تعتبر أدوية علاج التشنجات من أدق الأدوية المستخدمة في الأطفال بسبب الآثار البالغة التي قد تظهر نتيجة أقل اضطراب في جرعتها، حيث أن الجرعة المنخفضة تؤدي إلى استمرار حدوث التشنجات مع معاناة الطفل من الآثار الجانبية للدواء على جسمه، كما أن الجرعة الزائدة تؤدي لحدوث اضطرابات خطيرة في الجهاز العصبي، و هذا ما سنناقشه في جولتنا مع الجرعات الزائدة لأدوية علاج التشنجات في الأطفال.
المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج التشنجات في الأطفال
تعمل أدوية علاج التشنجات المختلفة على أنماط مختلفة من التشنجات، كما أنها قد يتم التبديل بينها وفق استجابة الطفل، و تشمل أهم مجموعات أدوية علاج التشنجات المستخدمة في الأطفال حاليا : مجموعة كربامازيبين carbamazepine (تجريتول) ، مجموعة فينتوين
Phenytoin Toxicity
، مجموعة فالبوريك أسيد (ديباكين)، مجموعة ايثوكساميد.
الفئة العمرية المسموح لها بأدوية التشنجات
- مجموعة كربامازيبين carbamazepine : مسموح بها من عمر سنة واحدة.
- مجموعة فينتوين: مسموح بها من عمر سنة واحدة.
- مجموعة فالبوريك أسيد : مسموح بها من عمر 10 سنوات.
- مجموعة ايثوكساميد : مسموح بها من عمر 3 سنوات.
الجرعات الآمنة لأدوية علاج التشنجات
تختلف الجرعات الآمنة لعلاج التشنجات حسب نوعية المشكلة المرضية لدى الطفل، وحسب وزنه وحالته الصحية العامة والأدوية الأخرى التي يتناولها حسبما يقرر الطبيب المتخصص المتابع للحالة، لذا فإن أدوية علاج التشنجات يجب أن يتم اعتبار أي جرعة غير مخطط لها جرعة زائدة حتى يثبت العكس.
مخاطر وعلاج الجرعات الزائدة من أدوية علاج التشنجات
الجرعات الزائدة من مجموعة كربامازيبين
تبدأ أعراض الجرعة الزائدة من مجموعة كربامازيبين على الطفل بظهور دوخة و اختلال بدرجة الوعي ، و يتطور الأمر ليشمل : قيء ، تسارع في معدل ضربات القلب ، هياج عصبي.
وقد يصل الأمر في التسمم بجرعات عالية إلى: التشنجات ، الانخفاض الشديد في ضغط الدم ، الغيبوبة و توقف التنبيه العصبي لعملية التنفس مما يترتب عليه توقف الرئة عن العمل، و تظهر أعراض الجرعة الزائدة في غضون 6 ساعات عادة، لكنها قد تتأخر حتى 24 ساعة.
يعتمد علاج الجرعة الزائدة من دواء كربامازيبين على التعامل مع الأعراض الظاهرة، حيث لا يوجد مضاد سمية مخصوص لهذا الدواء، وتشمل الاجراءات المتبعة : عمل غسيل معدة ، استخدام الفحم النشط ، مراقبة العلامات الحيوية ، التأكد من أن نسب السكر في الدم طبيعية ، وتوفير الدعم التنفسي في حالة حدوث توقف مفاجئ للتنفس.
ومن الحالات المثيرة للدهشة في الجرعات الزائدة من هذا الدواء تلك التي تنتج عن عدم رج زجاجة الدواء جيدا قبل استخدامها؛ حيث يظل الطفل يحصل على جرعات أقل من المطلوب لمدة مما يؤخر تحسن الحالة، وعندما تصل الجرعة إلى آخر الزجاجة يحصل الطفل على جرعة مركزة زائدة مرة واحدة مما ينتج عنه التسمم بجرعة عالية.
الجرعة الزائدة من دواء فينتوين لعلاج التشنجات
تبدأ أعراض الجرعة الزائدة من دواء فينتوين بظهور اضطراب في حركة العين مع احتمالية شكوى الطفل من رؤية مزدوجة بسبب تعطل التناسق العصبي العضلي بين العينين، ثم يتطور الأمر ليشمل: اختلال التوازن ، الرعشة ، خلل القدرة على النطق ، ارتفاع حدة الانعكاسات العصبية أو انخفاضها عن الطبيعي، وقد يتفاقم الأمر في حالة الجرعات العالية ليصل إلى حدوث غيبوبة.
لا يوجد مضاد سمية مخصوص لدواء فينتوين؛ لذا يعتمد العلاج على دعم الوظائف الحيوية للجسم، كما يتم اللجوء لإجراءات تقليل امتصاص الدواء من خلال غسيل المعدة و استخدام الفحم النشط، وقد يتم اللجوء لتسريع تخلص الجسم من الدواء باستخدام الغسيل الكلوي.
