العادة السرية من الأمور الحساسة التي يكثر النقاش فيها وعن فوائدها وأضرارها، وكيف ومتى يبدأ الأطفال الدارجين في تعلمها، ولماذا؟ وهل فعلا العادة السرية أو الاستمناء يسبب العجز الجنسي كما يقال؟ كل الإجابات في هذا المقال.
العادة السرية أو الاستمناء
هو تحفيز ذاتي متعمد يقوم به الشخص البالغ أو الطفل للحصول على الشهوة الجنسية و الراحة النفسية اللحظية، الأمر الذي يقلق الكثير من الآباء عند تطور تلك العادة عند أولادهم، ولكن يجب التركيز على أن النمو الجنسي يشغل أهمية مساوية لجوانب النمو العقلي والفكري الأخرى للطفل في مراحله المبكرة.
من المفترض أن ممارسة العادة السرية هي ممارسة جنسية طبيعية لا تسبب مشكلة جسدية أو عاطفية، ولكن مع ذلك يمكن أن تصبح مشكلة إذا كانت تتداخل بشكل سلبي مع حياة الشخص أو الطفل.
اسباب ممارسة الاستمناء وفوائدها
تختلف الأسباب وراء ممارسة العادة السرية، ولكن في العموم يلجأ الأشخاص سواء كان طفل أو بالغ إلى الاستمناء لأسباب كثيرة، وتشمل هذه الأسباب المتعة، والشعور بالمرح والتخلص من التوتر.
أضرار العادة السرية
هناك العديد من الشائعات حول أضرار العادة السرية، مثل أنها تسبب العمى، أو العقم أو مرض عقلي، أو العجز الجنسي، ولكن لم يتم إثبات ذلك علميا حتى الآن.
ولكن إذا كان الرجال يقومون بالاستمناء كثيرا في غضون فترة زمنية قصيرة، فقد يسبب ذلك تورم بسيط في القضيب تسمى الوذمة، وهذا التورم يختفي عادة في غضون يومين، أيضا هناك بعض الممارسات بشكل عنيف قد تسبب الأذى للشخص.
هناك أيضا الشعور بالذنب تجاه ممارسة هذه العادة، خاصة مع تداخلها مع العادات والأنشطة اليومية وأحيانا تسببها في الانعزال عن الآخرين.
أما فيما يخص علاقة العادة السرية بـ سرطان البروستات، فلا يمكن حسمه مع اختلاف نتائج الأبحاث حول وجود علاقة بينهما.
العادة السرية عند الاطفال
تنتشر هذه ظاهرة العادة السرية بشكل كبير بين الأطفال فمعظم الأطفال يعبثون بأعضائهم التناسلية في سن الخامسة أو السادسة من العمر.
تأتي بداية تعلم هذه العادة كتعلم طفلك الركض والقفز، وغيرها من العادات المكتشفة الأخرى، وربما تأتي هذه العادة بسبب استخدام المرحاض بانتظام، خصوصا مع التحول من استخدام الحفاضات إلى السراويل الداخلية.
بالطبع تمامًا مثل أي شيء آخر عندما يتعلق الأمر بالاستمناء أو العادة السرية، فإن الإفراط في القيام بها قد يشير إلى وجود مشكلة.
ولكن من المهم التنويه أن هذه السلوكيات في الأطفال لا علاقة لها بالسلوك الجنسي أو الحياة الجنسية كما بين الكبار، حيث أن الطفل يقوم بهذه التصرفات من باب جلب الراحة الجسدية و النفسية ولا يربط بينها وبين العلاقات الجنسية فلا داعي للقلق الزائد.
علامات يجب الانتباه لها مع طفلك بخصوص الاستمناء
- علامات تدل على فهم الطفل لآلية الجنس كوجوب وجود طرفين.
- عندما تتحول تلك العادة لوسواس يتدخل بنشاط الطفل اليومي.
- عندما يشتمل الأمر على طفل آخر أو يتطور ليصبح مؤلم للطفل أو زائد عن الحد المعتاد، مما يعكس توتر داخلي للطفل أو ضغوطات نفسية محيطة.
- عند حدوث أي نوع من أنواع التواصل بالفم أو الجسد بين الطفل وأي طفل آخر.
- في حالة انعكاس الأمر على الطفل بالحزن أو عدم الراحة.
- عند حدوث كدمات أو خدوش نتيجة الفرك أو الاحتكاك بالمنطقة بشكل متكرر و مؤلم.
نصائح مهمة للتعامل مع العادة السرية عند الاطفال
يجد الطفل صعوبة في ربط هذا سلوك العادة السرية كعادة خاصة أو بشيء خاص بالناضجين فهو بالنسبة لهم كاللعب بأذنهم أو بأصابعهم ولا يشعرون بحرج في التصرف أمام الآخرين، ومن المهم عدم جذب الانتباه لهم في تلك الحالات حيث أن الطفل يحب أن يكون محط اهتمام سواء بشكل سلبي أو ايجابي فنتحول من نفي تلك العادة إلى تعزيزها لدى الطفل نظرًا لما يلاقيها من اهتمام عند القيام بها.
أولا لا تفزع ولا تدع الذعر يصيبك، فهذه العادة السرية لا تعني في الأساس تحول طفلك لمدمن أو مهووس بالجنس، كما يمكنك اتباع النصائح التالية:
- تشتيت الانتباه محاولة صرف انتباه طفلك عن القيام بتلك العادة وإبقاء يداه منشغلتان بدمية أو لعبة.
- تجاهل الطفل عند قيامه بتلك العادة، مع إخباره بأن هذه المنطقة جزء خاص من الجسد، لا يجب أن ينكشف لأحد.
- التركيز على إظهار عاطفة الحب والاحتواء من الآباء والأمهات تجاه أطفالهم.
- في حالة الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية أو مشاكل النمو السلوكي، تكون سياسات التشجيع والترغيب ذات نتائج ملموسة في تلك الحالات، لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وبتصرفاته.
- قد يكون من الصعب جدا إيقاف تلك العادة نهائيا عند الطفل، فلقد توصل بنفسه لطريقة لامتاع ذاته وجلب الراحة ولكن من الممكن تقنينه وتوجيهه.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إذا كان طفلك يستمني بشكل مستمر أو مفرط، فقد يكون ذلك علامة على أنه يشعر بالقلق أو وجود مشكلة عاطفية خاصة بشكل كبير بالمنزل، وفي حال إذا كنت تعتقد أن هذا هو السبب، فاستشر طبيبك للحصول على المشورة.
في النهاية وبعد معرفة أهم الجوانب حول العادة السرية ، وكيفية التقنين منها تجنبا للأضرار التي ذكرناها مسبقا، كما يمكنك استشارة أحد أطباؤنا للإجابة على أي تساؤل يخص الصحة بكل خصوصية .. من هنا.