هل يمكن أن يُصاب الأطفال بمرض الصدفية أم هو مرض يُصيب البالغين فقط؟ تعرفوا معنا من خلال الفقرات التالية على كل ما يخص الصدفية عند الاطفال وأنواعها المختلفة والأعراض والعلامات التي تُشير لإصابة الطفل بها، بالإضافة لأبرز طرق العلاج المتبعة وشكلها، واحتمال حدوثها عند الرضع.

الصدفية عند الاطفال

الصدفية هي مرض يتسبب في حكة الجلد وظهور بقع جافة عليه، وعلى الرغم من أن أكثر الحالات تكون لدى البالغين، إلا أن الاطفال يمكن أن يصابوا أيضاً بالصدفية، وأغلب الحالات تكوت خفيفة أو متوسطة وتتحسن بالعلاجات المناسبة.

والصدفية لدى الأطفال ليست مرض معدي، وتظهر الصدفية لدى الاطفال عادة نتيجة عدوى أو التهاب بكتيري، وبعض الأطفال الآخرين قد يرثوا بعض الجينات المعينة من الآباء تجعلهم عرضة للإصابة بهذا المرض.

أنواع الصدفية عند الأطفال

توجد 5 أنواع للصدفية عند الاطفال، ولكن هناك أنواع تكون شائعة أكثر من غيرها، وتختلف الأعراض المصاحبة من طفل لآخر. وتتضمن أنواع الصدفية عند الاطفال (مرتبة من أكثر الأنواع ظهوراً لأقلها ظهوراً) ما يلي:

الصدفية القشرية Plaque psoriasis: يعاني أغلب الأطفال من هذا النوع، ويتسبب عادة في ظهور قشور حمراء وجافة، ويتسبب أيضاً في ظهور قشور فضية اللون. وتظهر هذه القشور على الركبتين والكوعين وأسفل الظهر وفروة الرأس.
الصدفية النقطية Guttate psoriasis: يتسبب هذا النوع في ظهور نقط حمراء على الجذع والظهر والذراعين والساقين. وعادة ما يظهر هذا النوع نتيجة عدوى بكتيرية، وأغلب الأطفال الذين يتعرضون لهذا النوع يصابوا أيضاً بالصدفية القشرية.
الصدفية المعكوسة Inverse psoriasis: يظهر هذا النوع بين ثنيات الجلد، تحت الرطبة وتحت الإبط وحول الفخذ، وتظهر هذه الصدفية بلون شديد الاحمرار لمعان.
الصدفية البثرية Pustular psoriasis: يظهر هذا النوع كبثور على جلد متورم وأحمر اللون، عادة على اليدين والقدمين.
الصدفية المحمرة للجلد Erythrodermic psoriasis: هذا النوع يُعتبر أكثر الأنواع حدة، ويمكن أن يهدد حياة الطفل، حيث يتسبب في ظهور احمرار أو بقع حمراء في أغلب الجسم، وتكون هذه البقع الحمراء مثيرة للحكة ومؤلمة، وقد يتسبب في سقوط الجلد.

والجدير بالذكر أن هناك حالة تُعرف بإسم طفح الحفاض القشري Psoriatic Diaper Rash، تظهر على الجلد الذي يتم تغطيته بالحفاض، وهذه الحالة قد تبدو أنها مشابهة للصدفية القشرية. وعادة ما يتم التمييز بين حالة طفح الحفاض المعتادة وطفح الحفاض القشري عن طريق ملاحظة تأثير العلاج، فطفح الحفاض القشري لا يستجيب لعلاجات حالة طفح الحفاض العادية.

اعراض الصدفية عند الاطفال

تتضمن أبرز الأعراض التي يمكن أن تُشير لاحتمال إصابة الطفل بالصدفية ما يلي:

ظهور بقع بارزة على الجلد، عادة ما تكون حمراء اللون ومغطاة بقشور بيضاء اللون أو فضية اللون.
حكة والشعور بألم وحرقان في المناطق الجلدية المصابة والمناطق الأخرى حولها.
تشقق البشرة وجفافها، وأحياناً قد يحدث نزيف.
وجود بعض المناطق الحمراء في طيات أو ثنيات الجلد.
ظهور أظافر سميكة، بها ما يُشبه النقر.
اصفرار الأظافر.
انفصال الظفر عن الإصبع.

وعادة ما تميل الصدفية للظهور عند الأطفال في فروة الرأس أولاً، ومن الشائع أيضاً أن تظهر على الأظافر. والجدير بالذكر أن الصدفية هي حالة مزمنة لن تختفي، ولكن تختلف حدة ظهورها من وقت لآخر، فأحياناً قد يعاني الطفل من أعراض كثيرة، ولكن خلال عدة أسابيع أو شهور، ومع العلاج، تميل الأعراض للتحسن أو الاختفاء.

