يعتبر مرض اضطراب ما بعد الصدمة حالة نفسية شائعة و بخاصةً في الذين تعرضوا لحادث أليم أو مرّوا بتجارب سيئة مثل الزلازل و الأعاصير، الحروب،الاعتداءات الجنسية، و العنف المنزلي و غيرها.
و هذه الحالة ليست قاصرة فقط على من تعرض لهذه الصدمة، بل يمكن أيضاً ان تحدث في شخص شهد فقط على حادث ما أو تعرض له احد المقربين إليه، كما أن هذه الحالة لا تقتصر على فئة معينة دون الأخرى أو على سن معين و لهذا يمكن لأي شخص أن يتعرض لمثل هذا النوع من الاضطرابات النفسية و إن كانت أكثر حدوثاً في النساء.
كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على المريض؟
اضطراب ما بعد الصدمة قد يؤثر على الحياة اليومية للمريض و يصيبه بأعراض مختلفة مثل شعور الشخص بالذنب لكونه حياً بعد الصدمة في الوقت الذي مات فيه الآخرون (ذنب الناجي) ..القلق و الكوابيس الليلية .. الذكريات المستمرة الأليمة عن الحادث..التوتر و الانفعال الشديد ..و غيرها من الأعراض و التي تستدعي استشارة أخصائي نفسي لمعالجة مثل هذه الحالات و مساعدتها على التغلب على هذا الاضطراب و تخطيه لمواصلة الحياة اليومية و البحث عن أهداف جديدة في الحياة، و فيما يلي سنعرض كيف يمكن للشخص معرفة ما إذا كان مصاباً باضطراب ما بعد الصدمة وكيف يمكنه مساعدة نفسه و استشارة طبيبه للعلاج.
كيف تعرف إذا كنت مصاباً باضطراب ما بعد الصدمة؟
إذا كانت لديك أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو كنت من المعرضين للإصابة به فانصحك بمقابلة أخصائي في الصحة النفسية والذي يستطيع التعامل مع مرضى اضطراب ما بعد الصدمة.
إن تشخيص هذا المرض يعتمد على تقرير عن حالتك و آثار الصدمة النفسية ما بعد الحادث، حيث يقوم مقدم الخدمة الصحية أو الإخصائي النفسي بسؤالك عن الاعراض التي تعاني منها ؟ قد يطلب منك أن تقوم بوصف ما حدث؟ يسألك عن طفولتك، تعليمك، خبرتك في العمل، علاقاتك مع الآخرين و غيرها .
يمكن تقسيم اضطراب ما بعد الصدمة إلى 4 أنواع
- اضطراب التوتر الحاد: حيث تحدث الأعراض في خلال 4 أسابيع من الصدمة.
- الاضطراب الحاد ما بعد الصدمة: حيث تستمر الأعراض لمدة 3 شهور أو أقل.
- اضطراب ما بعد الصدمة ذو بداية متاخرة: حيث تظهر فيه الأعراض بعد 6 شهور من الصدمة أو الحادث.
- اضطراب ما بعد الصدمة مزمن: حيث تستمر الأعراض لمدة أكثر من 3 شهور .
وهناك بعض الاضطرابات الأخرى التي غالباً ما قد تصاحب اضطراب ما بعد الصدمة و منها:
- الاكتئاب
- اضطرابات القلق
- إدمان الكحول و العقاقير.
و قد يتم تقييم هذه الاضطرابات ضمن التشخيص .
كيف يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة ؟
يتم ذلك بطريقتين: العلاج النفسي و الأدوية:
العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة
توجد أنواع مختلفة من العلاجات النفسية لاضطراب ما بعد الصدمة منها:
1- العلاج السلوكي المعرفي
و هنا تتم مساعدة الشخص على تعلم أساليب سلوكية تساعده على الاسترخاء و إعادة بناء أنماط فكرية جديدة للتقليل من الشعور بالقلق.
2- العلاج التعرضي
و هو يستند على تعرض الشخص إلى الأحداث و الذكريات المصاحبة للصدمة كي تمكنه من مواجهة الخوف من تلك الاحداث و ذلك في ظروف آمنة و على يد اخصائي متدرب على هذ النوع من العلاج.
3- حساسية حركة العينين العلاجية
- و تشمل تعرض المريض إلى أنواع مختلفة من المحفزات البصرية و الحسية لمساعدته على إطلاق الخبرات النفسية و تحرير عقله من العقبات عن الحادث أو الصدمة.
- و هناك أيضاً المعالجة الجماعية أو ما يعرف بمجموعات الدعم حيث تتم مشاركة الأحداث مع أشخاص آخرين تعرضوا لصدمة مشابهة و ذلك لمساعدة المريض على مواجهة شعوره عن تلك الصدمة، الهدف من العلاج هو مساعدة الشخص على استعادة كل تفاصيل الحادث، التعبير عن الحزن، و استكمال عملية الحداد ليتمكن من مواصلة حياته .
- وبالنسبة للأطفال قد يتضمن علاج اضطراب ما بعد الصدمة العلاج باللعب ( و يشمل تشجيع الطفل على استخدام بعض أنواع الالعاب لمساعدته على نسيان أو التحكم في تجربته عن حادث ما).
العلاج الدوائي لاضطراب ما بعد الصدمة
- مجموعة البنزوديازيبينات Benzodiazepines مثل فاليوم Vaium و زانكس Xanex هي غالباً ما تُستخدم كعلاج لفترة قصيرة و لكنها أدوية فعالة في ازالة الشعور بالقلق بشكل سريع، و لا يُفضل استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة .
- نوع من مضادات الاكتئاب تُعرّف بمثبطات إعادة اخذ السيروتونين الانتقائية SSRIs مثل كليكسا Celexa و بروزاك Prozac و هذه الأدوية تقوم بتعديل النواقل الكيميائية العصبية لتحسين الاتصال بين الخلايا العصبية و بالتالي تحسن أعراض الاضطراب.
- أظهرت بعض الابحاث أيضا فاعلية مواد مثل الستيرويدات corticosteroids و مغلقات مستقبل بيتا Beta blokers في التقليل من احتمال تكوين مشاعر و ذكريات سلبية عن حادث ما إذا تم اعطاؤها للمريض بعد الصدمة مباشرة و هذا قد يفيد في الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الحادث.
- برازوسين Prazocin من الأدوية التي تُستخدم في علاج ضغط الدم، يمكن أيضا ان يُستخدم في تخفيف الكوابيس المُصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة .
- الأدوية المضادة للصرع مثل تجريتول Tegretol و ديباكوت Depakote و التي لها خصائص علاجية في تعديل المزاج، يُمكن استخدامها أيضاً في التقليل من التقلبات المزاجية و الغضب.
- الأدوية المضادة للذُهان Anti-psychotic قد تُستخدم أيضاً في علاج الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة و خاصةً هؤلاء الذين يعانون من مرض جنون العظمة.
بعد قرائتك لهذا الموضوع هل يمكنك معرفة ما إذا كنت مصاباً بمثل هذا الاضطراب؟ وما هي خطوتك التالية؟
اقرأ أيضاً:
- الأمراض النفسية .. و كيفية الوقاية منها
- اكتشف 12 نوع للفوبيا .
- 10 فوائد صحية و نفسية تحفزنا لممارسة التمارين الرياضية .