هل تشعر بوجود ماء أو سائل في أذنك ويتسبب هذا في حدوث مشاكل أخرى مثل عدم التوزان والألم؟ هل تعرف سبب حدوث هذا؟ إليكم الأسباب المحتملة لوجود الماء خلف طبلة الأذن والعلامات التي تُشير لوجود تلك المشكلة وكيف يتم تشخيصها وعلاجها عادة ومعلومات أخرى عديدة قد تهمك، فاحرص على المتابعة.
ما المقصود بالماء خلف طبلة الأذن؟
يُقصد بالماء خلف طبلة الأذن هو تجمع للسوائل في الأذن الوسطى، ويُعرف علمياً باسم التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب Otitis media with effusion (OME). ويحدث عندما لا يمكن تصريف السوائل من الأذن، عادة بعد الإصابة بعدوى أو التهاب، وقد يشعر الشخص بوجود شيء عالق في الأذن.
وهذه المشكلة أكثر شيوعاً بين الأطفال من عمر 6 أشهر وحتى 3 سنوات، كما تحدث للذكور أكثر من الإناث. وفي العديد من الحالات قد تخف حدة هذه المشكلة من تلقاء نفسها خلال 4 إلى 6 أسابيع، ولكن في حالة استمرارها، فقد يتطلب الأمر بعض الإجراءات الجراحية لعلاج المشكلة.
ما أسباب وجود ماء خلف طبلة الأذن؟
يظهر الماء خلف الأذن بشكل أساسي بسبب وجود خلل في قنوات استاكيوس، وهي الممرات أو الطرق التي تقوم بوصل الحلق مع مناطق الأذن الوسطى، كما تقوم تلك القنوات بتثبيت أو حفظ توزان الضغط بين الأذن الوسطى والهواء. وعند حدوث تورم أو انسداد في قنوات استاكيوس يتم التأثير أو الحد من التصريف الطبيعي لسوائل الأذن من الأذن الوسطى، مما يترتب عليه تجمع الماء خلف طبلة الأذن.
وتوجد بعض العوامل التي يمكن أن تتسبب في حدوث هذا الخلل في قنوات استاكيوس والتي قد تؤدي أيضاً لوجود الماء خلف الأذن مثل:
- عدم اكتمال نمو قناة استاكيوس لدى الأطفال.
- وجود لحمية ملتهبة أو أنسجة ليمفاوية في مؤخرة الأنف أو في الحلق يمكن أن تؤثر على التحدث والتنفس.
- البرد (الزكام) أو الحساسية أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتي يمكن أن تتسبب في حدوث تورم أو احتقان في الأنف والحلق أو قناة استاكيوس.
- وجود خلل في شكل أو تكوين قناة استاكيوس.
وجدير بالذكر أن حالة OME لا تُعتبر من التهابات الأذن ولكن يمكن أن تكون مرتبطة، فالتهاب الأذن يمكن أن يؤثر على طريقة مرور أو تدفق السوائل من خلال الأذن الوسطى، وحتى بعد اختفاء الالتهاب أو العدوى يمكن أن تبقى السوائل. كما أن انسداد قناة الأذن ووجود سوائل زائدة يمكن أن يوفر البيئة المثالية لنمو البكتيريا، مما قد يؤدي لحدوث التهاب أو عدوى الأذن.
أعراض وجود ماء خلف طبلة الأذن
يمكن أن تختلف أعراض وعلامات وجود الماء خلف طبلة الأذن من شخص لآخر، وفقاً للعمر، وقد تتضمن بعض الأعراض الشائعة ما يلي:
- مشاكل في السمع.
- شعور بالجذب في أذن واحدة أو في كلا الأذنين.
- فقدان مفاجئ للتوازن.
- تطور بطيء لكيفية التحدث.
- شعور بأن الأصوات التي تصل للأذن مكتومة.
- وجود شعور بأن الأذن بها ماء.
وتوجد بعض العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة بتلك الأعراض، وخاصة للأطفال، ومنها:
- الإصابة بالبرد باستمرار.
- التواجد حول المدخنين.
- قلة الرضاعة الطبيعية أو عدم وجودها.
- الرضاعة الصناعية والطفل مستلقي بشكل مستقيم على الظهر.
- وجود تاريخ من الإصابة بالتهابات الأذن بشكل سنوي أو موسمي.
- خلل التعظم القحفي الوجهي Craniofacial dysfunction مثل الحنك أو الشفة المشقوقة.
مضاعفات الإصابة بالماء خلف طبلة الأذن
لا ترتبط مشكلة وجود الماء خلف الأذن عادة بحدوث ضرر دائم في السمع، حتى عند تراكم الماء لبعض الوقت، ولكن ترتبط بحدوث التهابات الأذن المتكررة، ونتيجة لهذا قد يحدث بعض المضاعفات مثل:
- التهابات الأذن الحادة.