شكل الصدفية عند الاطفال

اسباب الصدفية عند الاطفال

السبب الرئيسي وراء حدوث الصدفية عند الاطفال غير معروف كلياً، ولكن يؤكد الخبراء أن جهاز مناعة الطفل، الذي يحارب الجراثيم والأمراض، له علاقة بالإصابة بهذا المرض، فخلايا الجهاز المناعي شديدة النشاط تجعل خلايا الجلد تنمو بصورة أسرع، مما يستطيع الجلد التخلص منها، لذا تتراكم في هيئة قشور على الجلد من الخارج.

وتُشير الأبحاث أيضاً إلى أن بعض الجينات المعينة تم ربطها بالإصابة بمرض الصدفية، فما يقرب من 40% من المصابين بالصدفية، يوجد لديهم فرد واحد على الأقل في العائلة مصاب بنفس المرض. ويمكن لأي شخص الإصابة بمرض الصدفية، فلا يوجد سبب محدد، كما يمكن أن تظهر في أي عمر.

وتوجد بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال إصابة الأطفال بالصدفية، منها:

زيادة الوزن أو السمنة.
تناول بعض الأدوية المعينة مثل، الليثيوم وأدوية الملاريا وحاصرات بيتا.
برودة الجو.
التعرض للجروح وضربات الشمس والطفح الجلدي.
التعرض للتوتر الشديد لفترات طويلة.

علاج الصدفية عند الاطفال

تتضمن أول خطوات علاج الصدفية عند الاطفال ما يلي:

وصف إحدى مضادات الهستامين (أدوية تُستخدم لعلاج الحساسية) لتساعد في تخفيف الحكة الجلدية.
ترطيب الجلد باستمرار عن طريق المرطبات سميكة القوام مثل، الفازلين.
استخدام حمض الساليسيليك لتخفيف القشور، ولكن لا يجب استخدامه بدون أمر من الطبيب، وخاصة للأطفال الأقل من 6 سنوات.

وتتضمن خيارات العلاج الأخرى ما يلي:

العلاجات الموضعية: تتضمن الكريمات والمرطبات والمراهم التي تتوغل داخل الجلد مثل، أنثرالين أو كالسيبوترين (أحد نظائر فيتامين د) أو قطران الفحم أو الستيرويدات القشرية.
العلاج بالضوء: عادة ما يتم اللجوء لهذا الخيار في حالة انتشار قشور الصدفية على معظم أجزاء الجسم، وتتضمن الأنواع استخدام الأشعة فوق البنفسجية والعلاج بالليزر، ولكن لا يتم استخدام هذه الطريقة إلا في حالة عدم نجاح العلاجات الموضعية.
الأدوية الفموية: يقوم الطبيب بوصف أدوية فموية أو حقن في حالة كانت الصدفية شديدة وحادة، ويحدد الطبيب الأنواع المناسب، فأغلب الأدوية التي يتم وصفها للبالغين غير آمنة للأطفال على الإطلاق.

الصدفية عند الرضع

نادراً ما يُصاب الرضع بالصدفية، وعلى الرغم من احتمال إصابة الأطفال بها، إلا أن أغلب الحالات المصابة بالصدفية يتراوح أعمارها ما بين 15 إلى 35 عام. وتميل الصدفية عند الرضع إلى أن تكون مشابهة لحالة طفح الحفاض، لذا عادة ما يتم الخلط بين الحالتين، خاصة لدى الرضع.

ووفقاً لمؤسسة Psoriasis and Psoriatic Arthritis Alliance إصابة الرضيع بالصدفية، لا تزيد من احتمال الإصابة بنفس المرض في الطفولة. وصدفية الرضع يمكن أن تكون حالة صعبة للغاية في التشخيص، حيث عادة ما تكون الأعراض مشابهة للغاية مع حالات جلدية أخرى شائعة.

وعادة ما يعاني الرضيع من طفح جلدي أحمر، بدون قشور حول طيات أو ثنيات الجلد في منطقة الفخدين، وفي حالات أخرى قد تظهر قشور في فروة الرأس، والتي قد تبدو مشابهة لحالة طاقية المهد أو خبز الرأس لدى الرضع، لذا من الضروري استشارة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير اعتيادية لدى الرضيع، وخاصة في حالة عدم استجابة هذه الأعراض للعلاجات المعتادة.