الجرعة الزائدة من دواء فالبوريك أسيد ( ديباكين )
تشمل أعراض الجرعة الزائدة من دواء فالبوريك أسيد حدوث هلاوس ، اختلال التوازن ، ارتفاع الحرارة الشديد أو انخفاضها عن الطبيعي ، الغيبوبة و الفشل التنفسي الذي قد يؤدي للوفاة.
يبدأ علاج الجرعة الزائدة باستخدام تقنيات تقليل امتصاص الدواء مثل الفحم النشط ، بالإضافة لتسريع عملية تخلص الجسم من الدواء باستخدام تقنيات الغسيل الكلوي المختلفة.
على الرغم من عدم وجود مضاد سمية مخصوص لدواء فالبوريك أسيد، إلا أن هناك مضادات للسمية تستخدم في حالات الجرعة الزائدة من هذا الدواء وهما النالوكسون الذي يعمل كمضاد سمية عام يساعد في عكس التأثير المثبط للجرعة الزائدة على الجهاز التنفسي، والآخر دواء ليفوكارنتين الذي يعمل على تقليل نواتج تكسير الدواء الضارة داخل الجسم مما يقلل من أضرار الجرعة الزائدة، وعلى الرغم من كون الآليات التي يعمل بها هذان الدوائان مازالت غير واضحة بشكل كامل، إلا أنهما يستخدمان في كثير من الحالات نظراً لمفعولهم الإيجابي.
الجرعة الزائدة من دواء ايثوكساميد
تبدأ أعراض الجرعة الزائدة من دواء ايثوكساميد بالغثيان و القيء، ثم يتطور الأمر لتظهر أعراض تدهور النشاط العصبي للمخ وصولاً لمرحلة الغيبوبة و توقف الجهاز التنفسي.
لا يوجد مضاد سمية مخصوص لدواء ايثوكساميد، لذا يعتمد علاج الجرعة الزائدة على دعم الوظائف الحيوية للجسم و أهمها التنفس، بالإضافة لإجراءات تقليل امتصاص الدواء مثل غسيل المعدة و الفحم النشط ، مع اللجوء لإجراءات تسريع تخلص الجسم من الدواء في حالة الجرعات العالية باستخدام تقنيات الغسيل الكلوي المختلفة.
الإسعافات الاولية لتناول جرعة زائدة من علاج التشنجات
بمجرد شك الأم في تناول طفلها لجرعة زائدة من أدوية علاج التشنجات يجب أن تقوم بالآتي، قبل الانتقال بالطفل للمستشفى:
- إبعاد مصدر التسمم عن يد الطفل المصاب، وإبعاد العبوة عن باقي الأطفال في المنزل فوراً.
- التأكد من سلامة المجرى التنفسي للطفل، وانتظام معدل تنفسه، وانتظام ضربات قلبه، و في حالة وجود خلل في أي من هذه المؤشرات يجب على الأم البدء فوراً في إجراءات الإنعاش ودعم الحياة الأساسية للطفل.
- لا داعي لمحاولة إجبار الطفل على التقيؤ ، أو اعطائه مشروبات منزلية بكميات كبيرة؛ حيث أن هذه الإجراءات ذات فاعلية وتأثير منخفض للغاية، واستغلال هذا الوقت الحرج في التحرك نحو المستشفى والحصول على رعاية طبية له فائدة أكبر.
مع تحرك الأم مع طفلها للمستشفى ينبغي عليها أن تحتفظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد طبيب الأطفال في الطوارئ على توقع الجرعة التي تناولها الطفل و نوعية الدواء؛ لذا ينصح ان تأخذ الأم عبوة الدواء التي تناولها الطفل معها لكي يتمكن الأطباء من معرفتها بشكل أسرع، و تجنباً لحدوث أي خطأ ؛ إذ أن بعض الأمهات تحت الضغط و التوتر الشديد الناتج عن القلق يعطين معلومات خاطئة عن اسم الدواء الذي تناوله الطفل.
وفي النهاية يجب أن تبعدي طفلك عن أدوية والاحتفاظ بأي دواء في المنزل بعيدا عن متناول يده ويجب عليكِ معرفة الجرعات الآمنة لكل دواء لسلامة وصحة طفلك، ويمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك عن صحة طفلك.
اقرئي أيضا:
- مخاطر تناول جرعة زائدة من علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه
- ماذا أفعل إذا تناول طفلي جرعة زائدة من علاج الطفيليات المعوية؟!
- طفلي شرب زجاجة بيتادين مطهر الجروح .. كيف أتصرف ؟