يمثل دواء ديكلوفيناك Diclofenac واحد من أقوى المسكنات وخوافض الحرارة للأطفال، وعلى الرغم أن الخبراء ينصحون بعدم تناول هذا النوع من المسكنات قبل سن 12 سنة، إلا أن هناك معدل استخدام لا يستهان به في أوساط الأمهات وحتى في أوساط الأطباء أنفسهم و الذين يفضلون هذا النوع كمسكن قوي وخافض للحرارة في الأطفال سعياً للحصول على استجابة دوائية أسرع.
إذاً ديكلوفيناك في الأساس غير مفضل للأطفال الصغار، ويتم استخدامه في الظروف الضرورية فقط لارتفاع الحرارة الشديد ، فماذا يحدث في حالة تناول الطفل جرعة زائدة من دواء ديكلوفيناك ؟ هذا هو ما سنتعرف عليه في جولتنا هذه…
الفئة العمرية المسموح لها دواء ديكلوفيناك diclofenac
الفئة العمرية فوق 12 سنة هي الأنسب عند استخدام دواء ديكلوفيناك diclofenac في الأطفال، إلا أنه في حالة وجود ضرورة طبية يمكن أن يتم وصف الدواء من قبل طبيب للأطفال بين 3-12 سنة، أما الفئة العمرية أقل من 3 سنوات فلا ينصح باستخدام دواء ديكلوفيناك diclofenac لها.
الجرعة الآمنة لدواء ديكلوفيناك diclofenac للأطفال
الجرعة الأساسية 1 ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الطفل في اليوم، ويتم تقسيمها على جرعتين أو ثلاث جرعات، صيغة الجرعة 1ملجم/كجم/اليوم، ويمكن مضاعفة هذه الجرعة في بعض الحالات القصوى كحالات الآلام الناتجة عن عمليات جراحية 2ملجم/كجم/اليوم.
وتتمثل أهمية معرفة الام بالجرعة الصحيحة للدواء في كونها تساعد على اكتشاف الحالات التي يتناول فيها الطفل جرعة زائدة بشكل سريع، حيث أن انتباه الأم في هذه الحالات قد ينقذ حياة طفلها.
أعراض الجرعة الزائدة من دواء ديكلوفيناك diclofenac للأطفال
- الصداع، الغثيان، القيء ، آلام شديدة في فم المعدة ، وقد يصل الأمر إلى حدوث نزيف بالجهاز الهضمي.
- في بعض الأحيان يتطور الأمر ليشمل: الإسهال ، الدوخة ، طنين الأذن، الدخول في غيبوبة بالإضافة لحدوث التشنجات في بعض الأحيان.
- أما حالات التسمم بجرعات عالية للغاية فيحدث فيها فشل حاد و مفاجئ في وظائف الكلى و تدمير لخلايا الكبد.
الإسعافات الأولية للجرعة الزائدة من دواء ديكلوفيناك diclofenac
بمجرد شك الأم في تناول طفلها جرعة زائدة من دواء ديكلوفيناك diclofenac يجب أن تقوم بالآتي قبل الانتقال بالطفل للمستشفى:
- إبعاد مصدر التسمم عن يد الطفل المصاب، وإبعاد العبوة عن باقي الأطفال في المنزل فوراً.
- التأكد من سلامة المجرى التنفسي للطفل، وانتظام معدل تنفسه، وانتظام ضربات قلبه، و في حالة وجود خلل في أي من هذه المؤشرات يجب على الأم البدء فوراً في إجراءات الإنعاش ودعم الحياة الأساسية للطفل.
- لا داعي لمحاولة إجبار الطفل على التقيؤ أو اعطائه مشروبات منزلية بكميات كبيرة؛ حيث أن هذه الإجراءات ذات فاعلية و تأثير منخفض، واستغلال هذا الوقت الحرج في التحرك نحو المستشفى و الحصول على رعاية طبية له فائدة أكبر.
مع تحرك الأم مع طفلها للمستشفى ينبغي عليها أن تحتفظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد طبيب الأطفال في الطوارئ على توقع الجرعة التي تناولها الطفل و نوعية الدواء؛ لذا ينصح ان تأخذ الأم عبوة الدواء التي تناولها الطفل معها لكي يتمكن الأطباء من معرفتها بشكل أسرع، و تجنباً لحدوث أي خطأ ؛ إذ أن بعض الأمهات تحت الضغط و التوتر الشديد الناتج عن القلق يعطين معلومات خاطئة عن اسم الدواء الذي تناوله الطفل.
علاج الجرعة الزائدة من دواء ديكلوفيناك diclofenac في المستشفى
- أولاً : في حالة وصول الطفل للمستشفى خلال الساعة الأولى فقد يقوم الأطباء بعمل غسيل معدة مع استخدام أقراص فحم نشط.
- ثانياً : يتم من اللحظة الأولى مراقبة كميات البول التي يقوم الطفل بإخراجها وتسجيلها مكتوبة؛ حيث أن كميات البول لها أهمية خاصة في التنبؤ المبكر بحدوث فشل في وظائف الكلى، كذلك يتم عمل تحاليل لتقييم وظائف الكلى و وظائف الكبد.
- ثالثاً : يتم وضع الطفل تحت الملاحظة؛ تحسباً لحدوث تشنجات، حيث يتم في هذه الحالة إعطاء الطفل أدوية مضادة للتشنجات، كما يتم التعامل العلاجي مع المضاعفات أولاً بأول وفق طبيعتها.
للأسف لا يوجد مضاد للسمية antidote يمكن أن يستخدم في حالات الجرعة الزائدة من دواء ديكلوفيناك diclofenac .
مخاطر الجرعة الزائدة من دواء ديكلوفيناك diclofenac على الأطفال
تزداد خطورة المضاعفات مع زيادة كمية الجرعة التي تناولها الطفل عن طريق الخطأ، وتشمل المضاعفات نزيف الجهاز الهضمي الذي قد يكون شديد بما فيه الكفاية ليسبب هبوط حاد في الدورة الدموية ينتج عن الوفاة، فشل وظائف الكلى الحاد المفاجئ ، بالإضافة لمضاعفات الجهاز العصبي كالغيبوبة والتشنجات.
في النهاية يجب أن تبعدي طفلك عن أدوية والاحتفاظ بأي دواء في المنزل بعيدا عن متناول يده، كما يجب أن تعرفي الجرعات المناسبة لكل دواء قبل إعطائه لطفلك، ولا تنسي أن تستشيري أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك عن صحة طفلك.
اقرئي أيضا: