فيروس الإنفلونزا الموسمية شرّ لابد منه ، مهما حاولت الابتعاد عنه فأنت معرض للإصابة بهذا الفيروس في أوقات انتشاره ، و لكن ماذا عن الأشكال المتحورة التي ظهرت حديثاً من الفيروس و جعلت الأمر أكثر خطورة ، و أصبحنا نسمع عن إنفلونزا الطيور و إنفلونزا الخنازير و فيروس كورونا ، و إليك هذا المقال الذي يتناول هذا الموضوع .
ماهي الإنفلونزا الموسمية ؟
فيروس الإنفلونزا المعروف الذى يُصيب بعدوى الجهاز التنفسي ، يعيش الفيروس داخل الخلايا الحية فقط و يتكاثر داخل خلايا النسيج الطلائي المغطى للجهاز التنفسي ، و يتكون من عدة بروتينات من أهمها الهيماجلوتينين hemagglutinin و يرمز له بالرمز H و النيورامنديزNeuramindase و التي يتم تبعاً لهما تصنيف الأنواع المختلفة للفيروس .
تحور فيروس الإنفلونزا
يتعرض فيروس الإنفلونزا باستمرار لعملية تحور و طفرات مستمرة ينتج عنها تغيرات في الشكل و التركيب ، هذه التغيرات إما تحدث بشكل تدريجي من عام إلى عام مما يجعل جهاز المناعة غير قادر على تمييز نفس الفيروس عند الإصابة به مجدداً ، لذا تنشأ الحاجة إلى أخذ تطعيم الإنفلونزا كل عام .
أو قد تحدث بشكل مفاجيء حين يصيب نوعان مختلفان من الفيروس خلية واحدة فيتحد النوعان و ينتج عن ذلك نوع جديد أقوى و أكثر خطورة مما قد ينتج عنه وباء عالمي كما هو الحال في إنفلونزا الخنازير مثلاً .
ما هي إنفلونزا الخنازير ؟
هو نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا الموسمية ، تم اكتشاف الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير بواسطة منظمة الصحة العالمية في عام 2009 عقب تسببه في وباء عالمي، و تمت تسميته بهذا الأسم لتشابه الفيروس في التركيب مع نوع من الفيروسات يصيب الخنازير و ينتقل منها إلى الإنسان، إلا أن الصورة الحديثة للفيروس لا تشترط تعامل مع الخنازير للإصابة بالفيروس بل تنتقل مباشرة بين الأشخاص المصابين .
كيف تنتقل إنفلونزا الخنازير ؟
تنتقل من شخص لآخر عن طريق التعرض لإفرازات المريض الملوثة ( الرذاذ الناتج عن العطس ، السعال و اللعاب ) ، سواء التعرض مباشرةً للرذاذ أو ملامسة الأسطح الملوثة بالرذاذ مثل : ملامسة العين أو الأنف أو الفم .
لا ينتقل المرض بالتعامل مع أي نوع من الحيوانات الأليفة كما لا يُمكن أن تنتقل الإنفلونزا عن طريق التعامل أو تناول لحم الخنزير المطهي أو منتجاته.
لا تنتقل العدوى من الأم الحامل إلى طفلها و لا تنتقل عبر الحليب أثناء الرضاعة إلا أن تقارب الأم من الطفل أثناء الرضاعة و تعرضه لرذاذ التنفس يعرضه للعدوى لذا تُنصح الأم هنا بارتداء كمامة واقية عند الرضاعة إذا أصيبت بأعراض الإنفلونزا .
ما هي أعراض إنفلونزا الخنازير ؟
تشبه أعراض الإنفلونزا العادية و لكن بصورة أشد مثل :
- ارتفاع درجة الحرارة.
- السعال و آلام الحلق .
- سيلان الأنف المستمر .
- الصداع .
- رعشة في الجسم.
- الشعور بالضعف العام و الإرهاق.
- آلام متفرقة في الجسم.
- إسهال أو قيء يُصيب الأطفال عادةً .
كيف يُمكن الوقاية من إنفلونزا الخنازير ؟
التطعيم ضد فيروس الإنفلونزا يحتوي على أجسام مضادة لعدد من سلالات الفيروس منها سلالة الـ H1N1 المعروفة بإنفلونزا الخنازير ، لذا فإنه يُنصح بأخذ اللقاح الواقي من فيروس الإنفلونزا و خاصةً للفئات المعرضة أكثر من غيرها للإصابة به ، و تشمل هذه الفئات :
- الحوامل و يُعد التطعيم آمناً لأخذه طوال أشهر الحمل .
- المصابون بالأمراض المزمنة ( من أمراض القلب ، الكلى ، الكبد ، التصلب المتعدد و غيرهم ).
- المصابون بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة من الأزمة الشعبية ، و التهاب الشعب الهوائية المزمن .
- المدخنون لما يسببه التدخين من إضعاف لمناعة الجهاز التنفسي.
