ابتكرت جامعة هيرتفوردشاير انسان آلي يدعى كاسبر لديه القدرة على إحداث فرق كبيرة في قدرة الأطفال المصابين بـ مرض طيف التوحد على التواصل الاجتماعي، حيث أن كاسبر يغني ويقلد تناول الطعام ويمشط شعره أيضا، ولأن العديد من الأطفال المصابين بالتوحد يجدون صعوبة في التواصل البشري، تجنب المصممون جعل كاسبار يبدو كإنسان حقيقي، وبدلا من ذلك اختاروا ملامح بسيطة وسهلة.
ومن أحد الأطفال المصابيين بطيف التوحد الذين قد استفادوا كثيرا من كاسبر هو الطفل فين Finn ، وهو طفل في الرابعة من عمره كان يتلقى الجلسات العلاجية مع كاسبر في مدرسة للتوحد في شمال لندن ، فعندما كان فين يضرب كاسبر، كان كاسبر يصيح بقدر الضربة ويخبره بأن الضربة تؤلمه، وكان المعالج يطلب من فين في الجلسات تصحيح خطأه تجاه كاسبر عن طريق دغدغة كاسبر في أسفل قدمه، فكان يضحك كاسبر ويقول له “إن هذا رائع إنها تدغدغني”.
وشرحت الأستاذة آليس لينش Alice Lynch – وهي نائب مدير مدرسة تراكس الخيرية للأطفال المصابة بـ مرض طيف التوحد في ستيفينج – تجربتهم مع كاسبر قائلة : ” لقد كنا نحاول جعل أحد الأطفال المصابين بـ مرض طيف التوحد تناول الطعام مع زملاؤه في المدرسة، ولكن لم يتمكن الطفل من ذلك بسبب القلق والتوتر، وعندما بدأنا في جعله يتناول الطعام مع الانسان الآلي كاسبر كانت النتيجة مذهلة جدا، حيث استمتع الطفل كثيرا بتناول الطعام مع كاسبر لدرجة أنه قام بإطعام كاسبر، وبعد فترة أصبح الطفل يتناول طعامه مع زملاؤه بصورة طبيعية، ويعد هذا انجازا كبيرا بالفعل “.
كما صرحت الدكتورة كيرستين دوتنهان Kerstin Dautenhahn ، أستاذة الذكاء الصناعي في جامعة هيرتفوردشاير، لرويترز قائلا : “إن رؤيتنا هي حصول كل الأطفال المصابين بالتوحد في المدارس أو المنازل أو في المستشفيات على الانسان الآلي كاسبر إذا أرادوا ذلك”.
والآن تقام التجارب العملية التي سوف تستغرق سنتين مع مؤسسة هيرتفوردشاير التابعة للجمعية الوطنية للصحة الوطنية، والتي إذا نجحت نتائجها سوف نرى كاسبار يعمل في المستشفيات.