كثيرًا ما سمعنا عن الهرم الغذائي، بل يتم تدريسه في العديد من المناهج الدراسية للأطفال في مراحل التعليم الابتدائية. وفي هذا المقال سرد لأهم تفاصيل الهرم الغذائي، وأهم التطورات التي طرأت عليه.
ما هو الهرم الغذائي؟
يعتبر دليل الهرم الغذائي أداة تغذية بصري على شكل هرم لتوضيح الأهمية الغذائية لأنواع الأطعمة المختلفة، ويوضح الشكل الهرمي أهمية تناول كميات أكبر بدئًا من قاعدة الهرم، وكميات أقل أعلى القمة، وأصدرته وزارة الزراعة الأمريكية USDA أول مرة عام 1992.
يتميز هذا الرسم التوضيحي ذو الألوان الجذابة بالبساطة، ووضوح المعلومات للعامة بالأطعمة التي ينبغي توفرها في الوجبات الصحية، والأطعمة الأخرى التي يجب الحد منها. وتم تطوير الهرم الغذائي عام 2005 لما يسمى Mypyramid، ثم تطور مرة أخرى عام 2011 وتغير شكله ليُصبح كالطبق وسُميّ Myplate.
مكونات الهرم الغذائي
ينقسم الهرم إلى العديد من الأجزاء، وتعتبر الأطعمة الموضوعة في قاعدة الهرم -ذلك الجزء الأكبر حجمًا- هي الأطعمة المطلوب تناول حصة أكبر منها في الوجبة الغذائية، وهي الحبوب التي تمد الجسم بالطاقة، ثم الخضروات والفاكهة، وكلما ارتفعت درجة في الهرم الغذائي، كلما قلت الكميات المطلوب تناولها، كما يلي:
- الحبوب: وهي التي تمنح الجسم الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية، ومن أمثلتها الأرز، والخبز، والمعكرونة.
- الخضروات والفاكهة بمختلف أنواعها: ويُنصح بتناول كميات وفيرة منها، إذ إنها غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم.
- مصادر البروتين: مثل اللحوم كالدجاج، والسمك، والبيض، والبقوليات، والمكسرات، واللحوم الحمراء (وينصح أخصائيو التغذية بتقليل حصص اللحوم الحمراء عن المصادر البروتينية الأخرى).
- منتجات الألبان: مثل الحليب، والجبن بأنواعه، والزبادي، ويُنصح بتناولها قليلة الدسم.
- الدهون والزيوت والحلويات: وهي تمثل قمة الهرم، ويشدد المتخصصون على عدم الإفراط في تناولها تجنب الأضرار والأمراض التي قد تسببها مثل السمنة، والسكري، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من المشاكل الصحية الأخرى.
ملحوظة: توضح أحد المصادر اختلاف قاعدة الهرم بالنسبة لاحتياجات كل من البالغين والأطفال، إذ يشير إلى اعتبار الحبوب قاعدة الهرم الغذائي للأطفال، بينما الخضروات والفاكهة بالنسبة للبالغين.
جدل وانتقادات حول الهرم الغذائي
اهتم العلماء والمتخصصون بأهمية تناول وجبات صحية متوازنة منذ قرون، وتم توضيح ماهية أضرار الإفراط في تناول الطعام على المدى البعيد كما نعلم جميعًا الآن، وأطلق أول دليل غذائي رسمي من وزارة الزراعة الأمريكية عام 1916، وفيه تم تقسيم مجموعات الهرم الغذائي إلى خمس مجموعات رئيسية وهي:
- الألبان واللحوم
- الحبوب
- الخضروات والفواكه
- الأطعمة الدهنية
- السكريات
وتم تطويرها بمرور السنوات حسب الدراسات والأبحاث الجديدة التي يتم نشرها. وتم إطلاق هرم السلسلة الغذائية الشهير عام 1992، وتقسيم الأطعمة إلى مجموعات وهي: الحبوب، والخضروات، والفواكه، واللحوم، والألبان، وتم وضع الدهون والزيوت والحلويات في قمة الهرم كما أوضحنا سابقًا، وكان الحد الأدنى للوجبات مناسبًا لكل الأشخاص تقريبًا، أما الحد الأقصى فيكون بناء على احتياجات الشخص من السعرات الحرارية، ولكن ظهر الكثير من الجدل بعد ذلك حول هذا الهرم، ومن أبرز مشاكله هي الحصص المخصصة لكل مجموعة غذائية، إذ افتقر الكثير من الأشخاص إلى التفرقة بين “الحصة Serving” و “الوجبة Portion”.
