منذ 100 عاما إن أخبر شخص ما أحد أجدادنا أنه ذات يوم سيستمع لصوت شخص مات منذ 3000 آلاف عام، لكان قام بإرساله لمستشفى المجانين، ولكن اليوم أصبح الخيال واقعا بعد أن وضع العلماء أول حجر أساس لإنجاز غير مسبوق، من خلال سماع صوت لـ مومياء فرعونية محنطة لكاهن يبلغ عمرها 3000 عام! ولكن كيف؟
بالفعل تمكن العلماء من خلال بعض أحدث التقنيات التكنولوجية من الوصول لمحاكاة لصوت الكاهن “نسيامون” الذي عاش في عهد الفرعون رمسيس الحادي عشر، وتوفي في الـ 50 من عمره.
ويرى بعض الباحثون أن وفاة الكاهن المصري كانت خنقا! بل ويعتقد البعض أن الوفاة كانت نتيجة لتعرضه للتحسس (رد فعل تحسسي)، والذي قد يكون بسبب لسعة حشرة ما، وذلك بسبب وضعية اللسان الذي ظل خارج جسده بالرغم من عدم وجود إصابات حول العنق.
كيف استطاع العلماء إعادة صوت الكاهن بعد 3000 عام من الموت؟
استطاع العلماء من خلال أحدث التقنيات التكنولوجية من طباعة نسخة ثلاثية الأبعاد من القناة الصوتية الخاصة بالمومياء الفرعونية، ليقوموا بما يشبه إعادة بناء للمسالك الصوتية اعتمادا على البقايا المحنطة من جسده من الحلق والفم.
لاحقا تم إعادة دمج النسخة ثلاثية الأبعاد للمسالك الصوتية المصنوعة مع حنجرة مصنوعة أيضا، من أجل إعادة سماع صوت واحد من أصوات الكاهن!
وأوضح الباحث ديفيد هوارد وهو رئيس قسم الهندسة الإلكترونية برويال هولواي بجامعة لندن والمشارك في التجربة قائلا ” ما فعلناه هو إعادة خلق صوت الكاهن، بالوضعية الموجود بها في التابوت” وأوضح أيضا أن الصوت لا يعتبر جزء من حديث ما، فهو لا يتحدث هنا بالفعل في التجربة.
ذكر الباحثون في تقريرهم المنشور أنهم قاموا بإجراء العديد من الأشعة المقطعية على مومياء الكاهن الذي فقد جزء كبير من لسانه وعضلاته، أما صوت الكاهن المسموع فهو مستند على قناة صوتية عمرها 3000 عام، وقد ذكر هوارد عن المومياء “هي كانت مناسبة بشكل خاص، بسبب العمر وطريقة حفظ الأنسجة الرخوة، وهو أمر غير عادي!”
وذكر أيضا أنه يأمل في أن يتم التوصل إلى طريقة تمكن من فهم كيفية إنشاء الأصوات البشرية، مع فهم اللغة المصرية القديمة، وبالتالي التمكن من إعادة بناء مقاطع خطاب أطول لـ مومياء فرعونية .
دور المسالك الصوتية.. الذي يجهله البعض
قد يجهل البعض منا كيف تصدر الأصوات التي نسمعها! الحقيقة أن المسالك الصوتية هنا تقوم بتصفية الصوت الذي ينتج من الهواء الذي يمر عبر الحنجرة، وبالتالي يكون لكل منا صوت مميز، وتساعد الوضعيات المختلفة للمكونات الخاصة بالجهاز الصوتي (المسالك الصوتية) على إنتاج كلمات معينة أو الغناء بشكل مختلف كما نسمع.