البلوغ المبكر Precocious Puberty هو واحد من المشكلات الشهيرة التي يتعرض لها الأطفال، والتي قد تؤثر عليهم بعدة طرق سواء نفسياً أو جسدياً، حيث أن له أعراض وعلامات مميزة نوضحها لكم، بالإضافة إلى أهم أسبابه وطرق علاجه.
ما هو البلوغ المبكر؟
هو حالة تعبر عن ظهور علامات البلوغ لدى الأطفال بصورة مبكرة، ويتضمن ذلك النمو السريع للعظام والعضلات، وتغيرات في شكل الجسم وحجمه، ونمو قدرة الجسم على الإنجاب. وسبب حدوث هذا النوع من البلوغ لا يمكن معرفته عادة، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن تتسبب بعض الحالات المرضية.
متى يكون البلوغ المبكر؟
يحدث هذا النوع من البلوغ عندما يتغير جسم الطفل إلى جسم شخص بالغ في وقت مبكر، ويحدث إذا بدأت مرحلة البلوغ قبل عمر السابعة أو الثامنة عند الإناث وقبل سن التاسعة عند الذكور.
علامات البلوغ المبكر
تتضمن أعراض وعلامات البلوغ المبكر التغيرات التالية، والتي يمكن أن تحدث للإناث والذكور:
- ظهور شعر العانة وتحت الإبطين.
- النمو السريع.
- حب الشباب.
- ظهور رائحة صادرة عن الجسم.
علامات البلوغ المبكر للبنات
وتتضمن أعراض الفتيات ما يلي:
- نمو الثدي.
- التعرض لأول دورة حيض (أول دورة شهرية).
مشاكل البلوغ المبكر عند البنات
يؤثر البلوغ المبكر على الفتيات بصورة خاصة، حيث يجعلهم يشعرون بعدد من المشكلات العاطفية والاجتماعية، فقد يشعرون بحالة من الحرج فيما يتعلق بمظهرهم الجسدي أو حصولهم على الدورة الشهرية بل وقد تتغير سلوكيات هؤلاء الفتيات نتيجة للأمر، فقد يصبحن أكثر مزاجية، كما يمكن أن ينزعجن بسهولة بسبب هذه المرحلة.
علامات البلوغ المبكر للأولاد
وتتضمن الأعراض والعلامات التي تحدث للذكور ما يلي:
- تضخم حجم الخصيتين والقضيب.
- ظهور شعر الوجه (ينمو عادة لأول مرة على الشفة العلوية).
- خشونة الصوت.
اسباب البلوغ المبكر
لفهم سبب حدوث هذا النوع من البلوغ عند بعض الأطفال سواء ذكور أو إناث، قد يساعد معرفة السبب الرئيسي لبدء حدوث هذا البلوغ، وتتضمن هذه العملية حدوث الخطوات التالية:
- بدء الدماغ للعملية، حيث يقوم جزء معين من الدماغ بإفراز هرمون يُعرف بالهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (Gn-RH).
- إفراز الغدد النخامية لمزيد من الهرمونات، وتُسمى هذه الهرمونات بالهرمون الملوتن (LH) والهرمون المحفز للحويصلة (FSH).
- حدوث التغير الجسدي، بسبب إنتاج هرمونات الإستروجين والتستوستيرون.
وقد تختلف أسباب البلوغ المبكر عند الذكور والإناث باختلاف نوع البلوغ، والذي يتم تقسيمه إلى نوعين هما البلوغ المبكر الكاذب أو ما يعرف بالبلوغ المبكر المحيطي والبلوغ المبكر المركزي:
البلوغ المبكر الكاذب
يعرف أيضاً باسم البلوغ المبكر المحيطي، ويتسبب الإستروجين والتستوستيرون الموجودين في جسم الطفل، في حدوث هذا النوع من البلوغ.
