العلاج بالصدمات الكهربائية هو علاج قديم، يستخدم من خلال تيار كهربائي صغير يمر من خلال المخ مسببا حدوث التشنجات، وأصبح هذا العلاج يستخدم بشكل أقل من منتصف القرن السابق، لكن الآن عاد هذا العلاج ليصبح محل جدل من جديد بعد عودة استخدامه في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، كعلاج للأطفال الذين يعانون من سلوك عنيف وعدواني للأطفال المصابين بالتوحد.
حيث تشير التقارير أن واحد من بين كل 10 أطفال مصابون بالتوحد، يسببون لأنفسهم إصابات خطيرة تتراوح ما بين أنوف مكسورة ، إلى شبكية العين المنفصلة، وترجع بعض النظريات حدوث تلك الإصابات للأطفال المصابين بالتوحد أو هذا السلوك العداوني بسبب القلق الناتج عن الإشارات الحسية، والبعض الآخر يرجعه إلى الإحباط الذي يحاول الطفل المصاب بالتوحد مكافحته.
كما أن هناك الكثير من بحوث التصوير العصبي تبين أن العلاج بالصدمات الكهربائية في الواقع هو انعكاس لبعض مشاكل المخ المتعلقة بالأمراض النفسية، حيث صرح دكتور تشارلز كينر مدير العلاج بالصدمات الكهربائية في مستشفى مونت سيناي Mount Sinai بنيويورك ” أنه حتى الآن لا نعلم بالتحديد لماذا ينجح هذا العلاج على الأشخاص المصابين بالتوحد وتقلبات المزاج، لكن نعتقد أن هذا يرجع إلى قدرة هذا العلاج على إعادة تنظيم الدوائر الكهربائية في الدماغ “.
ويتم استخدام العلاج الحديث من الصدمات الكهربائية تحت مخدر عام مع مرخيات للعضلات لمنع التشنجات العنيفة، لكن مع عدم معرفة آثار استخدام هذا العلاج على المدى الطويل، تم منع استخدام هذا العلاج في بعض الدول وبعض الولايات الأمريكية، كما أن المعهد البريطاني للصحة والعناية المتميزة لا ينصح باستخدام هذا العلاج لمن هم أقل من 18 سنة.
ويعتبر هذا العلاج مثير للجدل بسبب آثاره الجانبية التي تتمثل في فقدان الذاكرة، ويدور الجدل هنا حول مقدار تلك الذاكرة، لكن الدراسات التي أجراها الأطباء تشير إلى أن تلك الهفوات في الذاكرة هي في الغالب على المدى القصير، فوظيفة الذاكرة تعود إلى وضعها الطبيعي في وقت قصير.
لكن الأصوات المعارضة ترى أن أكثر من نصف المرضى يعانون من فقدان الذاكرة على المدى الطويل بشكل خطير، في الوقت الذى ترى فيه الكلية الملكية للأطباء النفسيين أن هذا العلاج آمن وفعال للحالات الشديدة.