على الرغم من أن دواء علاج القيء عند الاطفال ذات معدل استخدام منخفض، إلا أنه لا يوجد بيت يخلو منها، حيث تستخدم في أوقات قليلة للسيطرة على القيء المصاحب لبعض الحالات المرضية العابرة في الأطفال الأصحاء، وتتمثل خطورة أدوية علاج القيء في كونها تعتمد بشكل أساسي على التأثير على مستقبلات في الجهاز العصبي المركزي بهدف تهدئة رد فعل الجسم المسبب للقيء، ومن هنا يكون هناك مخاطر تأثير الجرعة الزائدة على الجهاز العصبي للطفل.
المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج القيء عند الاطفال
ميتوكلوبراميد metoclopramide ، دومبريدون domperidone ، اوندانسيترون ondansetron .
الجرعات الآمنة من دواء علاج القيء عند الاطفال
تتمثل أهمية معرفة الأم بالجرعة الصحيحة لأدوية علاج الترجيع عند الاطفال في كونها تساعد على اكتشاف الحالات التي يتناول فيها الطفل جرعة زائدة بشكل سريع، حيث أن انتباه الأم في هذه الحالات قد ينقذ حياة طفلها.
- ميتوكلوبراميد metoclopramide : من سن 1-18 سنة يعطى 0.1 – 0.15 مجم/كجم في كل جرعة بحد أقصى 3 جرعات يومياً.
- دومبريدون domperidone : من سن 1-12 سنة يعطى 0.25 مجم/كجم في كل جرعة بحد أقصى 3 جرعات يومياً.
- اوندانسيترون ondansetron : من سن 6 شهور حتى 18 سنة يعطى 0.15 مجم/كجم في جرعة واحدة عن طريق الوريد.
أعراض وعلاج الجرعة الزائدة من دواء علاج القيء عند الاطفال
الجرعة الزائدة من دواء ميتوكلوبراميد metoclopramide
تؤدي الجرعة الزائدة من دواء ميتوكلوبراميد لظهور أعراض مرتبطة بالجهاز العصبي تتمثل في اضطراب درجة الوعي ، النعاس، الارتباك، الهلوسة، ومع الجرعات العالية قد تتطور أعراض خارج الممرات العصبية الهرمية وتشمل : خلل حركي و عضلي ، أعراض مشابهة لـ الشلل الرعاش لكنها مؤقتة، مع خلل في الانقباضات العضلية، و قد تصل أعراض الجرعة الزائدة إلى توقف عضلة القلب.
و يبدأ علاج الجرعات الزائدة من دواء ميتوكلوبراميد metoclopramide بالسيطرة على أعراض العصبية التي تتطور لدى الطفل المريض؛ حيث يستعمل دواء بنزوديازبين في الحالات المتفاقمة، ورغم عدم وجود مضاد سمية لدواء ميتوكلوبراميد metoclopramide ، إلا أن أغلبية الحالات لا تحتاج أكثر من الوضع تحت الملاحظة الطبية لحين تحسن الأعراض المرتبطة بالجهاز العصبي، وخلال هذه الفترة يتأكد الأطباء من انتظام الوظائف الحيوية في الجسم و عدم وجود مضاعفات خطيرة بالجهاز العصبي كالتشنجات.
الجرعة الزائدة من دواء دومبريدون domperidone
تؤدي الجرعة الزائدة من دواء دومبريدون domperidone إلى ظهور أعراض الهياج العصبي ، اضطراب درجة الوعي ، التشنجات، الارتباك بشأن المحيط الزمني و المكاني ، النعاس.
مع علاج الجرعات الزائدة من دواء دومبريدون domperidone رغم عدم وجود مضاد سمية لدواء دومبريدون domperidone ، إلا أن إجراءات غسيل المعدة وإعطاء أقراص الفحم النشط تساعد في السيطرة على امتصاص الجسم للجرعة الزائدة.
من المهم للغاية في حالة الجرعة الزائدة من دومبريدون domperidone أن يتم إجراء رسم كهربي للقلب بسبب ارتباط هذا الدواء بمخاطر متزايدة لخلل نبضات القلب واضطرابات التوصيل الكهربي للقلب مما قد يؤدي لحدوث وفاة مفاجئة في الأطفال بسبب توقف عضلة القلب .
أما باقي الخطة العلاجية فتعتمد على الأعراض التي تظهر على الطفل المريض حيث يبدأ الأطباء في السيطرة عليها بأدوية مناسبة تختلف من حالة لأخرى.
