سرطان الغشاء البريتوني Peritoneal Cancer هو نوع نادر من السرطان الذي يصيب الغشاء الرقيق الذي يغطي أعضاء منطقة البطن الداخلية، ولا يلاحظ المرضى أعراضه حتى مراحله المتقدمة، ومن ثم يجب زيارة طبيب الأورام لوضع الخطة العلاجية المناسبة. وفي هذا المقال، سنعرف المزيد من التفاصيل عنه ومراحله وأسبابه وأعراضه وكيفية تشخيصه وخيارات العلاج المتاحة.
ما هو سرطان الغشاء البريتوني؟
سرطان الغشاء البريتوني شائع أيضا باسم سرطان غشاء البطن، وهو نوع نادر من السرطان يبدأ في خلايا الغشاء البريتوني، إذ يُصيب بضع حالات فقط لكل مليون كل عام، ولكن يوضح أحد المصادر أن هذا الرقم قد لا يكون دقيقًا، فقد يكون 15% من النساء اللائي تعانين من سرطان المبيض، يعانين من الأساس من سرطان الغشاء البريتوني، وهذا النوع من السرطان يمكن ينتشر إلى الأعضاء الأخرى في البطن والحوض.
أنواع سرطان الغشاء البريتوني
يقسم الأطباء هذا النوع من السرطان إلى نوعين أساسيين وهما:
- سرطان الغشاء البريتوني الأولي Primary peritoneal cancer، وهو النوع الذي ينشأ في الغشاء نفسه ثم يبدأ في الانتشار.
- سرطان الغشاء البريتوني الثانوي Secondary peritoneal cancer، وينشأ في منطقة أخرى من الجسم ثم ينتقل إلى الغشاء البريتوني.
مراحل سرطان الغشاء البريتوني
عادة ما تقسّم مراحل أنواع السرطان المختلفة إلى 4 مراحل، ونظرًا لعدم اكتشاف الأطباء المراحل الأولى لهذا السرطان، قد يتم تشخيصه في المرحلتين الثالثة والرابعة كما يلي:
- المرحلة الثالثة، وفيها ينتشر السرطان خارج منطقة الحوض، أو إلى الغدد الليمفاوية الموجودة خلف منطقة البطن.
- المرحلة الرابعة، حيث يبدأ السرطان بالانتشار إلى الأعضاء مثل الكبد أو الرئتين أو الطحال أو النسيج المحيط بأعضاء منطقة الصدر.
أعراض سرطان الغشاء البريتوني
لا تُلاحظ أعراض هذا النوع من السرطانات في مراحله الأولى كما أوضحنا في الفقرة السابقة، ويلاحظ معظم المرضى أعراض المراحل المتقدمة التي قد تتمثل فيما يلي:
- ضعف عام وفقدان الوزن غير المبرر.
- انتفاخ في البطن بسبب تراكم السوائل.
- صعوبة في التنفس.
- تورم في القدمين.
- صعوبات التبول بسبب انسداد الحالب.
- صعوبات التبرز بسبب انسداد الأمعاء.
- ألم في البطن.
الأسباب وعوامل الخطر
لا يزال الباحثون يجرون الأبحاث لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا النوع من السرطان، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة به مثل:
- التقدم في العمر.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- الطفرات الجينية.
- العلاج الهرموني.
- السمنة.
الفرق بين سرطان الغشاء البريتوني وسرطان المبيض
تشير المصادر إلى وجود أوجه تشابه بين هذين النوعين من السرطانات، إذ تتشابه الأعراض تقريبًا، وبل وتتشابه الخلايا الظهارية التي ينشأ منها السرطان، كما أن كلا النوعين يمكنهما الانتشار إلى الأنسجة والأعضاء المجاورة.
ولكن ينشأ سرطان غشاء البطن الأولي من خلايا الغشاء البريتوني نفسه، وكذلك سرطان المبيض الأولي من خلايا المبيض نفسها أو الخلايا في نهاية قناة فالوب، وقد تصاب المرأة بسرطان غشاء البطن حتى بعد استئصال المبيض.
تشخيص سرطان الغشاء البريتوني
تتضمن طرق تشخيص سرطان غشاء البطن ما يلي:
- الفحص السريري والاستماع لشكوى المريض.
- الأشعة التصويرية مثل الأشعة المقطعية والسونار والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- تحاليل الدم.
- تحليل السائل الموجود في البطن.
علاج سرطان الغشاء البريتوني
يتوقف خيار العلاج على العديد من العوامل، والتي تشمل مرحلة المرض وحالة المريض العامة. ومن المعروف عن علاج العديد من أنواع السرطان أنه يتم استئصال جزء من العضو المتضرر، ولكن هل يمكن استئصال الغشاء البريتوني؟
في الواقع لا يمكن استئصال الغشاء البريتوني نفسه، ويحاول الأطباء إزالة أكبر قدر ممكن من الخلايا السرطانية لكن يستحيل إزالته كله، ويتم الاعتماد على بعض الطرق العلاجية مثل:
- العلاج الكيماوي عن طريق الوريد بطرق معينة تسمى العلاج الكيميائي بفرط الحرارة داخل الصفاق hyperthermic intraperitoneal chemoperfusion، وتُحقن تحت تأثير التخدير في غرفة العمليات بعد العملية كما يوضح أحد المصادر.
- العلاج الهرموني في بعض الحالات لمنع الهرمونات الطبيعية من الوصول إلى الخلايا السرطانية، إذ تعزز من نموها.
- العلاج الموجه، وفيه تُستخدم أدوية محددة لاستهداف الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا الطبيعية.
- العلاج الإشعاعي، ولكنه قد يكون نادرًا في هذا النوع من السرطانات.
كم يعيش مريض سرطان الغشاء البريتوني؟
لا يمكن الجزم بعدد السنين والأيام التي يعيشها المريض بعد تشخيصه بهذا النوع من السرطان، فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالي، وكذلك تشير المصادر إلى عدم وجود ما يكفي من الإحصائيات نظرًا لتشخيص السرطان في مراحله المتأخرة دائمًا، ومع ذلك ترتفع نسبة شفاء سرطان الغشاء البريتوني كلما تم التشخيص مبكرًا، ولم ينتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية، وحصل المريض على العلاج الكيماوي الخاص، وتم إزالة جزء كبير من السرطان.