أصحبكم خلال سطور هذا المقال للتعرف على أحد أخطر الأمراض المعدية و أكثرها انتشارًا فى مصر .. إنه الإلتهاب الكبدى “سى”.
ويصيب المرض نسبة مرعبة من المصريين تقدر بنحو 10% فى الإحصاءات الرسمية المعلنة فى أكتوبر 2011 .. بينما تشير بعض التقديرات والاحصاءات غير الرسمية إلى أن نسبة الإصابة تقترب من 20%.
يعنى إيه فيروس “سى” ؟؟
فيروس “سى” هو أحد الفيروسات الكثيرة التى تصيب الكبد مثل فيروس ( (A,B,D,E,F,G ويوجد أربعة أنواع للفيروس , و يعتبر النوع الرابع هو أكثر الأنواع انتشارًا فى مصر.
هذا بالإضافة إلى كونه أقل الأنواع استجابة للعلاج بالانترفيرون , مما يصعب من مهمة التخلص من الفيروس بعد الإصابة به. مكان الصورة الأولى
طرق العدوى :
تحدث العدوى عند التعرض للدم الملوث بالفيروس بأحد الطرق التالية:
خلال عمليات نقل الدم ومشتقاته
خلال جلسات الغسيل الكلوى
اعادة استخدام ابر (سرنجات) استخدمها أحد المصابين بالفيروس من قبل
مشاركة أدوات الحلاقة (الشفرات) أو أدوات الوشم وقص الأظافر
عند استخدام الجراح لأدوات لم يتم تعقيمها جيدا (خاصة لدى أطباء الأسنان)
ملحوظة هامة : حتى الآن لا يوجد دليل على انتشار المرض من خلال العلاقات الجنسية .
أعراض الإصابة:
تكمن خطورة المرض فى أن المصاب قد لا يشعر بأى أعراض على الإطلاق حتى يتمكن الفيروس من إحداث ضرر دائم بالكبد , مما يقلل من فرص الشفاء من المرض , ويزيد من احتمال التعرض للمضاعفات الخطيرة للمرض والتى تشمل سرطان الكبد والفشل الكبدى واللذان يؤديان إلى الوفاة. مكان الصورة الثانية
ويعتبر الشعور الزائد بالإرهاق أو التعب الشديد أحد أهم الأعراض التى قد يشعر بها المريض فى بداية المرض , حيث يشعر المريض أنه لم يعد قادرًا على القيام بنفس الأنشطة التى كان يقوم بها فى السابق لشعوره المبكر بالتعب والإرهاق.
هذا بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى مثل:
إضطرابات الجهاز الهضمى وعسر الهضم
وقد تحدث بعض الآلام بالمفاصل والعضلات
وتمتد الأعراض بعد ذلك لتشمل الصفراء ( اصفرار الجلد والعينين ) أيضًا .
طرق الوقاية من المرض :
تتلخص طرق الوقاية من المرض فى منع التعرض إلى الدم الملوث بالفيروس , لذا يجب :
· عدم استخدام إبر الحقن ( السرنجات ) أكثر من مرة
· عدم مشاركة شفرات الحلاقة أو أدوات قص الأظافر أو أدوات الوشم مع أى شخص آخر
· الحرص على التأكد من تعقيم الأدوات الجراحية تعقيمًا جيدًا خلال العمليات البسيطة أو لدى طبيب الأسنان
· قيام الجهات المختصة بالتأكد من سلامة الدم المنقول للمرضى وسلامة أجهزة الغسيل الكلوى
طرق التشخيص :
إذا شكً الطبيب فى اصابة أحد المرضى بالفيروس الكبدى “سى” فإنه يبدأ بعمل بعض التحاليل للتأكد من وجود المرض تبدأ بـــ :
· تحليل وظائف الكبد
· الكشف عن الأجسام المضادة للفيروس فى دم المريض
وإذا جائت النتائج إيجابية يلجأ الطبيب إلى إجراء “التحليل النوعى للكشف عن الحمض النووى للفيروس= Qualitative PCR ”
ثم يتجه إلى ” التحليل الكمى Quantitative PCR ” لتقدير حجم الإصابة ووضع الخطة المناسبة للعلاج.
كيفية التعايش مع المرض :
يجب على مريض فيروس سى أن يهتم بالآتى :
– ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشى
– تناول الطعام الصحى بعيدًا عن الكيماويات الضارة والتى قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد
– متابعة الحالة الصحية مع أحد الاطباء المتخصصين بانتظام واجراء الفحوص الدورية للكشف المبكر عن المضاعفات.
– تجنب إستخدام أى دواء دون استشارة الطبيب لأن بعض الأدوية قد تسبب حملًا إضافيا على الكبد المنهك أصلا من المرض , بينما قد يسبب البعض الآخر ضررًا إضافيًا للكبد
كما يجب على المحيطين بالمريض أن يكونوا على علم بطرق العدوى حتى يتجنبوها , و ألًا يعاملوا المريض كشخص منبوذ . فمشاركة أدوات الطعام والشراب والمراحيض لا تؤدى إلى نقل العدوى من الشخص المصاب بالفيروس (ما لم تكن ملوثة بدمائه بالطبع)
علاج فيروس سي:
بعض مضادات الفيروسات قد تستخدم فى علاج الالتهاب الكبدى” سى” مثل ” الانترفيون” و “الريبافيرين” وتختلف النتائج على حسب نوع فيروس سى المصاب به المريض, مدة الإصابة بالفيروس , حالة الكبد عند بدء تلقى العلاج, وجنس المريض ( النساء يستجبن أفضل من الرجال ). وقد يقرر الطبيب عدم صلاحية المريض لتلقى هذا النوع من العلاج فى بعض الحالات بسبب مضاعفات المرض.
ويقوم الطبيب المعالج بمتابعة مدى استجابة المريض للعلاج من خلال مراقبة وظائف الكبد ومستوى الفيروس فى الدم.
ويعتبر العلاج ناجحًا إذا ظل دم المريض نقيًا من الفيروس بعد 6 شهور على نهاية العلاج.
إعداد د. اسلام مراد
فريق كل يوم معلومة طبية