هل تتعرض أو يتعرض طفلك لما يعرف باسم التنمر اللفظي؟ هل تعجز عن معرفة الطريقة التي يمكن أن تتعامل بها مع الأمر؟ في الحقيقة هناك أشكال متعددة للتنمر اللفظي قد يضعها البعض تحت قناع المزاح، في هذا المقال سنوضح أهم أشكال هذا النوع من التنمر؟ وكيف يمكن أن يؤثر على طفلك؟ وكيف يمكن أن تساعده في تجاوز الأمر، فتابع معنا هذا المقال حتى النهاية.
التنمر اللفظي
هو شكل من أشكال التنمر المعروفة، حيث يستخدم فيه الشخص الكلمات من أجل التنمر أو الإساءة إلى شخص ما، وهو من الأنواع شديدة التأثير، بل قد يكون له تأثير أعمق وأشد من التنمر الجسدي العنيف، وهو من الأنواع التي يتم استخدامها بكثرة على مواقع التوصل الإلكتروني المختلفة.
أسباب التنمر اللفظي
في بعض الأحيان قد يكون من الصعب فهم الأسباب التي تدور في عقل المتنمر وتدفعه لاستخدام الإهانات أو التحقير من غيره، ولكن قد يكون يفعل هذا لسبب من الأسباب التالية:
- رغبته بأن يظهر أقوى وأفضل ممن حوله.
- رغبته في جذب الانتباه إليه.
- رغبته في محاكاة شخص آخر سواء أكبر منه أو صديق له.
- رغبته في إبهار أصدقائه، حيث يرى أن هذه هي الطريقة لفعل ذلك.
- لأنه تعرض للتنمر هو الآخر، ويرغب في عكس الأمر ليشعر بالقوة.
- لأنه يفتقد الثقة بالنفس ويرى أن هذه هي الطريقة ليشعر بالثقة بنفسه.
- لأنه يمر بمشاكل في المنزل أو المدرسة، لذا يتخذ من التنمر وسيلة للتخفيف عما يشعر به.
- لأنه يشعر بالغضب ويرغب في التعبير عن غضبه، فيصبح التنمر هو طريقته للقيام بالأمر.
وقد يكون هناك أسباب أخرى ومتعددة لهذا النوع من التنمر، وقد يكون للمتنمرين أسبابهم للقيام بالأمر إلا أن الأمر لا يزال مرفوضاً، ولا يوجد سبب يبرر سلوكيات المتنمر.
مظاهر التنمر اللفظي وأشكاله
تتعدد أشكال التنمر اللفظي وتتنوع مظاهره، فلا يقتصر الأمر على إطلاق الألفاظ أو إغاظة الآخرين أو التحرش اللفظي والتعليقات الجنسية غير المناسبة، بل يمتد لأكثر من ذلك، وفيما يلي نوضح لكم أهم السلوكيات التي قد تندرج تحت هذا النوع من التنمر:
1- إطلاق الألقاب
يمكن أن يستغل البعض فكرة إطلاق الألقاب للتنمر على شخص ما، ولا يقتصر الأمر على الأطفال الذين يقومون بإطلاق لقب ما على طفل آخر، بل يمكن أن يكون لهذا النوع أشكال أخرى، فقد يحدث بين أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الأزواج.
وقد يقوم البعض بهذا النوع من التنمر عن طريق إطلاق أسماء حيوانات على الشخص الذي يتم التنمر عليه أو قد يتم وصفه بصفات للتقليل منه.
2- التهديدات اللفظية
وهو طريقة يتبعها المتنمر ليجبر الشخص على القيام بما يرغب به، فهو يهدف إلى إشعار الشخص بحالة من الخوف، كأن يهددك أحدهم بالضرب إن لم تفعل شيء ما.
3- التهكم والتحقير من الآخرين
قد يظهر هذا النوع من التنمر على شكل محاولة للتقليل من الشخص الذي يتم التنمر عليه، وهو طريقة يتبعها المتنمر ليثبت أنه الأكثر تفوقاً فيقوم بإلقاء بعض التعليقات الساخرة أو التي يحتقر بها الآخرين، كأن يقلل المتنمر من العمل الذي قمت به، أو يحاول أن يظهر بأنه أكثر ذكاءاً منك، وغيرها من السلوكيات التي قد تندرج تحت هذه الفئة من التنمر.
4- النقد الهادم
من منا لا يمتلك عيوبه الخاصة، والتي تكون بحاجة إلى تصحيح سواء عن طريق النصيحة أو النقد الهادف، ولكن المتنمرين يستغلون هذه النقطة ليقوموا بنقد الآخرين بصورة مستمرة وبطريقة جارحة لا تفيديهم بأي شكل من الأشكال، كأن يخبرك أحدهم بأنك شخص فاشل ولا تستطيع النجاح في أي شيء تقوم به رغم محاولاتك المستمرة، بدلاً من أن يقدم لك نصيحة تساعدك في النجاح.