الفرق بين الحصة والوجبة
الحصة هي وحدة قياسية للمساعدة في معرفة كمية الطعام المُستهلك، بينما الوجبة هي مجموعة من الحصص، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تتناول شطيرة تحتوي على قطعتين من الخبر، فأنت تتناول حصتين منه (والذي يندرج تحت مجموعة الحبوب)، واعتقد الناس خطئًا أن أي كمية متناولة في الوجبة الوجبة الواحدة تعتبر حصة واحدة، واحتمالية حدوث لغط عند تناول كل مجموعة من المجموعات الغذائية وبالتالي اكتساب الوزن.
ومن الانتقادات الأخرى لهرم السلسلة الغذائية هي طريقة سرد الطعام في القائمة، إذ يرى بعض الأشخاص وضع الخضروات والفاكهة في قاعدة الهرم بدلًا من الحبوب والنشويات، ويرى آخرون أن مجموعة الأطعمة في قمة الهرم المتمثلة في الدهون والزيوت هي أهم جزء من أجزاء وجباتهم الغذائية، كما توضح المصادر عدم تقسيم الأطعمة الصحية بصورة مثالية؛ فمثلًا، لم يفرّق بين الأرز البني والأرز الأبيض، أو اللحوم الطبيعية واللحوم المُصنعة.
تطور الهرم الغذائي
هرمي MyPyramid
في عام 2005 طورت وزارة الزراعة الأمريكية من هرم السلسلة الغذائية وأطلقت عليه “MyPyramid”، وكان يهدف إلى اتباع نهج أكثر تخصصًا للطعام الصحي والنشاط البدني، وتمت إضافة ألوان معينة بحيث يرمز كل لون إلى مجموعة غذائية معينة، وتم تقسيم الهرم طوليًا بدلًا من وضع مجموعات الطعام أفقيًا أعلى وأسفل، كما تم إضافة صورة لشخص يصعد الدرج كناية عن ممارسة النشاط البدني. وأُطلق موقع إلكتروني لتوعية الأشخاص بكميات الحصص المناسبة لكل مجموعة غذائية، ولكن لسوء الحظ، وجده الكثير من الأشخاص أكثر تعقيدًا من النسخة الأولى.
كما تم إجراء العديد من التعديلات الأخرى بما فيها تعدلات دول البحر المتوسط ودول قارة أسيا، إذ إن كل منهم قام بإضافة أو حذف بعض الأطعمة حسب الثقافة والعادات والتقاليد، فعلى سبيل المثال؛ تم إضافة حليب الماعز والزبادي في دول البحر المتوسط إذ تنتشر الحساسية تجاه حليب الأبقار في تلك المنطقة، بينما تمت إضافة منتجات الصويا في دول آسيا كاستبدال لمنتجات الألبان.
طبقي Myplate
عام 2011، تم استبدال سلسلة الهرم الغذائي بدليل جديد للأغذية يسمى “طبقي MyPlate”، وهو عبارة عن طبق دائري، مقسّم لعدة أقسام، وتحتل الفواكه والخضروات معًا نصف الطبق، بينما تشغل الحبوب والبروتين باقي مساحة الطبق، وهناك كوب من الحليب (أو دائرة صغيرة) بجوار الطبق في دلالة على أهمية منتجات الألبان.
ولم تسلم هذه النسخة المطورة من الانتقادات أيضًا، فوفقًا لأحد المصادر، أثار قسم “البروتين” حفيظة البعض، لأن تسمية مجموعة غذائية بالبروتين غير دقيقة، إذ هناك ست مجموعات وهم الخضروات والفواكه واللحوم والحبوب ومنتجات الألبان والأطعمة الدهنية، بينما كلمة بروتين هي دلالة على عنصر غذائي وليست طعام، فأنت تأكل الطعام من أجل الحصول على العناصر الغذائية المتمثلة في البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، والماء، لذلك يوضح أصحاب هذه النظرية أنه كان يمكن استبدال كلمة البروتين بكلمة اللحوم وبدائلها.
ومن الانتقادات الأخرى عدم وضوح أنواع وكميات الدهون التي يحتاجها الجسم، وعدم التفرقة بين أنواع الحبوب سواء الحبوب الكاملة أو الحبوب المكررة.
أهمية الهرم الغذائي
يساعد هرم السلسلة الغذائية على تصميم وجبات صحية تحتوي على العناصر الغذائية المفيدة للجسم، ومن فوائده:
- يعتبر دليل غذائي للحصول على كافة القيم الغذائية من الطعام عن طريق تصميم وجبة غذائية متوازنة.
- يساعد في تحسين العادات الغذائية.
- بسيط وسهل.
وفي الختام، وما زالت سلاسل الهرم الغذائية في تطوير مستمر إلى يومنا هذا، ودائمًا ما ينصح المتخصصون بأهمية تناول وجبات غذائية متوازنة ومتكاملة العناصر الغذائية، وشرب ما يكفي من الماء من أجل جسم صحي ورشيق.