الجرعة الزائدة من دواء اوندانسيترون ondansetron
نادراً ما تحدث جرعات زائدة من دواء اوندانسيترون ondansetron في الأطفال، وبنسبة كبيرة فإن الأعراض الناتجة عن الجرعة الزائدة الطفيفة لا تختلف عن الآثار الجانبية المعتادة للدواء، لكن بعض الحالات التي ترتبط بجرعة زائدة مرتفعة قد يظهر عليها اضطرابات بصرية، إمساك الشديد، انخفاض بضغط الدم ، كما قد تحدث نوبات تحفيز للعصب الحائر يصاحبها انغلاق أذيني بطيني في التوصيل الكهربي للقلب وهي المشكلة التي قد تؤثر بشكل خطير على انتظام ضربات القلب.
بعض الأطفال تظهر عليهم أعراض متلازمة السيروتونين مع الجرعات الزائدة من دواء اوندانسيترون، وهي متلازمة ترتبط بالجرعات الزائدة من الأدوية التي ترفع نسبة السيروتونين في الدم، وتشمل أعراضها: الارتباك الذهني ، معدل ضربات القلب السريع ، ارتفاع ضغط الدم ، اتساع حدقة العين ، فقدان التنسيق العضلي ، تصلب العضلات ، التعرق الشديد ، الإسهال ، صداع الرأس ، الشعور بالارتجاف والقشعريرة.
علاج الجرعة الزائدة من دواء اوندانسيترون ondansetron يعتمد بشكل أساسي على الأعراض التي تظهر، حيث يتم إعطاء أدوية تتحكم في هذه الأعراض وتمنع تطورها، لكن في كل الأحوال لا يوجد مضاد سمية مخصوص لدواء اوندانسيترون ondansetron.
على جانب آخر فإن ارتباط دواء اوندانسيترون ondansetron بخلل النشاط الكهربي للقلب يجعل من الضروري في كافة حالات الجرعة الزائدة منه وضع الطفل المريض تحت الملاحظة المستمرة وتسجيل رسم القلب لحين اختفاء الأعراض.
الإسعافات الأولية للجرعة الزائدة من دواء علاج القيء عند الاطفال
بمجرد شك الأم في تناول طفلها لجرعة زائدة من دواء علاج القيء عند الاطفال يجب أن تقوم بالآتي قبل الانتقال بالطفل للمستشفى:
- إبعاد مصدر التسمم عن يد الطفل المصاب، وإبعاد العبوة عن باقي الأطفال في المنزل فوراً.
- التأكد من سلامة المجرى التنفسي للطفل، وانتظام معدل تنفسه، وانتظام ضربات قلبه، و في حالة وجود خلل في أي من هذه المؤشرات يجب على الأم البدء فوراً في إجراءات الإنعاش ودعم الحياة الأساسية للطفل.
- لا داعي لمحاولة إجبار الطفل على التقيؤ أو اعطائه مشروبات منزلية بكميات كبيرة؛ حيث أن هذه الإجراءات ذات فاعلية و تأثير منخفض، واستغلال هذا الوقت الحرج في التحرك نحو المستشفى و الحصول على رعاية طبية له فائدة أكبر.
مع تحرك الأم مع طفلها للمستشفى ينبغي عليها أن تحتفظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد طبيب الأطفال في الطوارئ على توقع الجرعة التي تناولها الطفل و نوعية الدواء؛ لذا ينصح ان تأخذ الأم عبوة الدواء التي تناولها الطفل معها لكي يتمكن الأطباء من معرفتها بشكل أسرع، و تجنباً لحدوث أي خطأ ؛ إذ أن بعض الأمهات تحت الضغط و التوتر الشديد الناتج عن القلق يعطين معلومات خاطئة عن اسم الدواء الذي تناوله الطفل.
و في النهاية يجب أن تبعدي طفلك عن أدوية والاحتفاظ بأي دواء في المنزل بعيدا عن متناول يده، كما يجب أن تعرفي الجرعات المناسبة لكل دواء قبل إعطائه لطفلك، ولا تنسي أن تستشيري أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك عن صحة طفلك.
اقرئي أيضا:
- طفلي شرب زجاجة دواء الكحة .. هل هو في خطر ؟
- طفلي تناول جرعة زائدة من الأسبرين .. كيف أتصرف ؟
- طفلي تناول جرعة زائدة من دواء الديكلوفين .. كيف أنقذه ؟