أوضحت دراسة تم إجراؤها مؤخرا السبب وراء عدم تواصل مرضى التوحد بالعين وتجنبهم النظر للآخرين.
حيث أوضح الدكتور نوشين حاجيخاني الباحث المشارك بالدراسة قائلا ” خلافا لما يعتقد، فإن عدم وجود اهتمام واضح بين مرضى التوحد ليس بسبب عدم اهتمامهم بل تظهر نتائجنا أن هذا السلوك هو وسيلة للتقليل من الإثارة المفرطة غير السارة الناتجة عن الإفراط في النشاط في جزء معين من الدماغ” ، وأضاف أن التواصل بالعين للمصابين بالتوحد يسبب لهم عدم الراحة والشعور بالضغط.
وترجع الدراسة أصل المشكلة إلى جزء من الدماغ الذي يكون مسؤول عن انجذاب الأطفال الطبيعي للوجوه ومساعدة الناس على إدراك المشاعر في الآخرين، ويعرف هذا النظام بنظام تحت القشرة الدماغي المرتبط بالتواصل بالعيون.
كما قام الباحثون في هذه الدراسة بمراقبة نشاط المخ لمجموعتين من الأشخاص أحدهما يعاني من التوحد والمجموعة الأخرى غير مصابة به، وذلك أثناء مشاهدة كل من المجموعتين لصور بعض الوجوه سواء كان ذلك بحُرية أو عندما كانوا مقيدين برؤية منطقة العين فقط، لتظهر النتائج لاحقا أن كلا المجموعتين أظهرت مستويات متماثلة من نشاط الدماغ عند عرض الصور للوجه بالكامل.
ولكن عند التركيز على رؤية منطقة العين أظهر المصابون بالتوحد نشاط مفرط في منطقة ما تحت القشرة الدماغية، لذلك صرح دكتور نوشين أن إجبار الأطفال المصابين بالتوحد على النظر في عيون شخص ما قد يسبب الكثير من القلق بالنسبة إليهم.
في النهاية اقترح دكتور نوشين قائلا ” إن النهج الذي ينطوي على الاعتياد البطئ على الاتصال بالعين سيساعد المصابون بالتوحد على التغلب على هذا الرد من الفعل المفرط على المدى الطويل، وبالتالي تجنب الآثار الناتجة عدم التواصل بالعين على الدماغ”.