- مرضى السكري ، لما يسببه المرض من إضعاف لمناعة الجسم بشكل عام.
- كبار السن و من هم فوق الستين عاماً .
- المرضى الذين يتناولون علاجاً يُسبب ضعف المناعة و بخاصة مادة الكورتيزون و العلاج الكيماوي و الإشعاعي للسرطان .
الاجراءات المتبعة للوقاية و الحد من انتشار إنفلونزا الخنازير
- قد لا تصدق أن غسل اليدين و الحفاظ على نظافتهما بشكل مستمر يقضي على الفيروس، إلا أن هذه تعد أهم نقطة للوقاية من الإصابة بالفعل .
- التزام قواعد النظافة العامة من استخدام منديل عند العطس و السعال.
- ارتداء الكمامات الواقية عند التواجد في أماكن مزدحمة.
- استخدام الكحول في تنظيف الأسطح و اليدين يقضي على الفيروس .
- تجنب الخروج من المنزل و الاختلاط بالآخرين عند الإصابة بالأعراض.
- تجنب ملامسة العين أو الأنف والفم عند التواجد في الأماكن العامة.
العلاج
معظم من يصابون بالمرض يتمكن جهازهم المناعي من التغلب عليه و يتم التماثل للشفاء دون تدخل طبي ، إلا أن الخطورة تكمن عندما يصيب الفيروس من هم مصابون بشكل أو بآخر باعتلال الجهاز المناعي مما يجعله غير قادر على مواجهة العدوى و ذلك يشمل الفئات العالية الخطورة المذكورة سابقاً .
يتوجه العلاج بشكل أساسي إلى علاج الأعراض و ليس علاج الفيروس بذاته و من ذلك اتباع الاجراءات البسيطة التالية
- الحصول على قدر من الراحة ليتمكن الجسم من مقاومة العدوى .
- شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف .
- عمل كمادات باردة لتقليل درجة الحرارة .
- الغرغرة بالماء المالح (بنسبة 1:1) لتطهير الحلق و تقليل ألم الالتهاب .
- استخدام مضادات الاحتقان لعلاج احتقان الأنف ، و مسكنات الألم و خوافض الحرارة.
- تجنب استخدام الأسبرين كمسكن ألم و خافض للحرارة في الأطفال .
- عند إصابة الأطفال الرضع من الضروري الاهتمام بالتغذية و الاستمرار بعملية الرضاعة الطبيعية .
الأدوية المضادة للفيروس خاصةً عقار التاميفلو Tamiflu
لا تتمكن من القضاء على الفيروس بشكل نهائي و ينحصر دورها في تقليل الأعراض و الحد من المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة، و ينبغي أن يبدأ المريض بتناولها خلال يومين من بدء الإصابة لتأتي بنتائج معقولة .
المضادات الحيوية
غير فعالة في علاج عدوى الإنفلونزا نظراً لكونها عدوى فيروسية و ليست بكتيرية، إلا أنه في بعض الأحيان عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا يُصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية مصاحبة في نفس الوقت مما يزيد الحالة سوءاً لذا يتم استخدامها أحياناً للتقليل من هذا الاحتمال و التعجيل بالشفاء .
ما هي إنفلونزا الطيور H5N1 ؟
سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا ظهرت منذ العام 2003، و على الرغم من أن الفيروس بالأساس يصيب الطيور المنزلية و لا ينتقل منها إلى الإنسان إلا أن تحور الفيروس أمكنه مؤخراً من إحداث عدد من الإصابات البشرية.
كيف يختلف فيروس إنفلونزا الطيور عن إنفلونزا الخنازير ؟
الفرق الجوهري أن انتقال الفيروس بالأساس يكون بين الطيور أو من الطيور الحيّة المصابة إلى الإنسان و من النادر جداً حدوث انتقال للإصابة بين شخصين مصابين بالمرض .
المضاعفات عند الإصابة بإنفلونزا الطيور تكون أشد و بخاصةً
الالتهاب الرئوي الحاد ، فشل الجهاز التنفسي و فشل في وظائف الكلى و أخيراً الوفاة .
كيفية انتقال إنفلونزا الطيور
ينتقل الفيروس من الطيور المصابة إلى الإنسان عبر :
- مخلفات الطائر.
- اللعاب.
- الأسطح والأقفاص و عربات نقل الطيور.
- الفيروس يموت بالحرارة لذا لا يمكن انتقاله عبر تناول لحم الطيور المطهي .
كيفية الوقاية من إنفلونزا الطيور
- تجنب التعامل المباشر مع الطيور المنزلية دون استخدام الكمامات الواقية و القفازات.
- غسل اليدين بالماء الجاري و الصابون لمدة 20 دقيقة على الأقل عند التعامل مع الطيور غير المطهية أو منتجاتها (الريش ، البيض.. ).
- طهي الطيور و البيض جيداً .
لا يوجد لقاح حتى الآن للوقاية من فيروس الإنفلونزا الطيور .
اقرأ أيضاً