علاج اضطراب الشخصية الحدية ما بين الخيارات الطبية وما يمكنك القيام به

علاج اضطراب الشخصية الحدية
علاج اضطراب الشخصية الحدية

الإصابة بإحدى اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يؤثر على جميع نواحي الحياة ويعيق الشخص عن القيام بالكثير، لذا يبحث الكثير من المصابين بهذا الاضطراب عن طرق لعلاج المشكلة أو التعامل معها، وفي المقال التالي سوف نتعرف على أبرز طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية والاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها بنفسك لتتكيف مع المرض واحتمال الشفاء والوقاية من هذا المرض ومعلومات أخرى.

ADVERTISEMENT

علاج اضطراب الشخصية الحدية

عادة ما يتم علاج اضطراب الشخصية الحدية  Borderline Personality Disorder – BPD بمجموعة من العلاجات تتضمن علاجات نفسية وأدوية وغيرها، وإليكم أبرز الطرق المستخدمة عادة في علاج هذا الاضطراب:

العلاج النفسي Psychotherapy

العلاج النفسي أو ما يُعرف بالعلاج بالتحدث هو جزء هام من برنامج علاج اضطراب الشخصية الحدية، وأظهرت الدراسات أن هناك بعض الأنواع من العلاجات النفسية التي يمكن أن تكون فعالة ومنها:

ADVERTISEMENT

1- العلاج السلوكي الجدلي لاضطراب الشخصية الحدية:

العلاج السلوكي الجدلي لاضطراب الشخصية الحدية أو Dialectical Behavior Therapy (DBT) هو أول طرق العلاج النفسي التي ثبت فاعليتها في علاج اضطراب الشخصية الحدية، وهو نوع أو شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي CBT والذي يركز على الأفكار والمعتقدات التي يمكن أن تؤدي لحدوث أفعال وسلوكيات معينة. وخلال هذا النوع من العلاج يتم تعليم الأشخاص طرق للتحكم في التوتر وتعلم مهارات تساعد في التكيف مع المشاعر القوية.

2- العلاج المخطط أو التخطيطي Schema-Focused Therapy:

هو طريقة علاجية تكاملية تحتوي على جوانب من العلاج السلوكي المعرفي ونظريات من التحليل النفسي، وتعمل هذه الطريقة وفقاً للاعتقاد بأن عدم تلبية الاحتياجات من مرحلة الطفولة يمكن أن تؤدي إلى وجود طريقة تفكير غير صحية حول العالم، وتركز هذه الطريقة على تحدي هذا الاعتقاد والسلوكيات الناتجة عنه والتركيز على تبني طرق صحية أكثر للتفكير والتكيف مع العالم.

ADVERTISEMENT

3- العلاج القائم على استخدام العقل Mentalization-Based Therapy:

تم دراسة هذه الطريقة بشكل موسع كطريقة من طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية ووجد أنها يمكن أن تساعد في التوتر والاكتئاب وأيضاً كفاءة الوظائف الاجتماعية المصاحبين لهذا الاضطراب، وتركز هذه الطريقة على مساعدة الشخص في التعرف على الحالة النفسية لأفكارهم ومشاعرهم وأفكار ومشاعر الآخرين الذين يتواصلون معهم. ومن خلال التعرف على تلك الأفكار والمشاعر يكون لديهم القدرة على رؤية كيفية مساهمة وتأثير تلك الأفكار والمشاعر على سلوكياتهم وسلوكيات الآخرين.

4- العلاج المركز على التحويل Transference-Focused Psychotherapy:

يحدث مفهوم التحويل في الطب النفسي عندما يقوم الشخص بعكس مشاعره الخاصة أو توقعاته على شخص آخر، وخلال هذه الطريقة العلاجية يقوم المعالج النفسي بالعمل على لفت انتباه الشخص لهذه العملية اللاواعية التي يقوم بها في محاولة لتحدي أنماط السلوكيات غير الصحية التي تصدر عنه.

ويقوم المعالج بمساعدة الشخص في رؤية طريقة استجابتهم للأمور والمشاكل التي تظهر ويتم مناقشتها خلال كل جلسة علاجية، ومعاً يقوم الطبيب والشخص بتطوير بدائل إيجابية لهذه السلوكيات عند حدوثها.

ADVERTISEMENT

أدوية اضطراب الشخصية الحدية

بعد معرفة بعض أبرز الطرق النفسية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، نتعرف الآن على الأدوية التي يمكن أيضاً اللجوء إليها في تلك الحالة لتخفيف الأعراض المصاحبة للحالة، مع ضرورة التنويه بعدم استخدام أي أدوية بدون أمر من الطبيب أولاً، وأن هذه الأدوية تُستخدم مع العلاجات النفسية السابق ذكرها لتكون أكثر فاعلية.

