تظهر السيدة تيفاني فيدكيند التي يبلغ عمرها 40 عاما، وكأنها في الـ 80 من عمرها بمزيد من التجاعيد والجسد الهزيل ليعتقد من يراها أن عمرها الفعلي في السبعين أو الثمانين، والسبب هو مرض بنجامين بوتون النادر!
الحقيقة أن السيدة تيفاني مصابة بمرض الشيخوخة المكبرة التي يطلق عليها البعض مرض بنجامين بوتون ولكن الاسم العلمي لها هو البروجيريا، وهي واحدة من بين 50 مليون شخص تم تشخيص حالتهم بالبروجيريا أو الشيخوخة المبكرة، والذي تم تحديده في 156 شخصاً حول العالم، وذلك عندما كانت في العشرينات من عمرها.
وهو الأمر المميز جدا لتيفاني، حيث أنه من المعروف أن المرضى تشخص حالتهم وهم في الثانية من عمرهم، وفي الغالب لا يتجاوزون الـ 12 عاما.
في العادة ما يظهر الأطفال الذين يعانون من البروجيريا بشكل طبيعي عند الولادة ولكن خلال السنة الأولى تبدأ العلامات والأعراض، مثل النمو البطيء وفقدان الشعر في الظهور.
وهي الأمور التي لم تظهر على تيفاني وأخيها الذي كان مصابا بالمرض أيضا، فقط كانا أكثر طولا مقارنة بأقرانهما، ولكن تيفاني لم تهتم كثيرا، حتى بدأ أخوها تشاد في المعاناة من مشاكل القلب والأوعية الدموية وكسر في الفخذ، ومن هنا بدأ الاهتمام بالنظر لحالتهما.
كما يعتقد أن تيفاني هي المريضة الأكبر سنا في العالم مع هذه الحالة النادرة، والعجيب في الأمر أن والدة تيفاني التي تحمل جينات المرض، لم تظهر عليها أي أعراض كابنتها!
وتعاني تيفاني من تسوس الأسنان وفقدان الشعر ومشاكل في القلب بسبب المرض، ويبلغ طولها حوالي متر ونصف، وتزن 58 رطلاً (26 كجم).
لكن تيفاني لم تستسلم لحالتها فهي سيدة أعمال ناجحة لها شركتها الخاصة التي تدريها، كما أنها تشعر أنها محظوظة لبقائها على قيد الحياة حتى الآن، فهي تحافظ على صحتها وتمارس اليوجا لتحافظ على مناعتها ومرونة جسمها.
ما سبب مرض بنجامين بوتون (البروجيريا)؟
تحدث متلازمة الشيخوخة المبكرة أو مرض بنجامين بوتون كما يعرفه البعض بسبب خطأ واحد في جين معين يجعله ينتج بروتين غير طبيعي، وعندما تستخدم الخلايا هذا البروتين، الذي يسمى بروجيرين فإنها تنكسر بسهولة، ويتراكم البروجرين في العديد من خلايا الأطفال الذين يعانون من بروجيريا، مما يجعلهم يتقدمون في العمر بسرعة.
العلاجات الحالية تساعد على تأخير ظهور بعض أعراض المرض أو تخفيفها، ولكن لا يوجد علاج نهائي للحالة.