بالطبع كلنا نستخدم الكلام على مدار حياتنا للتعبير عما نريده، و الاحبال الصوتية هنا هي السبب الرئيسي في خروج تلك الأصوات التي تختلف باختلاف أنشطتنا، لكن ماذا إن تمادينا في الصراخ مثلا كيف سيكون تأثير ذلك على الأحبال الصوتية لدينا؟ هل يسبب ذلك الضرر؟ وكيف يمكن معالجته إن حدث؟ تابع معنا المقال التالي عزيزي القارئ لتعرف ذلك.
دور الاحبال الصوتية
تعتبر الاحبال الصوتية جزء من الحلق ويتمثل دورها في إصدار الأصوات المصاحبة للكلام أو الصراخ أو الشخير أو البكاء، تتكون الاحبال الصوتية من ثنيات توجد في العضلات الصغيرة الموجودة في الحنجرة، كما تتميز الاحبال الصوتية في الرجال بالطول عن تلك الموجودة في النساء مما يفسر سبب خشونة صوت الرجال وعمق أصواتهم.
توجد الاحبال الصوتية بصورة منفصلة عن بعضها البعض وعند صراخنا أو الغناء مثلا أو التحدث تقوم تلك الاحبال بالاقتراب من بعضها سامحة بمرور الهواء بينها مما يجعل تلك الاحبال تقوم بالاهتزاز محدثة الصوت الذي نسمعه.
الصراخ
يعتبر الصراخ أو أي نشاط آخر ذو تأثير على الأحبال الصوتية يمكن أن يسبب الضرر لأصواتنا ويسبب مشاكل للاحبال الصوتية، ويحدث ذلك بشكل شائع للأطفال الذين يقومون بالصراخ المتواصل كوسيلة للحصول على ما يريدون، لكن هذا لا يمنع أن يحدث ذلك الضرر على الاحبال الصوتية للبالغين أيضا أو الأشخاص الممارسين لهذا السلوك بشكل عام.
أثر الصراخ على الاحبال الصوتية
يتوقف التأثير على الاحبال الصوتية حسب نوع الصراخ ودرجته، حيث يؤثر ذلك الصراخ القصير والمؤقت مثل الصراخ عند لعب الكرة مثلا في حدوث التهاب موضعي على المدى القصير والتي تؤثر في الأحبال الصوتية فتسبب التهاب الحلق وجعل الصوت أجش، ولكن في النهاية كلها أعراض مؤقتة لمدة يومين كحد أقصى.
أما أولئك الذين يقومون بإساءة استخدام أصواتهم بشكل مستمر من خلال الصراخ أو الإجهاد اليومي المستمر، سيسبب ذلك التأثير السلبي على الاحبال الصوتية بشكل أكبر، وفي كثير من الأحيان يسبب تطور التورم أو العقيدات والتي تعرف بأورام الحلق الحميدة أو عقيدات الحبل الصوتي، لذلك يمكن للشخص الذي يستمر في الصراخ أن يصبح صوته أجش وأن يكون مصاب بأورام الحلق الحميدة دون أن يدرك ذلك، وتنتشر تلك الأورام الحميدة خاصة عند المغنين.
كيف يمكن علاج الأضرار على الاحبال الصوتية ؟
عندما يتم تحديد المشكلة، يكون من المهم إعادة تشكيل الاحبال الصوتية وإعادتها إلى وضعها مرة أخرى، لكن ذلك يتطلب التدريب الذي يكون من الصعب على الأطفال خاصة أولئك الذين اعتادوا على الصراخ مع سنهم الصغير، أيضا يمكن العلاج من خلال التزام الراحة تماما وشرب الكثير من السوائل الباردة والذي من شأنه المساعدة أيضا في استعادة الصوت.
أما بالنسبة للبالغين فيكون من المهم التزام الراحة للصوت أيضا، لكن سيكون ذلك من الصعب أن يحدث بشكل كامل مع ما تفرضه الأنشطة اليومية على البالغين من التزامات تتطلب التحدث بالطبع، يمكن اللجوء أيضا للجراحة للتخلص من الأورام الحميدة، لكن يمكن أن تعود وتتشكل من جديد إذا لم يتم معالجة إساءة استخدام الصوت من الأساس.
هناك أيضا أنشطة أخرى تتسبب في حدوث مشاكل للأحبال الصوتية أيضا مثل التدخين الذي يعد من الأسباب القوية التي تؤثر على الأحبال الصوتية، لذلك يجب محاولة التوقف عن التدخين لمعالجة المشكلة، أيضا تتسبب بعض الأنشطة مثل الغناء أو التمثيل أو استخدام المدربين لأصواتهم العالية في الأنشطة الرياضية في التأثير على الأحبال الصوتية.
لذلك يستعين البعض منهم خاصة المغنيين والممثلين بمدرب صوتي لتعريفهم كيفية إصدار أصوات صراخ طبيعية دون أن يسبب الأذى للأحبال الصوتية، أيضا سينصح مدربي الصوت بالراحة وشرب السوائل الباردة على مدار اليوم لإراحة الحبال الصوتية، لذلك نرى بعض المغنيين والممثلين يلجأون للتدريبات الصوتية أو التسخين قبل البدأ في أداء أدوارهم.
في النهاية عزيزي القارئ حاول دائما أن تحافظ على هدوئك، لا تقم بالصراخ فالناس يمكنها سماعك دون أن تصرخ، يمكنك أيضا أن تقوم باستشارة أحد أطبائنا.. من هنا.
اقرأ أيضا: