قصتنا اليوم تعود بالتاريخ ثلاثين سنة للوراء، حيث ظهر لأول مرة وباء غامض يفتك بتلك القرية البسيطة في وسط أفريقيا بجوار نهر إيبولا، ليبدأ العالم لأول مرة باكتشاف فيروس جديد أطلق عليه فيروس إيبولا نسبة إلى النهر الذي كان يمر بجوار القرية التي ظهر فيها المرض لأول مرة.
و تمر الأيام ليظهر من جديد فيروس إيبولا مرة أخرى في مكان مقارب للمكان الذي بدأ منه ليثير انتباه و قلق عالمي بشأن احتمالية انتشاره مع الانفتاح العالمي و حركة النقل العالمية السريعة .
منظمة الصحة العالمية ومرض فيروس إيبولا –Ebola
بدأ منذ أسابيع قليلة ظهور حالات متفرقة من مصابي مرض فيروس إيبولا في مناطق مختلفة من وسط أفريقيا، وهو الأمر المعتاد منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة عام 1976 . لكن مع مرور الوقت بدأ وتيرة الأحداث تتسارع بشكل غير متوقع.
حجم تفشي وباء إيبولا- Ebola
مع مرور الوقت بدأت وتيرة الأحداث تتسارع بشكل غير متوقع ؛ حيث ارتفع عدد الحالات المصابة بمرض فيروس ايبولا إلى أكثر من 2000 حالة وفق أخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية نشرتها في يوم 15 أغسطس، و هو العدد الذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ هجمات فيروس إيبولا السابقة و التي لم يتعدى أكثرها قوة 500 حالة.
أسباب مرض إيبولا –Ebola
يعود مرض إيبولا إلى عائلة فيروسات إيبولا المسماة بنفس اسمه ، والتي تنقسم لعدة فصائل أهمها و أخطرها فصيلة زائير و فصيلة سودان، و قد تحول اسم المرض من الحمى النزفية سابقاً إلى مرض فيروس إيبولا مؤخراً ليصبح المصطلح أشمل لكل الحالات بما فيها الحالات التي لا تظهر عليها أعراض و الحالات التي تتطور لتصل إلى مرحلة الحمى النزفية .
طرق انتقال فيرس إيبولا – Ebola
وجد أن ظهور حالات لدى البشر يرتبط بتعاملها مع هذه الحيوانات المصابة التي توجد ميتة في الغابات الأفريقية، و هناك العديد من الحيوانات المتهمة بدور الوسيط في انتقال الفيروس للبشر، و من أهمها :
- خفافيش الفاكهة .
- الشامبانزي .
- الغوريللا .
- القرود .
و بعد ذلك يحدث انتقال الفيروس من إنسان لإنسان عن طريق ملامسة سوائل جسم المريض مثل الدم و اللعاب و السائل المنوي و الإفرازات المخاطية ، لكن حتى الآن لا توجد أدلة على انتقال الفيروس عن طريق الهواء، يبقى الشخص المصاب حال نجاته من الموت في حالة قدرة على نقل العدوى للآخرين لمدة تصل إلى 60 يوماً .
مؤشرات و أعراض فيرس إيبولا –Ebola
- وجود تاريخ سابق للسفر لمنطقة موبوءة .
- وجود تاريخ سابق لحالة وفاة بفيروس إيبولا لدى شخص مقرب .
فترة الحضانة:
- تمتد مدة تتراوح بين 2 – 21 يوم .
- في هذه الفترة لا تظهر أعراض المرض المباشرة، و لكن يكون الفيروس في حالة انتشار و سعى للسيطرة على الجهاز المناعي للجسم .
- تصاحب هذه الفترة أعراض عامة مثل : الإرهاق، الصداع، الهبوط العام، فقدان الشهية، ارتفاع الحرارة، الإسهال، الغثيان والقيء .
الأعراض المتقدمة:
- بقع جلدية تحتوي على نزيف تحت الجلد .
- نزيف من العين والأنف .
- نزيف من فتحة الشرج .
- قيء دموي .
- تورم في الأعضاء التناسلية .
- تورم في العين .
- تزايد الشعور بالألم .
الأعراض المتأخرة:
- الغيبوبة
- الجلطات المنتشرة في الأوعية الدموية .
- الصدمة النزفية .
علاج فيرس إيبولا – Ebola
حتى الآن لا يوجد علاج شافي لمرض إيبولا من الأدوية المضادة للفيروسات، و إن كان بعض الأدوية يتم تجربتها حالياً، إلا أنها لم تصل بعد لدرجة التأكد من فاعليتها وأمانها على الإنسان .