والنوع الأقل انتشاراً من البلوغ المبكر الكاذب أو المحيطي يحدث بدون تدخل الهرمون الموجه للغدد التناسلية في الدماغ، والذي عادة ما يُحفز ظهور البلوغ، وغالباً ما يحدث ذلك بسبب إفراز الإستروجين أو التستوستيرون داخل الجسم، نتيجة وجود مشاكل في المبيضين أو الخصيتين أو الغدد الكظرية أو النخامية.
وقد يؤدي التالي إلى حدوث البلوغ المبكر الكاذب أو المحيطي عند الإناث والذكور:
- وجود ورم في الغدد الكظرية أو في الغدد النخامية يقوم بإفراز الإستروجين أو التستوستيرون.
- متلازمة ماكيون أولبرايت، وهي مرض جيني نادر يؤثر على العظام ولون الجلد، ويتسبب في حدوث اضطرابات هرمونية.
- التعرض لمصادر خارجية من الإستروجين أو التستوستيرون مثل، الكريمات أو المراهم.
البلوغ المبكر الكاذب عند الذكور
ويمكن أن يحدث عند الذكور نتيجة التالي:
- وجود ورم في الخلايا التي تقوم بصنع الحيوانات المنوية، أو داخل الخلايا التي تقوم بعمل التستوستيرون (خلايا لايديغ البينية).
- حدوث طفرة جينية في إحدى الجينات، مما يتسبب في حدوث إفراز مبكر للتستوستيرون في الذكور، عادة ما بين عمري الواحدة والرابعة.
البلوغ المبكر الكاذب للبنات
ويمكن أن يكون البلوغ المبكر الكاذب أو المحيطي عند الإناث مرتبط بالتالي:
- تكيس المبايض.
- أورام المبايض.
البلوغ المبكر المركزي
لا يوجد عادة سبب معروف لحدوث هذا النوع من البلوغ، وفي البلوغ المبكر المركزي، تبدأ عملية البلوغ بصورة مبكرة، وتحدث مراحل هذه العملية في نمط ووقت طبيعيين. ولا يوجد مشكلة طبية كامنة أو سبب معروف لحدوث البلوغ عند أغلب الأطفال المصابين بهذه الحالة. وفي حالات نادرة يمكن أن يحدث للأسباب التالية:
- وجود ورم في الدماغ أو الحبل الشوكي (الجهاز العصبي المركزي).
- تشوه في الدماغ موجود منذ الولادة مثل، تراكم السوائل (استسقاء الرأس) أو ورم غير سرطاني (الورم العابي).
- استخدام الإشعاع على الدماغ أو الحبل الشوكي.
- إصابة في الدماغ أو الحبل الشوكي.
- متلازمة ماكيون أولبرايت، وهي مرض جيني نادر يؤثر على العظام ولون الجلد، ويتسبب في حدوث اضطرابات هرمونية.
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي، وهو مجموعة من الاضطرابات الجينية التي تضمن إنتاج الغدة الكظرية للهرمون بشكل غير طبيعي.
- خمول الغدة الدرقية، وهو عدم إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات بشكل كافي.
عوامل خطر البلوغ المبكر
تتضمن العوامل التي تُزيد من خطر إصابة الطفل ما يلي:
- الإناث أكثر عرضة للبلوغ المبكر من الذكور.
- السمنة.
- التعرض للهرمونات الجنسية.
- العلاج الإشعاعي.
تشخيص البلوغ المبكر
سوف يقوم الطبيب بالتالي لتشخيص الحالة:
- مراجعة التاريخ الطبي للعائلة والطفل.
- القيام بفحص جسدي.
- القيام بفحوصات للدم، لقياس مستويات الهرمونات وتحديد نوع البلوغ الذي يعاني منه الطفل سواء كان بلوغ مركزي أو بلوغ محيطي.