5- التقليل من الشأن
يستخدم المتنمرون هذا الأسلوب ليشعروا الآخرين بحالة من عدم الثقة في النفس سواء عن طريق محاولة إذلالهم أو التحقير منهم، كأن يقوم أحدهم بإخبارك بأنه لا قيمة لوجودك وأنك لا شيء، أو أن يشعرك بأنك غير مرغوب بك وأن لا أحد يحبك.
آثار التنمر اللفظي
يُعتبر هذا النوع من أقوى أنواع التنمر، والذي يستمر تأثيره لفترات طويلة، كما أنه يترك آثاراً سلبية قوية، وذلك لأنه يسبب نوع من الصدمات العاطفية والندوب التي قد يستمر تأثيرها على الطفل حتى البلوغ، هذا بالإضافة إلى تأثيره النفسي، والذي قد يتسبب في:
- عدم الثقة بالنفس.
- الشعور بالاكتئاب.
- الرغبة في إيذاء النفس.
- الشعور بالقلق والرغبة في العزلة عن الآخرين.
- إدمان العقاقير أو الكحوليات في محاولة للهروب من الواقع.
- الرغبة في الانتحار مع تكرار محاولات الانتحار.
تأثير التنمر اللفظي في المدارس
بالإضافة للتأثيرات السابقة، قد يؤدي حدوث هذا النوع من التنمر داخل المدارس إلى شعور الطفل بحالة نفسية تؤثر على دراسته، حيث يتراجع أداؤه الدراسي وقدرته على أداء مهامه وواجباته وابتعاد عن الأنشطة المدرسية وعدم الرغبة في المشاركة بها، بل قد يؤدي هذا النوع إلى تأخر الطلبة المتفوقين وتراجعهم في حالة تعرضوا للتنمر.
كيفية التعامل مع التنمر اللفظي
والآن إذا كان طفلك يتعرض لهذا النوع من التنمر أو أنت نفسك تتعرض لذلك، فأنت بحاجة لمعرفة الطريقة الصحيحة لمواجهته، ولكن عليك أن تعلم أن الأمر يتطلب الشجاعة، وهناك عدة امولار يجب القيام بها كالتالي:
- تجاهل المتنمر وعدم الرد عليه، فذلك قد يدفعه إلى التوقف عما يفعله، لأن بعض المتنمرين يقومون بهذا من أجل جذب الانتباه فقط، لذا في حالة التحلي بالهدوء والتجاهل، حينها قد يتوقف المتنمر عما يفعله.
- عدم اتباع نفس أسلوب المتنمر كوسيلة للرد عليه، خاصة وأن الأمر قد يتحول لحالة من العنف الجسدي.
- الاندماج مع أشخاص جيدين وأصدقاء، قد يساعد في تحسين الحالة النفسية، كما قد يساعد في اكتساب مزيد من الإيجابية.
- القيام بالعديد من الأنشطة، وذلك لأن إشغال الوقت في عمل مفيد يساعد على إبعاد التفكير عن التنمر الذي تتعرض له أو ويتعرض له طفلك.
نذكركم أعزائنا القراء أن تضعكوا أنفسكم وأطفالكم دائما بالمقام الأول خاصة وأن التنمر اللفظي قد ينبع من المقربين منكم على هيئة مزاح قد يكون مقصود أحياناً وأحياناً أخرى لا، لذا من المهم جداً أن تتخذوا موقفاً تعبروا فيه عن عدم رضاكم عما تمرون به حتى لا ينعكس الأمر على صحتكم النفسية بصورة سلبية.
وأننا كبالغين قد نكون قادرن على التعامل معه أحياناً، إلا أن أطفالنا بحاجة لكل الدعم ليستطيعوا أن يواجهوا التنمر اللفظي أو أي نوع آخر من التنمر، خاصة وأن تعرض الأطفال للتنمر يؤثر على شخصيتهم وحالتهم النفسية بشكل كبير.
لذا كونوا عوناً لأطفالكم وأخبروهم أنكم دائماً ستكونون معهم وأنكم الدرع الحامي لهم، شجعوهم دائما على إخباركم بما يمرون به حتى تستطيعوا حمايتهم وتوجيهم بطريقة صحيحة، وأخبروهم دائماً أن المتنمرين هم الأضعف وأن أطفالكم هم أصحاب القوة، وأن القوة ليست بالوقاحة أو العنف وإنما هي وسيلة الضعيف، وأن هناك طرق للدفاع عن أنفسهم أمام الاعتداءات الجسدية، لذا يجب عليهم ألا يخشوهم وأن يتصدوا لهم، حفظكم الله أنتم وأطفالكم من كل شر.