ما هو السيناريو المتوقع بالنسبة لفيروس أنفلونزا الطيور في المستقبل القريب ؟
– من المنتظر أن يسبب فيروس أنفلونزا الطيور جائحة أو وباء عالمياً يمكن أن يحصد الملايين لو حدثت في الفيروس الطفرة المتوقعة التي تمكنه من نقل العدوى من إنسان إلى آخر، وليس كما هو حادث الآن حيث العدوى تنتقل فقط من الطيور للإنسان المخالط لها، وتعتبر مصر ثالث دولة في العالم من حيث عدد الإصابات البشرية التي انتقلت إليها العدوى من الطيور.هناك العديد من الفيروسات والبكتيريا التي كانت تحصد الملايين في الماضي وعادت إلى الظهور مرة أخرى بشكل وتكوين جيني جديد، مثل الإنفلونزا، السل، والطاعون، والحمى القلاعية، وحمى الوادى المتصدع التي تصيب الماشية والغنم وتنتقل من خلال البعوض للإنسان ؟
– الحقيقة أن أسباب انتشار وظهور هذه النوعية من الفيروسات غير معروف بالتحديد ولكن هناك عدة عوامل تساعد على ذلك، أولها التقدم العلمي المذهل في وسائل التشخيص والتكنولوجيا التي مكنت الإنسان من اكتشاف كائنات كان لا يمكن أن يراها بالوسائل العادية مثل، الميكروسكوب الإلكترونى وغيره.
كما أن اختلاف نمط الحياة والهجرة من الريف إلى المدن حاملين معهم الأمراض التي كانت متوطنة في أماكن معينة، والزحام الرهيب في هذه المدن مما يسهل من انتشار لأى عدوى، بالإضافة إلى التغير الذي حدث في الجو نتيجة ثقب الأوزون والأمطار الحامضية والاشعاع والتفجيرات النووية وغيرها من الملوثات، والتي جعلت بعض الحيوانات والحشرات الناقلة للعدوى تهجر موطنها في الصحارى والغابات إلى المدن والقرى التي يسكنها الإنسان.
بالإضافة إلى وسائل النقل الحديثة والتقدم الرهيب في وسائل الاتصال جعلت العالم أشبه بقرية صغيرة ينتقل فيها الإنسان بكل ما يحمله ويمكن أن ينقله من أمراض بين أكثر من قارة في نفس اليوم، كما يحدث مع أنفلونزا الخنازير والطيور، كما أن التكنولوجيا مكنت العلماء أيضاً من حفظ الدم ومشتقاته وتصديره إلى أماكن عديدة في شتى أنحاء العالم بما يمكن أن يحتويه من أمراض.
ما هى أعراض الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور
– فترة الحضانة ما بين دخول الفيروس إلى الجسم وظهور الأعراض المرضية تتراوح ما بين 1-5 أيام، وتظهر بعده الأعراض على شكل ارتفاع في درجة الحرارة، والتهاب في العين والحلق، مع رعشه، وسعال وآلام حادة في العضلات والجسم بصفة عامة، وصداع وعدم القدرة على العمل، ويمكن أن يحدث في بعض الأحيان مضاعفات تسبب التهاب رئوي، وفشل في الجهاز التنفسي نتيجة الإصابة بهذه السلالة الشرسة “H5N1”.
كيف تنتقل العدوى ؟
– تنتقل عدوى الفيروس من خلال الاستنشاق عبر الرذاذ والمخاط والبراز الجاف من الطيور المصابة، وأصبح واضحاً أن هناك طفرة قد حدثت في التكوين الوراثي والجيني للفيروس مكنته من نقل العدوى من الطيور المصابة إلى الإنسان الذي يتعامل بشكل مباشر مع هذه الطيور في المزارع ومحلات بيع الطيور والمذابح وغيرها.
كثير من الأطباء يحذرون من إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين أقل من 18 سنة في حالة الإصابة بالأنفلونزا.. لماذا ؟
– نعم هذه معلومة صحيحة، حيث لا ينبغي أن نعطي الأسبرين أو أي دواء يحتوي عليه للأطفال والبالغين( حتى سن 18 سنة) الذين تم التأكد بإصابتهم بالأنفلونزا العادية، لانه قد يؤدي إلى حدوث مرض نادر يدعى “راي”، مما يسبب تلف في خلايا الكبد والمخ وهو مرض مميت، ويمكن استخدم اي خافضات حرارة أخرى مثل “الأسيتامينوفين” أو أي مضادات الالتهابات غير الستيرويدية.