- عمل أشعة سينية ليد ومعصم الطفل أمر مهم، لتشخيص حالة البلوغ، حيث تساعد هذه الأشعة الطبيب في تحديد عمر عظام الطفل، والذي يساعد في معرفة إذا ما كانت العظام تنمو بصورة سريعة أم لا.
- تصوير الطفل بالرنين المغناطيسي للكشف عن ما إذا كان الطفل يعاني من حالة البلوغ المركزي.
- فحص الغدة الدرقية، وهو من الفحوصات التي تستخدم للكشف عن البلوغ المركزي، حيث تكشف عن مشاكل الغدة وخمولها.
- قد تحتاج بعض الفتيات للخضوع لفحوصات الأشعة فوق الصوتية للكشف عن البلوغ المحيطي.
علاج البلوغ المبكر عند الذكور والبنات
يعتمد العلاج على السبب، وهدف العلاج الأولي هو مساعدة الطفل ليبلغ طول مناسب في مرحلة البلوغ، حيث يتم إيقاف البلوغ بالأدوية المناسبة وفقاً لنوع البلوغ الذي يعاني منه الطفل سواء كان كاذب أو مركزي.
كما يتم علاج الحالات الطبية الأخرى إذا كانت هي السبب في حدوث هذا النوع من البلوغ للطفل، فيتطلب الأمر علاج هذه الحالة لوقف عملية البلوغ، فإذا كان الطفل يعاني من ورم يتسبب في إفراز الهرمونات ويتسبب في حدوث البلوغ، فقد يتوقف هذا الأمر عند إزالة الورم جراحياً.
وتعتمد طرق العلاج التي يتم استخدامها لعلاج الحالة عند الذكور والبنات على التالي:
- غرسات تحت الجلد، وهي عبارة عن أنابيب يتم وضعها تحت الجلد لتقوم بإطلاق الدواء داخل الجسم.
- البخاخ الأنفي.
- الجراحة والعلاج بالإشعاع، وهي من طرق العلاج الذي يتم استخدامها لعلاج البلوغ الناتج عن أورام المخ.
حقن لوقف البلوغ
أغلب الأطفال الذين يعانون من البلوغ السابق لأوانه، بدون وجود أي حالة طبية كامنة، يمكن أن يتم علاجهم بالهرمون الموجه للغدد التناسلية المماثل، وهي عبارة عن حقن شهرية لإحدى الأدوية مثل ليوبرورلين، أو عبارة عن حقن يومية يتم إعطائها تحت الجلد، وهذه الحقن تؤخر من حدوث أي تطور أو نمو. ويمكن أن يتم إعطاء بعض الأدوية الحديثة الأخرى على مراحل أطول.
ويستمر الطفل في الحصول على هذا الدواء، لحين وصوله إلى السن الملائم للبلوغ، وإذا توقف الطفل عن تناول الدواء بعد مرور ستة عشر شهراً، يمكن أن تبدأ مرحلة النمو المبكر مرة أخرى.
وهناك نوع آخر من الحقن يعرف باسم حقن البروجيستين، وهي حقن أقل فاعلية من حقن الهرمون الموجه للغدد التناسلية.
أضرار ابر تأخير البلوغ
إبر هرمون الغدد التناسلية من الأدوية التي قد تسبب أعراضاً جانبية متوسطة تتمثل في:
- الشعور بالصداع.
- ظهور أعراض تشبه أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة.
- تورم مكان الحقن.
وحتى الآن لم تتواجد أية أدلة تشير إلى حدوث آثار جانبية طويلة المدى عند استخدام هذا النوع من الحقن.
علاج البلوغ المبكر بالاعشاب
في دراسة تم القيام بها وجد أن العلاج بالأعشاب الصينية والأعشاب التي تستخدم في جنوب شرق آسيا كان لها تأثيرها في علاج البلوغ المركزي، حيث ساعدت في تقليل هرمون الملوتن، وبالرغم من هذا ما يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لدراسة هذا التأثير.