تأخر النطق عند الأطفال هو اضطراب يتسبب في عدم قدرة الطفل على الكلام والتواصل مع الآخرين مثل أقرانه في العمر، وفي المقال التالي سنتحدث عن أسباب هذا الاضطراب وأعراضه وكيفية العلاج.
أسباب تأخر النطق عند الأطفال
قد ينتج تأخر الكلام عند الأطفال نتيجة عدة أسباب مثل:
1) اضطرابات النطق واللغة
قد ينتج تأخر الكلام عند الطفل نتيجة الإصابة ببعض اضطرابات النطق واللغة، مثل تعذر الأداء النطقي بالطفولة وهو اضطراب يصعب لفظ الأصوات بالتسلسل الصحيح لتكوين الكلمات، ولا يؤثر هذا الاضطراب على التواصل غير اللفظي أو فهم اللغة.
2) مشكلات بالفم
قد ينتج تأخر النطق عن إصابة الطفل بمشكلة بالفم أو الحلق أو اللسان مثل اضطراب التصاق اللسان المعروف باللسان المربوط الذي يصعب نطق بعض الأصوات بطريقة صحيحة.
3) فقدان السمع
من المرجح أن يواجه الطفل الصغير الذي لا يسمع جيدًا أو يسمع الأصوات بصورة مشوشة صعوبة في القدرة على تكوين الكلمات والنطق.
4) قلة التحفيز على الكلام
تلعب البيئة المحيطة بالطفل دورًا رئيسيًا في تطوير قدرته على الكلام، لذلك عندما يتواجد الطفل في بيئة لا تحفزه أو تشجعه على الكلام سيؤثر ذلك بالطبع في قدرته على النطق.
5) مشكلات بالأعصاب
قد تؤثر بعض المشكلات بالأعصاب في قدرة الطفل على الكلام مثل:
- الشلل الدماغي.
- الحثل العضلي.
- إصابات الدماغ الرضحية.
6) اضطراب طيف التوحد
يعتبر تأخر النطق عند الأطفال من أبرز أعراض الإصابة باضطراب طيف التوحد، بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى مثل تكرار الجمل بدلًا من تكوين جمل جديدة.
7) الإعاقة الذهنية
يمكن أن يتأخر النطق بسبب الإعاقة الذهنية، إذا كان الطفل لا يتكلم، فقد تكون المشكلة إدراكية وليست عدم القدرة على تكوين الكلمات.
أعراض تأخر النطق عند الأطفال
سنوضح فيما يلي بعض علامات تأخر النطق عند الصغار:
- عدم استخدام الكلمات بعمر سنة: إذا لم يبدأ الطفل في استخدام كلمات بسيطة مثل ماما وبابا بحلول عمر السنة، فقد يكون ذلك علامة على تأخر النطق.
- من عمر سنة إلى سنتين: في هذه المرحلة العمرية من المفترض أن يميز الطفل أعضاء الجسم ويفهم الطلبات البسيطة ويكون جمل بسيطة من كلمتين مثل “أريد ماء”، ويتفاعل مع الصور والقصص والأغاني، وفي حالة عدم توافر هذه العلامات في الطفل بهذا العمر فقد يشير ذلك لوجود مشكلة في النطق لديه.
أما من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، فمن المفترض في هذه المرحلة أن يتمكن الطفل من فعل ما يلي:
- معرفة اسمه ومناداة الآخرين بأسمائهم.
- تكوين جمل من ثلاث إلى أربع كلمات.
- طرح الأسئلة.
- سرد قصة أو تكرار أغاني الأطفال.
في حالة عدم قدرة الطفل على فعل ذلك قد يعني ذلك وجود مشكلة في النطق لديه.
علاج تأخر النطق عند الأطفال
يمكن علاج اضطراب تأخر الكلام عند الصغار بعدة وسائل مثل:
1) علاج النطق
إذا كان تأخر النطق هو المشكلة الوحيدة بتطور نمو الطفل، يمكن علاج هذه بالمشكلة باستخدام علاج النطق الذي يشمل تدريب الطفل على مهارات اللغة والكلام من خلال جلسات خاصة مع أخصائي التخاطب.
2) التدخل المبكر
يمكن أن يساعد التدخل المبكر في تحسين قدرات الطفل اللغوية بشكل كبير، يشمل هذا التدخل تقديم أنشطة تحفز الطفل على التحدث والاستماع.
3) علاج أسباب تأخر النطق
ذكرنا في بداية المقال أن هناك بعض المشكلات الصحية والاضطرابات التي تتسبب في تأخر الكلام عند الأطفال، لذلك ينبغي علاج أو التحكم في هذه المشكلات الصحية من خلال:
- إيجاد حلول لمشكلات السمع مثل استخدام الأجهزة المساعدة على السمع.
- تصحيح المشكلات الجسدية بالفم واللسان.
- التحكم في مشكلات الأعصاب.
4) دعم الطفل
بالإضافة للعلاجات السابقة على الآباء والأمهات دعم الطفل في المنزل لتحفيزه على الكلام من خلال النصائح التالية:
- استخدم الإيماءات وأشر إلى الأشياء أثناء قول الكلمات، يمكنك فعل ذلك مع أجزاء الجسم والأشخاص والألعاب والألوان.
- عندما يطرح شخص ما سؤال للطفل، دع الطفل يجيب على السؤال ولا تجيب على السؤال بالنيابة عنه.
- دع الطفل يندمج ويتفاعل مع الأطفال الذين يجيدون الكلام.
- الانتباه والتركيز والتحلي بالصبر أثناء التحدث مع الطفل.
- اقرأ لطفلك الصغير وتحدث عن الصور أثناء القراءة.
وفي النهاية، يعد تأخر النطق عند الأطفال من أكثر المشكلات التي تثير قلق الوالدين، لكن من المهم تذكر أن التدخل المبكر والدعم المناسب يمكن أن يساعد معظم الأطفال على تجاوز هذه المشكلة وتطوير مهاراتهم اللغوية بشكل سليم، إذا كنت تشعر بالقلق بشأن تطور النطق لدى طفلك، فلا تتردد في استشارة الطبيب للحصول على النصائح والإرشادات اللازمة.