- الورم الكوليسترولي Cholesteatoma.
- حدوث ندبات (تندب) في طبلة الأذن.
- حدوث ضرر في الأذن قد يتسبب في فقدان السمع.
- تأثر التحدث أو تأخر التحدث.
كيف يتم تشخيص الماء خلف طبلة الأذن؟
سوف يقوم الطبيب بفحص الأذن بالمنظار (منظار الأذن) ويبحث عن التالي:
- وجود فقاعات هواء على سطح طبلة الأذن.
- وجود خلل أو اختلاف في شكل طبلة الأذن بدلاً أن تكون ناعمة ولامعة.
- وجود سائل مرئي خلف طبلة الأذن.
- عدم تحرك طبلة الأذن عند نفخ بعض الهواء القليل فيها.
وفي بعض الحالات قد يتم استخدام طرق أكثر تطوراً لتشخيص مشكلة وجود الماء خلف طبلة الأذن مثل إجراء قياس الطبل Tympanometry، وخلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بإدخال مسبار داخل الأذن وهذا المسبار يقوم بتحديد كمية السوائل خلف طبلة الأذن ومدى سماكتها. كما يمكن أن يساعد منظار الأذن الصوتي Acoustic Otoscope أيضاً في الكشف عن وجود الماء خلف طبلة الأذن.
طرق علاج الماء خلف طبلة الأذن
وفقاً لمدة حدة الحالة، يحدد الطبيب طريقة العلاج، وقد تتضمن الطرق المقترحة ما يلي:
1- المراقبة:
عادة ما يختفي تراكم الماء خلف طبلة الأذن من تلقاء نفسه خلال 4 إلى 6 أسابيع بدون أي علاج، وقد يوصي الطبيب بالانتظار والمراقبة، وفي حالة عدم اختفاء الأعراض يلجأ لطرق علاج أخرى.
2- الأدوية:
لا يكون السائل المتراكم ملتهب عادة لذا قد لا يقترح الطبيب المضادات الحيوية على الفور، ولكن في حالة وجود أي عدوى أخرى أو التهاب إلى جانب هذا التراكم في السوائل أو الماء فقد يقترح الطبيب المضادات الحيوية، وعادة ما يتجنب الطبيب وصف مضادات الهيستامين أو مزيلات الاحتقان، حيث ثبت أنها ليس لها تأثير على تلك المشكلة الصحية.
3- عملية سحب الماء خلف طبلة الأذن:
في بعض الحالات قد تستمر أعراض وجود الماء خلف طبلة الأذن أو حالة OME ولا تختفي حتى بعد مرور شهرين أو 3 أشهر، وقد يؤثر هذا على القدرة على الأداء ومهارات التطور، وفي هذه الحالة قد يقترح الطبيب عمل إجراء جراحي يُعرف باسم بضع الطبلة أو شق طبلة الأذن Myringotomy.
ويتضمن هذا الإجراء عمل فتحة صغيرة في طبلة الأذن لتصريف أو سحب السوائل وتخفيف الضغط من الأذن الوسطى، ثم يتم وضع أنبوب صغير في فتحة طبلة الأدن للسماح بالهواء للدخول للأذن الوسطى ومنع تراكم السوائل مرة أخرى. ويتم استعادة السمع بشكل جيد بعد سحب الماء وعادة ما يسقط الأنبوب من تلقاء نفسه بعد 6 إلى 12 شهر.
4- إزالة الزوائد اللحمية:
في حالة كانت اللحمية لدى الطفل ملتهبة ومتضخمة (قد تؤثر على تسريب السائل من الأذن)، فقد يوصي الطبيب بإزالتها بالجراحة، وأظهرت بعض التجارب أن إزالة اللحمية عن طريق الجراحة يمكن أن يساعد الأطفال المصابين بحالة OME أو مشكلة وجود الماء خلف طبلة الأذن.
الوقاية من تراكم الماء خلف طبلة الأذن
تحدث هذه الحالة عادة في شهور الشتاء والخريف، وتوجد بعض الأمور التي يمكن عملها لتقليل خطر الإصابة، وخاصة للأطفال، مثل:
- غسل اليدين والألعاب باستمرار.
- تجنب دخان السجائر والملوثات التي يمكن أن تؤثر على تصريف السوائل من الأذن.
- تجنب مثيرات الحساسية.
- استخدام جهاز تنفية الهواء (الفلتر) للحفاظ على نظافة الهواء بقدر المستطاع.
- إطعام الطفل عن طريق الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن أن تساعد الطفل في مقاومة التهابات الأذن.
- عدم الشرب أثناء الاستلقاء على الظهر.
- استخدام المضادات الحيوية عند الضرورة فقط.
- الحصول على اللقاحات مثل لقاحات الإنفلونزا، حيث يمكن أن تساعد بدورها أيضاً في تقليل خطر الإصابة بهذه المشكلة.