إدمان الكحول من المشكلات التي تواجه العديد من الأشخاص حول العالم، ومما يصعب فهم هذه المشكلة هو اختلاف الثقافات من بلد إلى أخرى ومدى تقبل الكحوليات فيها، ولكن سنتحدث بشكل علمي فقط عن أعراض وأسباب هذه المشكلة وكيفية علاجها.
ما هو إدمان الكحول في علم النفس؟
يعتبر إدمان الكحول من المشكلات التي ينتج عنها تغييرات في الدماغ، مما قد ينتج عنه تصرفات غير مسؤولة وغير متحكم بها من قِبَل مدمن الكحول، ويختلف الأمر حسب شدة الحالة ونمط الاستهلاك.
في العموم يمكن إطلاق صفة مدمن كحول على الشخص الذي يغلب شرب الكحوليات على يومه بشكل أساسي، لدرجة أنه لا يستطيع البقاء منتبها أو في وعيه إلا لفترة قصيرة.
أسباب إدمان الكحول
هناك العديد من العوامل التي قد تكون سببا في الوصول إلى مرحلة الإدمان، منها عوامل وراثية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى عوامل نفسية وجينية، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى مرحلة إدمان الكحول، هو الرغبة المستمرة في الحصول على التأثير المرتبط بالسرور بسبب الشرب، لذلك قد يستمر بعض الأشخاص في الشرب لإعادة هذه المشاعر.
هناك أيضا بعض عوامل الخطر التي قد تحفز الإصابة باضطرابات تعاطي الكحول المختلفة التي قد تصل إلى الإدمان ومنها:
- البدء في شرب الكحوليات في سن مبكرة.
- المعاناة بالفعل من بعض الأمراض التي تتعلق بالصحة العقلية مثل أمراض الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
- الشرب بشكل منتظم وبكميات كبيرة.
- وجود بيئة محيطة مشجعة على شرب الكحوليات، كأصدقاء أو الزوج/الزوجة أو تاريخ عائلي من الشرب.
- إجراء جراحة تتعلق بالسمنة، قد يزيد من فرص اضطرابات شرب الكحوليات أو الانتكاس بعد التعافي.
- الإصابة بالصدمات في وقت كسابق كالصدمات العاطفية.
ما هي أعراض إدمان الكحول؟
قد يصعب تحديد أعراض إدمان الكحوليات بسهولة، خصوصا مع وجود ثقافات مختلفة حول العالم، ولكن يمكن ذكر الأعراض التالية كمؤشر:
- اختيار أوقات غريبة للشرب، مثل الصباح الباكر أو في العمل.
- الشعور بالاكتئاب أو الخمول بشكل غير طبيعي.
- اختيار الأماكن والمناسبات التي يوجد بها الكحول، بل واختيار أصدقاء يشربون الكحوليات أيضا.
- الرغبة في الاختفاء أثناء الشرب.
- زيادة المشكلات المتعلقة بالعمل أو مشاكل قانونية.
- زيادة كميات الشرب بالتدريج وملاحظة عدم وجود صداع الكحول.
شخصية مدمن الكحول
يجب التعامل مع نفسية مدمن الكحول بحرص وفهم، وعدم التعامل بطريقة التشهير والإحساس بالذنب، لأن طريقة التعامل هذه قد تسبب بعدهم أكثر، وعدم رغبتهم في تلقي المساعدة.
خصوصا أن مدمن الكحول قد يكون ابتعد بالفعل عن الأصدقاء والأقارب والمحيطين به عموما، حتى يخصص كل أو أغلب وقته للشرب، دون أن يراه أحد، إما رغبة في الاختفاء أو تجنبا للمشكلات التي قد تنتج عن الشرب، خصوصا إن لم يستطع التحكم في نفسه.
علاج إدمان الكحول
قد لا يكون الأمر سهلا في الغالب، ولكن في العموم لا يجب إجبار مدمن الكحول على إيقاف الشرب دون استعداد حقيقي منه، لأن الإقلاع عن شرب الكحوليات سيحتاج العزيمة والإصرار، لأن النتيجة لا تأتي سريعا، ويمكن القول أن العلاج يعتمد على العمل على التخلص من السموم الموجودة في الجسم، ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب، وقد يتم تناول أدوية مهدئة للتعامل مع أعراض الانسحاب بشكل أفضل.
كما يشمل العلاج:
الالتحاق بمجموعات الدعم
قد يحتاج مدمن الكحول إلى مساعدة خارجية من خلال برامج ومجموعات داعمة له، تساهم في تحديد خطوات محددة يمكنه الالتزام بها، وتقوم مجموعات الدعم أيضا بتقديم خبرتها في كيفية التغلب على الصعاب في رحلة العلاج، بل ويمكن أن توفر له مكان يلجأ له عند حدوث انتكاسة.
مراكز إعادة التأهيل
يمكن أن يلجأ البعض أيضا إلى برامج إعادة التأهيل التي توفرها بعض المراكز، وقد تتراوح فترة الإقامة بين شهر إلى عام، كما يتم تعليم مدمن الكحول كيفية التعامل مع أعراض الانسحاب.
خيارات أخرى للعلاج
يمكن أيضا اتباع طرق أخرى لعلاج الإدمان على الكحوليات ومنها:
- اللجوء إلى الأدوية.
- اتباع نظام غذائي محدد، من أجل المساعدة على تقليل الضرر الناتج عن شرب الكحول.
علاج إدمان الكحول في البيت
يمكن اتباع بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد على علاج إدمان الكحوليات في المنزل ومنها:
- قم بالتوضيح لعائلتك والمقربين منك أنك أصبحت لا تشرب الكحوليات، يجب أن يكون المحيط بك داعما لا مشجعا على العودة مرة أخرى.
- قم بتبديل عاداتك التي كانت تتضمن شرب الكحوليات، بأخرى لا تتضمنها وتساعدك على الابتعاد عنها قدر الإمكان.
- اصنع عادات أخرى جديدة لك مثل الاهتمام بممارسة أي نشاط رياضي، وتنظيم روتين يومي للنوم، واتباع نظام غذائي صحي.
المدة الكافية للتخلص من إدمان الكحول
قد يختلف الأمر من شخص إلى آخر، ويمكن أن تتمثل هذه الصعوبة في المعاناة من أعراض انسحاب الكحول، والتي قد تتراوح بين 4 إلى 5 أيام، وقد تكون في ذروتها في اليوم الثالث، في العموم تتوقف الشعور بأعراض الانسحاب حسب عدة عوامل منها مقدار ما تشربه، وهل عانيت من أعراض انسحاب الكحول من قبل.