بينت دراسة أمريكية حديثة أن النمو غير الطبيعي للدماغ الذي يحدث مع بعض الأطفال في سن الأربعة أشهر يشير لنوع من التوحد، والذي يتسبب في فقدان المهارات اللغوية والاجتماعية التي يكتسبها الطفل في مراحله الأولى.
واعتمدت البيانات على قياسات محيط الرأس التي يأخذها الأطباء عند زيارة مرضاهم لعياداتهم منذ الميلاد وحتى سن عام ونصف بالإضافة لصور الرنين المغناطيسي التي أجريت على جميع أفراد العينة عند سن الثالثة.
وتشير الدراسة إلى أن دماغ الأولاد الذين يعانون من التوحد الانكفائي تنمو بنسبة 6% أكبر من نظرائهم الطبيعيين أو الأطفال الذين يعانون التوحد في مراحل حياتهم الأولى.
ويعد هذا البحث الأوسع في دراسة تطور الدماغ للأطفال مرضى التوحد الذين يعانون نموا زائدا في الدماغ.
مرحلة ما قبل المدرسة، وتضمنت عينة البحث 180 طفلا، وأكدت الدراسة عدم وجود دليل على نمو الدماغ عند الفتيات من مرضى التوحد.
وصرح أحد كاتبي الدراسة ديفيد أمارال مدير معهد MIND بجامعة كاليفورنيا قائلا: “يشير هذا لحقيقة وجود عدة أنواع بيولوجية للتوحد بأسس عصبية مختلفة”.
ويتضمن التوحد أطيافا متعددة لاختلافات النمو، والتي قد تتراوح بين عدم مواءمة متوسطة اجتماعيا إلى عجز كامل على التواصل وأداء متكرر للحركات والحساسية من بعض أنواع الإضاءة أو الأصوات ومشاكل في السلوك، وهناك شخص من بين كل 110 أطفال مرضى بالتوحد لا يعرف الأطباء سبب إصابتهم بالمرض، ومن المعروف أن اضطرابات هذا المرض أكثر شيوعاً بين الأولاد من الفتيات.
واقترحت دراسات سابقة أن العلامات الإكلينيكية لمرض التوحد تتزامن مع فترة نمو الدماغ بشكل غير طبيعي، والتي تصبح ظاهرة بين الشهر الـ9 إلى الشهر الـ18 من عمر الطفل، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر الفرق في حجم الدماغ بين الأطفال الصغار الذين يعانون من التوحد الانكفائي والأطفال الذين يعانون التوحد عند الميلاد.
وقالت كاتبة الدراسة الرئيسية الباحثة بمعهد MIND كرستين نورداهل: “إن النتائج التي تتحدث عن الصبية المصابون بالتوحد الانكفائي تظهر نوعا مختلفا من الأمراض العصبية عن تلك التي عند الصبية المرضى بالتوحد منذ الميلاد، بالإضافة إلى تقييم حالة الفتيات مرضى التوحد بشكل منفصل عن الصبية لم نجد أي فتاة سواء المريضة بالتوحد الانكفائي أو التوحد بالمولد تعاني من نمو غير طبيعي للدماغ”
كما أظهرت النتائج أن الصبية الذين يعانون من التوحد الانكفائي يعانون زيادة مؤكدة في محيط الرأس بدءاً من بلوغ الشهر الرابع، الأمر الذي يستمر حتى سن 19 شهر.