يعتمد التعامل مع حالة فيروس ايبولا حالياً على خطة علاجية لدعم المصاب من النواحي التالية :
- وضع المريض تحت العناية الطبية المركزة .
- تعويض الدم المفقود من خلال إعطاء المريض سوائل وريدية تعويضية .
- متابعة توازن الأملاح في جسم المريض ، و تعويض أي خلل في نسب الأملاح
- متابعة عوامل التجلط و العمل على الإصلاح العاجل لأي خلل فيها .
- عزل المريض بشكل كامل في غرفة مجهزة طبياً .
- التعامل بحرص شديد مع أي إفرازات أو سوائل من جسم المريض لوجود الفيروس فيها .
إيبولا.. الخطر الداهم و مدى القدرة على مواجهته
يتمثل خطر فيروس إيبولا في النقاط التالية :
- وصول نسب الوفيات بين المصابين به إلى أكثر من 90% .
- تقدم الفيروس بسرعة .
- قدرة الفيروس العالية على الانتقال لأي شخص يلامس أي سوائل أو إفرازات من المريض .
- و من الناحية الأخرى فإن العائق الأهم في مواجهته يتمثل في عدم إيجاد علاج ناجع حتى الآن ، بالإضافة لعدم وجود تطعيم حماية ضد الفيروس .
أخبار فيروس إيبولا – Ebola
تبقى التقارير الإعلامية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية أكثر المصادر الموثوقة للأخبار الجديدة حول فيروس ايبولا و معدل ظهور الحالات الجديدة في مختلف مناطق العالم .
الحلقة الضعيفة في مكافحة إيبولا
تتمثل الحلقة الضعيفة في مكافحة فيروس ايبولا في ظهوره في المناطق الفقيرة من وسط أفريقيا، والتي تعاني من انخفاض شديد في مستويات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى انتشار العادات والتقاليد القبلية الغير صحية في التعامل مع جثث المتوفين، والتي يعتقد أن لها دور لا ينكر في زيادة انتشار الفيروس بسبب التلامس الزائد مع جثث المرضى المتوفين بفعل فيروس ايبولا .
ما حجم انتشار فيروس إيبولا؟
وفقاً لأخر تقارير منظمة الصحة العالمية و المنشورة في يوم 15 أغسطس أثناء كتابة المقال ، فإن البلاد التي ظهرت بها حالات حتى الآن هي:
1-سيراليون:
- عدد المصابين: 810
- عدد الوفيات: 348
2- ليبريا:
- عدد المصابين : 786
- عدد الوفيات : 413
3- غينيا:
- عدد المصابين : 519
- عدد الوفيات : 380
4- نيجيريا:
- عدد المصابين : 1
- عدد الوفيات : 4
ليكون بذلك إجمالي عدد المصابين 2127 ، و إجمالي عدد الوفيات 1145 .
هل فيروس إيبولا يأكل لحوم البشر؟
انتشر مؤخراً معتقد خاطئ بان فيروس الإيبولا يؤدي لأكل لحوم البشر و هو الأمر غير الصحيح من الناحية العلمية؛ حيث أن الفيروس يؤدي إلى نزيف داخلي و خارجي شديد، و لكنه غير مرتبط بأي شكل من الأشكال بتآكل لحوم البشر.
نصائح المسافرين للدول المصابة بفيروس الإيبولا
- احرص على مطالعة تقارير منظمة الصحة الخاصة بحالة السفر للبلد المراد زيارته قبل اتخاذ قرار نهائي بالسفر .
- تجنب ملامسة الأشخاص الذين تبدو عليهم علامات المرض و لو حتى بغرض المؤازرة .
- احرص على إجراءات النظافة الشخصية و غسل الأيدي بانتظام .
- في حالة وجود جروح في الجلد احرص على تغطيتها بضمادة معقمة بشكل كامل.
- حال التعامل مع شخص شفا من فيروس ايبولا لا تستبعد احتمالات العدوى ، و تجنب ملامسته بشكل مفرط.
- انتبه لعلامات و أعراض الخطورة لديك و راجع طبيب بشكل عاجل حال لاحظت أي أعراض غير طبيعية.
- تجنب نهائياً ملامسة أي حيوانات ميتة أي كان السبب .
- احرص على طهي اللحوم جيداً مع الحصول عليها من مصادر موثوقة .
وقانا الله و إياكم شر الأمراض و الأوبئة .
اقرأ أيضاً: