قامت منظمة TNS NIPO بدراسة على 1000 شخص من الآباء الهولنديين، وقد وجدوا أن 79% منهم يفضلون أن يتعرض أطفالهم للمخاطر أثناء اللعب، لكنهم يعانوk من خوفهم المستمر من إصابة أولادهم بالفعل، وأيضا من رفض الآخرين لهم بسبب طريقتهم في تربية الطفل .
و قد أطلقت هيئة السلامة الوطنية في هولندا حملة تسمى ” اللعب الخطر “، لتشجيع الآباء والأمهات على تربية الطفل بشكل يسمح له بلعب الألعاب الأكثر خطورة، مثل اللعب بالسكاكين و تسلق الأشجار و إشعال الكبريت و الذهاب بمفردهم مع أصدقائهم من أجل اللعب في الحديقة لكن مع الإشراف الملائم لذلك من الوالدين، وتحذر أيضا الآباء و الأمهات و المدارس و الحكومات الذين يبالغون في حماية الأطفال، أن ذلك يجعلهم لا يتعلمون إدارة المخاطر بأنفسهم.
كما صرحت جوديث كويبر Judith Kuiper رئيس الحملة قائلا : ” إن معدل السمنة قد ازداد بين الأطفال، وهناك مبادرات جديدة تهدف إلى جعلهم يتحركون أكثر ويأكلون الطعام الصحي أكثر، و لهذه المبادرة هدف أكبر أيضا وهو ما نسميه ” الكفاءة في المخاطرة “، مما يجعل الأطفال أكثر استقلالية و قادرين على حماية أنفسهم بشكل أفضل”.
و أضاف جوديث قائلا : ” إذا تم توجيه الأطفال بشكل صحيح، فسوف يستطيعون من عمر 5 أو 4 سنوات إشعال الكبريت بشكل صحيح، مع تحذيرهم أن نار القداحة أو الكبريت شديدة السخونة، وأنهم لا يجب أن يقفوا في الاتجاه الخاطئ في حالة وجود رياح، و يجب أيضا تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الحرائق بدلا من تكرار التحذيرات دون جدوى “.
و أوضحت جوديث خلال حديثها، أن هناك اتجاه اجتماعي جديد نسلكه لجعل الأطفال أكثر حرية و خبرة في إدارة المخاطر التي قد تصيبهم بدلا من الخوف منها، حيث أن هناك في بريطانيا يسمحون للأطفال بالتعرض للمخاطر تحت الاشراف الجيد والمتابعة، ويتم مقاضاة الوالدين إذا تعرض الأطفال للإصابة أو المعاناة غير الضرورية بسبب عدم قيامهم بالإشراف الجيد عليهم.
اقرأ أيضا : سلايد شو | النصائح العشر الأساسية لتربية صحية
و صرح المستشار الهولندي الشهير في مجال رعاية الأطفال، فروكج هاجر Froukje Hajer قائلا : ” إذا كنت تركز فقط على الخطر والقواعد، فيجب ألا تنسى أنه يجب عليك تقديم بيئة تعليمية جيدة لطفلك، والحقيقة أن من يقومون بذلك هم الأكثر شكوى دائما من أطفالهم مما يجعل الأطفال يتربون في بيئة نفسية سيئة”
و أضاف فروكج أيضا : ” ربما نكون أقل صرامة في تربية الطفل في هولندا عن إنجلترا وأمريكا، حيث أننا نعتقد أن ذلك يتعارض مع حقوق الطفل، و أن تلك القواعد و الغرامات هي إجراءات تعسفية ، و حسب احصائيات اليونيسف الحديثة فإن الأطفال الهولنديين هم الأسعد في العالم الحديث “.