هل يمكن أن نأخذ عقار “تاميفلو” كنوع من الوقاية من أجل تجنب العدوى ؟
– في حالة عدم وجود الفيروس فلن يجدي أخذ “التاميفلو” ولن يقي بعد ذلك في حالة الإصابة بالعدوى، بل إن الفيروس في هذه الحالة سوف يخلق نوعاً من المقاومة بحيث لا يؤثر فيه هذا الدواء فيما بعد ، مثلما يحدث مع الكثير من المضادات الحيوية، وأعتقد أنه لو حدثت هذه المقاومة من الفيروس ضد “التاميفلو”، فسوف نواجه مشكلة كبيرة سواء في علاج أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير.
هل يكتسب الجسم مناعة ضد العدوى بالفيروس في حالة ما إذا أصيب به وتم شفاؤه؟
– بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى وتم تشخيصهم وإعطاؤهم دواء “تاميفلو” فإن جهازهم المناعي ينتج أثناء هذه الفترة أجساماً مضادة ضد الجزئ المعدي من هذا النوع الجديد من فيروس الأنفلونزا، فتتولد لديهم مناعة ضد الإصابة به مرة أخرى خلال العام، طالما أنه لم يحدث به تحور أو تغير في تكوينه الجيني يجعل مثل هذه الأجسام المضادة غير ذات قيمة، وهى نفس الفكرة التي من أجلها يصنع لقاح الأنفلونزا الموسمية البشرية كل عام حسب التكوين الجيني للسلالة المنتشرة في نفس العام.
هل هناك أدوية يمكن أن يتناولها المريض حتى استشارة الطبيب ؟
– نعم يمكن تناول أدوية مخفضة للحرارة ومسكنات، لكن ينبغي الانتباه إلى عدم إعطاء الأسبرين أو أي أدوية مسكنة تحتوي على حامض “أسيتايل ساليسليك” للأطفال والمراهقين أقل من 18 سنة في حالة العدوى بالأنفلونزا أو أي عدوى فيروسية، لأن ذلك قد يسبب مضاعفات في غاية الخطورة، ويمكن استخدام الأدوية المسكنة الأخرى مثل، “أسيتامينوفين”، “إيبوبروفين”، “باراسيتامول”.
هل هناك دور لمضادات الأكسدة في رفع المناعة في حالة الإصابة بالأنفلونزا ؟
– لا شك أن دور مضادات أو موانع الأكسدة، قد أصبح واضحاً من خلال الأبحاث العلمية المختلفة في شتى أنحاء العالم، ومضادات الأكسدة عبارة عن مجموعة من الفيتامينات والمعادن تساعد على حماية الجسم من تجمع شوارد الأكسجين الحرة، وتزيد هذه الشوارد مع كثرة تناول الدهون، وقد تتكون عند التعرض للإشعاع، والكيماويات السامة، مثل التي توجد في دخان السجائر.وتوجد مضادات الأكسدة في عدد من العناصر الغذائية وتشمل، فيتامين “أ”، و”ج”، “هـ”، ومعادن “الزنك”، و”السيلينيوم”، وبعض الأعشاب.
هل يوجد برنامج غذائي لتقوية جهاز المناعة ؟
– انصح بتناول الطعام غير المطبوخ ويفضل أن يكون في حالته الطبيعية مثل، الفواكه والخضروات، البذور، الحبوب كاملة دون تقشيرها مثل، حبوب القمح، المكسرات، وعند الحاجة إلى الدهون، يفضل استخدام زيت الزيتون أو الذرة أو عباد الشمس، كما انصح بمشروبات الأعشاب المحلاه بعسل النحل.كما انصح بشرب لترين على الأقل من عصير الخضراوات الطازجة يومياً (نصف هذه الكمية يجب أن تكون من عصير الجزر، والنصف الآخر من كوكتيل مكون من عصير الكرفس، الكرنب، البقدونس، فلفل أخضر، قرع العسل، بنجر، أو أى خضراوات أخرى خضراء) ، وكذلك الموالح مثل البرتقال، اليوسفي، الليمون، ويستخدم عسل النحل لتحسين المذاق أو للتحلية عند الحاجة.
ويجب تجنب الأطعمة والمشروبات المحفوظة والمسبقة الإعداد، أو التي تحتوي على أى إضافات صناعية، والابتعاد عن الكافيين والملح زائد، والمشويات وخاصةً على الفحم، وكذلك اللحوم المدخنة مثل الرنجة وغيرها.
وأخيراً يجب الإلتزام بممارسة الرياضة بصفة يومية، وعلى الأقل ممارسة رياضة المشى لمدة ساعة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل.