراض الفصام .
العلاج الدوائي
تعد مضادات الذهان هي حجر الأساس في علاج مرض الفصام، و قد يكون لها آثار جانبية خطيرة مع بعض المرضى، إلا أنها تتحكم في المرض بصورة كبيرة ، و لكن يجب الاستمرار عليها مدى الحياة حتى لا تعود الأعراض مرة آخرى ، و إذا قاوم المريض و لم يلتزم بأخذ دواءه فقد يضطر الطبيب بإعطائه إياه في صورة حقن للتأكد من أخذ جرعته المطلوبة ، و إذا كان المريض يعاني من حالات شديدة من الهياج ، فيمكن أن يبدأ الطبيب بإعطائه مهدئ مثل البينزوديازبين و يتبعه بمضادات الذهان .
العلاج النفسي
1) العلاج الفردي : و يقوم الطبيب بتعريف المريض على حالته و تعليمه كيف يتعامل مع التوتر و مع ظهور الأعراض المنبئة بالانتكاسة .
2) التدريب على المهارات الاجتماعية : و يعتمد على تحسين علاقات المريض الاجتماعية .
3) العلاج الأسري : العلاج الأسري يعطى لعائلة المريض دعماً و فرصة لمعرفة المرض و كيفية التعامل معه بصورة أكبر .
4) إعادة التأهيل : و يركز على مساعدة مرضى الفصام على الاستعداد للعمل و المحافظة عليه .