وتتضمن بعض أبرز الأدوية التي يتم وصفها ما يلي:

  • مضادات الاكتئاب: يمكن أن تساعد في التعامل مع مشاعر الاكتئاب والقلق.
  • مضادات الذهان: يمكن أن تُستخدم هذه الفئة من الأدوية لعلاج بعض المشاكل المصاحبة لهذا الاضطراب مثل الغضب والاندفاع والتفكير المليء بالشك والشعور بالاضطهاد.
  • مضادات القلق: يُعتبر القلق والتوتر من أشهر صفات الشخصية الحدية، لذا يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تقليل هذا التوتر، ولكن يجب استخدام هذه الأدوية بحذر حيث أن لها مفعول إدماني.
  • مثبتات المزاج: يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تقليل النشاط الاندفاعي والمشاعر المتهورة.

كيف تساعد نفسك في حالة إصابتك باضطراب BPD؟

ذكرنا في السابق الطرق الطبية المتبعة في علاج اضطراب الشخصية الحدية، ولكن يجب أن ننوه أيضاً بأن اتباع بعض استراتيجيات المساعدة الذاتية تُعتبر جزء أساسي هي الأخرى من برنامج علاج هذا الاضطراب، حيث أن اتخاذك لبعض الخطوات لمساعدة نفسك يمكن أن تجعل العلاج أكثر فاعلية.

ADVERTISEMENT

وخطة العلاج الأمثل لهذا الاضطراب، إلى جانب ما سبق ذكره، تتضمن تعلم أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الاضطراب وتعلم مهارات تكيف صحية وإيجاد طرق للتعبير عن المشاعر والتحكم بها. ومن ضمن طرق مساعدة النفس المقترح استخدامها ما يلي:

  • للتنفيس عن الغضب والإحباط، يمكن عمل بعض التمارين الرياضية أو الاستماع إلى موسيقى عالية أو عمل شيء عملي مثل التنظيف أو الزراعة.
  • لأعراض الاكتئاب والحزن، يمكن تجربة التعبير عن المشاعر من خلال الكتابة أو مشاهدة برنامجك المفضل أو الاستماع إلى موسيقى ترفع من الروح المعنوية.
  • لتخفيف القلق والتوتر، يمكن الاستحمام بماء دافئ أو أخذ 10 أنفاس عميقة مع عدهم بصوت عالي.
  • لتقليل تشتت العقل (التوهان أو السرحان)، يمكن تجربة مضغ الزنجبيل أو الفلفل الحار أو شرب الماء المثلج أو التصفيق باليدين وملاحظة الشعور الناتج.
  • اعتماد روتين معين يمكن أن يساعد أيضاً، فيمكن أن تعتمد مواعيد ثابتة للوجبات والنوم حتى يعرف الجسم ما يجب توقعه، ومن الضروري وضع أهداف يمكن تحقيقها بدون التعرض لأي ضغط نفسي.
  • يمكن أيضاً تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات وتقليل الأطعمة السريعة، كما يُنصح بالابتعاد عن الكحوليات والمخدرات.
  • قم بإحاطة نفسك بأشخاص تحبهم وتثق بهم، بما في ذلك طبيبك النفسي، يمكنك التحدث معهم بحرية عما تشعر وعما يدور بفكرك، وفي حالة ملاحظة أن هناك موقف ما أو شخص ما يقوم بتحفيز المشكلة لديك، قم بتدوين ما يحدث ثم قم بمناقشته مع طبيبك.
  • يمكن تجربة بعض تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، حيث وجدت الدراسات أن هذه الطرق يمكن أن تخفف من أعراض التوتر والاكتئاب وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة في حالة تواجده.
  • يمكن معرفة المزيد من تجارب الأشخاص الذين مروا بنفس تجربتك، حيث أن هذا الاضطراب يمكن أن يجعل الشخص يشعر بوحدة، لذا معرفة بعض الأشخاص الذين تعرضوا لمثل ما تتعرض له والتواصل معهم ومشاركة الخبرات يمكن أن يجعلك تشعر أنك لست بمفردك.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟

يمكن أن يساعد علاج اضطراب الشخصية الحدية في دخول الأشخاص لفترات تعافي طويلة (خمول للأعراض)، ووفقاً لمراجعة تم القيام بها عام 2019 تضمنت ما يقرب من 290 شخص يعاني من اضطراب الشخصية الحدية، أشارت النتائج إلى أن 75% من المشاركين اختبروا فترات هدوء وانخفاض في الأعراض لمدة 8 سنوات على الأقل.

وعلى الرغم من هذا يجب التنويه إلى أن العلاج لا يقوم بشفاء الحالة بنسبة 100%، فالأعراض يمكن أن تظهر وتختفي على مدار عمر الشخص المصاب بالاضطراب، والالتزام ببرنامج العلاج والمتابعة مع المعالج يمكن أن يساعد في مراقبة الأعراض باستمرار وتحسين أو تقليل حدتها.

ADVERTISEMENT

هل يمكن الوقاية من اضطراب الشخصية الحدية؟

للأسف لا توجد طريقة لمنع الإصابة باضطراب الشخصية الحدية أو الوقاية من حدوثه، وفي العديد من الحالات يتم وراثة هذا الاضطراب، مما يعني زيادة نسبة احتمال الإصابة في حالة وجود المرض لدى أحد أفراد العائلة، ويمكن الرجوع للطبيب وسؤاله عن كيفية رصد واكتشاف الأعراض والعلامات في أسرع وقت لتسهيل العلاج.

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة مروة الطوخي - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد